سوء التغذية يخيم كـ«ظلام مرعب» على أهالي غزة مع ارتفاع أعداد الوفيات

أطفال غزة
أطفال غزة

بعد مضي خمسة أشهر على اندلاع العدوان على غزة، يعيش أطفال غزة في واقع مأساوي يتخبطون بين نيران المرض وجحيم الجوع الذي يفتك بهم يومًا بعد يوم، في ظل الحصار الخانق المفروض من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي على كامل القطاع، ويعانون يومًا من آثار النزاع وشح الموارد الأساسية، مما يضع هؤلاء الأطفال في مواجهة صراع يومي من أجل البقاء على قيد الحياة.

فالعديد من الأطفال يستلقون اليوم داخل المستشفيات المتبقية في القطاع، التي لم تتعرض للقصف الإسرائيلي، وعيونهم غائرة وأجسادهم هزيلة، مستسلمة لظروف تجعلهم يصارعون من أجل البقاء بسبب سوء التغذية والجفاف، ويموتون ببطء أمام أعين ذويهم.


الطفل «يزن».. إحدى ضحايا الجوع في غزة

كما تم تسجيل وفاة العشرات من الأطفال الآخرين بسبب سوء التغذية، وكثيرون آخرون يعانون من نقص حاد في التغذية لا سيما الأطفال المرضى من بينهم، قصة الطفل الغزي يزن الكفارنة التي برزت بشكل خاص، حيث توفي، بعدما أصبح جسده كهيكل عظمي، لتكون قصته شاهدة على معاناة الجوع والحصار الذي يفتك بأهالي غزة.

كان يزن، البالغ من العمر 10 سنوات، يعاني من شلل دماغي بسبب عدم وصول الأكسجين بشكل كاف عند ولادته، مما أدى إلى تفاقم معاناته في البلع والهضم، وكان يأكل نوعًا معينًا من الطعام والمكملات الغذائية، ومع بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، تدهورت حالته الصحية يوما بعد يوم بسبب الظروف القاسية التي عاشها نتيجةً للنزوح مع عائلته، بحسب "العربية" الإخبارية.

وفي مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح جنوب القطاع، توفي يزن، بعدما تأزمت حالته الصحية وأصبح جسده يحارب الموت في صمت، متحولاً إلى هيكل عظمي هزيل بسبب نقص الغذاء في القطاع ليُضاف إلى قائمة ضحايا الجوع في غزة، وهكذا، يعيش العديد من الأطفال ذات المعاناة نتيجة لسوء التغذية تحت وطأة حصار إسرائيلي مفروض على القطاع برا وجوا وبحرا، يجتاحهم الجوع ويفتك بهم يومًا بعد يوم.


زيادة «مروعة» في أعداد وفيات الأطفال

وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، بتزايد عدد الأطفال في قطاع غزة الذين يواجهون سوء تغذية حاد، مما يشير إلى احتمال زيادة عدد الأطفال الذين يكافحون من أجل حياتهم في إحدى المستشفيات القليلة المتبقية في غزة، وكشفت "اليونيسيف" أيضًا عن هذا الارتفاع المقلق في أعداد الأطفال الذين يواجهون سوء تغذية حادة، مما يزيد من تعقيدات الوضع في المنطقة.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع حصيلة وفيات الأطفال في شمال القطاع إلى 17 نتيجة لسوء التغذية، وتم الإعلان عن وفاة 15 طفلا في مستشفى كمال عدوان بغزة بسبب سوء التغذية والجفاف أيضًا.. 


«الجوع» يلوح في أفق قطاع غزة

وأشارت الصحة الفلسطينية إلى خطورة الوضع، حيث تخشى على حياة 6 أطفال يعانون من سوء التغذية والجفاف في العناية المركزة بمستشفى كمال عدوان نتيجة توقف المولد الكهربائي ونقص الأكسجين.

وبحسب التحذيرات الدولية، يُعتبر وفاة عدد من الأطفال في شمال القطاع نتيجة لغياب إمدادات البقاء على قيد الحياة أمرًا خطيرًا، كما تحذر منظمات دولية من أن غزة قد تشهد مزيدًا من الوفيات بين أطفالها فضلًا عن تعرض أكثر من 2 مليون شخص لخطر المجاعة، وأنه يحب اتخاذ إجراءات فورية وليس في وقت لاحق لضمان البقاء وتأمين حياة هؤلاء الأفراد، وفقًا لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية.

وبحسب وكالة "وفا" الفلسطينية، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، إنه يوجود أزمة غذائية حادة في قطاع غزة، حيث يعاني أكثر من 80% من الأطفال من فقر غذائي مدمر، ووفقًا لتقديرات المنظمة، يتوقع أن يكون أكثر من 10 آلاف طفل دون سن الخامسة على وشك مواجهة سوء التغذية في الأسابيع القادمة، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لحياتهم.