بعد انتشار الشائعات وجرائم الإنترنت

كيف نستخدم السوشيال ميديا بإيجابية؟

 انتشار الشائعات وجرائم الإنترنت
انتشار الشائعات وجرائم الإنترنت

خبراء:الحفاظ على الخصوصية واختيار الاصدقاء ومصادر المعلومات أهم الحلول

بعد التطور التكنولوجى الكبير فى منصات التواصل الاجتماعى وظهور الذكاء الاصطناعى أيضا، باتت الجرائم والشائعات والاستخدامات الخاطئة لهم تزداد بشكل كبير، وخاصة حالات الابتزاز الإلكترونى والنصب والاحتيال وغيرها من الكوارث التى يقع فيها الكثير بل الغالبية من مستخدمى «السوشيال ميديا»، ولهذا بدأت حملات التوعية من مخاطرها فى تزايد والارشاد للتعامل معها بإيجابية أيضا على قائمة المتخصصين فيه.
احصائيات وأرقام
أصبح الانترنت من أساسيات الحياة اليومية حيث يستخدم الجميع الإنترنت تقريباً، وتشغل وسائل التواصل الاجتماعى جزءاً كبيراً من استخدامه. فبحسب تقديرات مجلة فوربس العالمية، فى عام ٢٠٢٣، أنه يقدر بنحو ٤.٩ مليار شخص يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعى فى جميع أنحاء العالم. وتُظهر هذه الإحصائية المذهلة تأثير وسائل التواصل الاجتماعى على الحياة اليومية ومن المهم فهم نعمة ولعنة وسائل التواصل الاجتماعي.
قال المهندس زياد عبد التواب مقرر لجنة الثقافة الرقمية بالمجلس الأعلى للثقافة، إن التعامل بإيجابية على السوشيال ميديا يتضمن عدة نقاط وهى انتقاء الاصدقاء الحقيقيين أو الافتراضيين الذين لم نقابلهم من قبل وذلك من خلال فحص تاريخ ما ينشرونه على السوشيال ميديا وأسلوب تفاعلهم مع الاخرين، كما يجب انتقاء المجموعات groups والصفحات pages الموثقة بالعلامة الزرقاء وايضا تلك التى تنتمى إلى مؤسسات إعلامية وصحفية مرموقة ومحترمة، بالإضافة إلى عدم الإدلاء للآخرين أو النشر على الصفحات الشخصية أى بيانات أو معلومات أو صور شخصية وايضا تجنب اظهار الميول السياسية أو الدينية أو الحالة النفسية.
وأضاف عبد التواب أنه للتأكد من أى معلومة يجب الرجوع إلى المصادر الدقيقة سواء كانت كتبا أو دراسات مطبوعة أو مواقع إلكترونية موثقة خارج السوشيال ميديا من خلال البحث فى أكثر من مصدر وإجراء المقارنات والبحث والتحليل و ذلك للتأكد قبل التصديق والتفاعل مع ما يكتب، وعدم نشر أو إعادة نشر أى أخبار أو معلومات إلا بعد التأكد منها بالخطوة السابقة و فى أضيق الحدود أيضا، مؤكدا على أنه لابد من إلغاء الصداقة و مغادرة المجموعات أو الصفحات التى تغير من نشاطها أو يتضح أنها لا تلتزم بالاداب العامة و نشر الحقائق من أخبار ومعلومات، بالإضافة إلى استخدام خاصية الابلاغ عن المستخدمين أو المجموعات أو الصفحات أو المنشورات التى لا تراعى المعايير السابق الإشارة إليها وتنبيه الاصدقاء أيضا. وتجنب المحادثات الشخصية قدر الإمكان و تجنب الإدلاء برقم الهاتف إلا للأشخاص الموثوق فيهم وايضا استخدام خاصية «البلوك» الحظر فور حدوث أى تجاوز.
وأكد عبد التواب على ضرورة الاشتراك فى المجموعات والصفحات المفيدة فى مجالات الدراسة والعمل والصحة والثقافة وغيرها من المجالات المفيدة، ومتابعة المؤثرين influencers ذوى المصداقية والكفاءة والعلم.
الإعلام والقضاء
بعد انتشار حالات كثيرة من الابتزاز الإلكترونى على السوشيال ميديا، أعرب الكاتب الصحفى كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فى تصريحات صحفية عن سعادته بتأكيد المسئولين أنه ستكون هناك إجراءات قانونية مشددة وعدم المجاملة لأحد فيما يتعلق بقضايا الابتزاز الإلكتروني، حيث إنه فى السنوات الأخيرة وقع بين 6 أو 7 حالات ابتزاز إلكترونى تم الكشف عنها، موضحا أن القضاء يصدر أحكاما رادعة فى مثل هذه الحالات، مضيفًا أن دور الإعلام مهم جدا فى التوعية بهذه القضية لأنها قضية خطيرة خصوصًا لو علمنا أن هناك 85 مليون حساب على الفيس بوك، مشيرًا إلى أن المجلس يقوم برصد ومتابعة هذا الأمر وإغلاق كثير من الصفحات وإخطار السلطات القضائية، لأنها خرجت عن صلاحيات المجلس لأنه أصبح هناك جريمة، ووزارة الداخلية والنائب العام يعملون على الأمر، وتحويل المتهمين للقضاء. كما نصح المواطنين بالتعامل مع التكنولوجيا الحديثة بنوع من التعقل، وإن الوعى مسئولية الإعلام والمسجد والكنيسة والمدارس لننقذ شبابنا من هذا الأمر.
الصحة النفسية
قال الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى : «إن ادمان السوشيال ميديا جاء بسبب الفراغ فى الوقت والفراغ العاطفى أيضا، فقد أصبح كل شخص يبحث وراء الشاشات عن الشيء الذى يشبع رغباته دون تكلفة، والحل لهذه المشكلة فى يد الدولة فلابد من توفير فرص عمل للاستفادة من طاقة الشباب المهدرة على منصات التواصل الاجتماعى والفيديوهات القصيرة التى استحوذت على عقول الكبار والصغار لقلة وقتها حيث إنها لم تتعد الدقيقة فلا يشعر المتفرج بالملل منها ولكن على العكس يزيد من تفاعله معها».