تاج

القاتل الذكى !

محمد واهدان
محمد واهدان

لا أنكر الدور الذى باتت تتمتع به الهواتف الذكية فى حياة البشر، فهو جهاز العصر، إلا أن تزايد الاعتماد عليها يؤدى فى بعض الأحيان، إلى نشوء ارتباط غير صحى بها، تخيلوا معى لو كنت جالسا هنا وأتحدث إليكم وأمسك بهاتفى ..لايرن ،لا أحد يتصل، فقط أمسكه بيدى ، هل تشعرون وكأنكم الأهمية بالنسبة لى الآن؟.. بالتأكيد لاتشعرون، هذه هى الارتباطات النفسية ، لذلك عندما نحضر اجتماعا أو نجلس لتناول الغداء مع أسرتنا ونضع الهاتف على الطاولة،فإنه يرسل رسالة نفسية إلى كل من يجلس هناك ، مفادها -أنك لست أهم شىء بالنسبة لى الآن-.. فلاتعتقدون أنكم إذا وضعتم هواتفكم بالمقلوب،أن هذا هو التصرف المثالى، أو أن هذا سيكفى بالغرض بأدب رفيع، ضعوه فى وضع الطيران مثلا للتخلص من إغراء أى شىء ، ضعوه فى حقيبة أو على رف فى المكتب بعيدا عن الأنظار، فإذا كنت تأخذ هاتفك من غرفة إلى غرفة أخرى أو أين ما تذهب فأنت لديك مشكلة، وقد وقعت مع فئة «النوموفوبيون»، وهم الأشخاص الذين ترتفع لديهم نسبة القلق إلى مستويات غير طبيعية، فى حال عدم وجود هاتفهم بقربهم، وهو ما يعرف برهاب النوموفوبيا، أو التبعية الرقمية والخوف من مفارقة الهاتف؛ناهيك عن الكهرومغناطيسية والحرارة المنبعثة من الهاتف التى تؤدى تدريجيا إلى تلف خلايا المخ والاكتئاب وحتى التفكير بالانتحار.
● الخلاصة: «هل تغير الهواتف المحمولة عقولنا ؟،بالتأكيد الإجابة نعم.. فلاشك أن إدمان التقنية أو الارتباط النفسى بالهاتف المحمول بات عجيبا هذه الأيام، ولكن كلما تمرنت على الإبتعاد عنه شيئا فشيئا ، فأنت تستطيع وستصبح الأمور أسهل وأسهل، وستجد نفسك تستمتع بكل لحظات حياتك، فالرضا عن الحياة يزداد عندما يستخدم الناس هواتفهم الذكية بشكل أقل، ابتعدوا عن قاتل الملذات الذكى ومن يستهدفكم رقميا .. وستجدوا أنه من الأسهل عدم الانخراط والإنجراف فى الهلع، حتى لاتقعوا أسرى داخل أسوار هواتفكم».
● فيسبوكيات: «سيب موبايلك وعيش حياتك».