وزير الزراعة يتحدث أمام الجلسة الوزارية للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة "الفاو "بالاردن"

وزير الزراعة: مصر قدمت أكثر من 80% من المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

أكد السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي أن الحق في الغذاء هو أحد الحقوق الأساسية لكل انسان بصرف النظر عن التفاوت في الثروات والدخول للدول أو موقعها الجغرافي أو غيرها من الاعتبارات، إذا أصبح من غير المقبول أن يتزايد الجوع في وقت يهدر فيه العالم أكثر من مليار طن من الغذاء كل عام.

وأضاف وزير الزراعة أن مصرقدمت ما يزيد عن 80% من المساعدات الغذائية الى قطاع غزة من منطلق دورها القومى والوطنى مطالبا الدول بزيادة الدعم والمساعدات الى إخواننا الفلسطينيين في القطاع جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها وزير الزراعة اليوم أمام الجلسة الوزارية للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة والمنعقد حاليا في العاصمة الأردنية "عمان"

بحضور الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" ورئيس وزراء الاردن وعدد من وزراء الزراعة في اقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا

وأشار :القصير" إلى التعاون المثمر بين مصر ومنظمة الاغذية والزراعة والزيارة التي قام بها المدير العام للمنظمة للقاهرة ولقائه أمس بالرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية وكذلك الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء

وقال ان انعقاد هذا المؤتمر في دورته الحالية يأتي في خضم ظروف وتحديات كبيرة ومتشابكة ومستمرة على المستوى العالمي والإقليمي بداية من أزمة كورونا والتي ما زالت تداعياتها وآثارها موجودة حتى الآن ومروراً بالأزمة الروسية الأوكرانية والظروف الدولية والإقليمية الراهنة وزيادة حدة التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية وكلها تحديات وأزمات أثرت بشكل كبير على اقتصاديات الدول وعلى قدراتها في بناء أنظمتها الغذائية والزراعية المستدامة.

وأضاف لقد تفاوتت حدة هذه الازمات والتحديات من أقليم لآخر ومن دولة إلى أخرى كما اتخذت عدة أشكال منها ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة والتأثير على سلاسل القيمة والتوريد وندرة الموارد الطبيعية ومخاطر فقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ وارتفاع نسبة الفاقد والهدر من الأغذية مع زيادة حدة التوترات الإقليمية والدولية والتي عمقت من مشكلة العجز الغذائي، فضلاً عن آثار الصدمات المرتبطة بالكوارث الطبيعية والأوبئة والمشكلات المتعلقة بأنماط التغذية.

وقال وزير الزراعة ان أقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا من أكثر المناطق المتأثرة سلباً بهذه الأزمات والتحديات وفي القلب منها التغيرات المناخية، كما يعاني الإقليم من هشـاشة النظم الإيكولوجية الزراعية والرعوية الطبيعية وندرة ملحوظة في المياه والأراضـــي الصـــالحة للزراعة واعتمادها الشـــديد على الواردات الغذائية ونمو ســـكاني مرتفع،

اقرا ايضا :«المستقلين الجدد»: اسقاط المعونات الإغاثية على غزة تأكيد على التزام مصر بثوابتها

وأوضح القصير انه يجب البحث عن حلول في هذا المؤتمر الوزاري لبناء أنظمة زراعية وغذائية أكثر استدامة وأكثر مرونة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا ،لافتا إلى إن الدولة المصرية كانت من أوائل الدول التي استجابت لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة للعمل على مخرجات قمة النظم الغذائية وتفاعلت بسرعة وإيجابية حيث اطلقت منظومة تحفيزية مكثفة من خلال حوار وطني شامل ضم معظم الوزارات ذات الصلة وأصحاب المصلحة ومنظمات الأمم المتحدة بالقاهرة،

واستعرض وزير الزراعة أهم المحطات البارزة على صعيد جهود الدولة المصرية التي تحققت منذ قمة النظم الغذائية في أواخر عام 2021 وحتى الآن ومنها اصدار الوثيقة الوطنية لتحول النظم الغذائية والتوسع في الرقعة الزراعية وزيادة إنتاجية المحاصيل واصدار الاستراتيجية الوطنية للغذاء والتغذية في نوفمبر 2022 استهدفت الوصول إلى أنظمة غذائية صحية وآمنة ومستدامة،

وتابع وتم تشكيل لجنة وطنية لنظم الغذاء والتغذية تحت مظلة مجلس الوزراء تضم كل الوزارات والجهات ذات الصلة مع تدعيمها بلجان اشراف علمية من كل المراكز البحثية المتخصصة تستهدف بناء نظام وطني مستدام لنظم الغذاء والتغذية مع تبني تقنيات حديثة في تطوير نظم الري ورفع كفاءة استخدام الموارد المائية من خلال بناء محطات معالجة مياه الصرف الزراعي العملاقة بما وضع الدولة المصرية من أفضل الدول في كفاءة استخدام المياه،

كما قامت الدولة بدعم صغار المزارعين وخاصة الشباب والمرأة من خلال توفير التمويل المحفز والمستدام

حيث ان أكثر من 30% من المشروعات الزراعية الممولة كانت من نصيب الشباب والمرأة وتحفيز الأنظمة التغذوية وتدعيم التحول إلى النظم الغذائية الصحية والآمنة

والاهتمام ببرامج التغذية المدرسية وبرامج تدعيم صحة الأطفال، حيث انضمت مصر إلى تحالف التغذية كما سعت الدولة المصرية إلى تقليل نسبة الفاقد والهدر من خلال توسيع نطاق البرنامج القومي للصوامع مما أدى إلى زيادة القدرات التخزينية

وقال القصير انه كان من الضروري ان يتواكب مع كل هذه التحديات والإجراءات ولحماية الفئات المهمشة أن يتم تدعيم وتوسيع نطاق شبكة الحماية الاجتماعية من خلال برامج تكافل وكرامة والمشروع القومي لمكافحة فيروس سي وإطلاق المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" التي استهدفت التخفيف عن كاهل المواطنين بالمجتمعات الأكثر احتياجا في الريف والمناطق العشوائية في الحضر وتغيير وجه الحياة لأكثر من 60% من الشعب المصري.

كذلك قامت الدولة المصرية أيضاً تحفيز الاستثمار في قطاع الزراعة والأنشطة المرتبطة به، واطلاق الإطار الاستراتيجي القومي للصحة الوحدة كخريطة طريق مشتركة للصحة الواحدة وايضا ومن خلال استضافة الدولة المصرية لمؤتمر COP27 والتي حضرها عدد كبير من قادة ورؤساء العالم، حيث تم الإقرار للمرة الأولى في تاريخ مؤتمرات المناخ بقضية الخسائر والأضرار، كما تم خلال المؤتمر إطلاق عدد من المبادرات منها مبادرة "الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام» (FAST) وبالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (فاو) والتي استهدفت تحفيز التمويل لبرامج التكيف مع التغيرات المناخية خاصة في القطاع الزراعي.

كما تم إطلاق مبادرة العمل من أجل التكيف فى قطاع المياه والقدرة على الصمود – AWARe، باعتبار المياه والزراعة هما المكون الرئيسي لملف الأمن الغذائي بالإضافة إلى إطلاق المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء نوفيّ و NWFE لايجاد آليات لتمويل مشروعات وطنية في قطاعات الزراعة والمياه والطاقة والتي تعتبر من القطاعات المؤثرة في مكون النظم الزراعية والغذائية.

وقال القصير أن الدولة المصرية وبالتعاون مع الدول الأفريقية اطلقت العديد من المبادرات المشتركة في مجالات الاقتصاد الأخضر والمياه والغذاء والطاقة.

وأطلقت مصر أيضاً مبادرة حياة كريمة لأفريقيا على غرار حياة كريمة المصرية والتي تستهدف تطوير البنية التحتية والنواحي الاقتصادية وتحسين دخول ومستوى معيشة السكان خاصة في المناطق الريفية.

وفي نهاية كلمته أشار القصير إلى

أهمية التوسع الأفقي لاستصلاح الأراضي وتبني التكنولوجيات الحديثة في الزراعة وكذلك التوسع في استنباط الأصناف النباتية عالية الانتاجية والجودة كما أشار ايضا إلى أهمية التصنيع الزراعي لتعظيم الاستفادة منه وإلى ضرورة دعم الاطار الاستراتيجي لمنظمة الأغذية والزراعة للفترة ( 2022 – 2031 ) والذي يدعو إلى التحول إلى نظم غذائية وزراعية أكثر كفاءة وشمولاً ومرونة واستدامة ، مع دعم المبادرات المؤسسية لمنظمة الفاو ( مثل بلد واحد منتج واحد ذو أولوية ومبادرة العمل يد بيد ومبادرة 1000 قرية منتجة ) وإقرار الأولويات الإقليمية لبرنامج المنظمة والتي تعكس المجالات الاستراتيجية لدعم دول المنطقة في تحويل أنظمتها الغذائية والزراعية.

واشاد وزير الزراعة بجهود الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وفي مقدمتها منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)

كما تقدم بالشكر والعرفان لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية،

رئيس الوزراء الأردني الدكتور بشر الخصاونة، والمهندس خالد الحنيفات وزير الزراعة الأردني على كرم الضيافة والتنظيم الناجح للدورة السابعة والثلاثين لمؤتمروحضر الجلسة الوفد المصرى السفير إيهاب بدوي مساعد وزير الخارجية لشؤون متعددة الاطراف ومحمد سمير سفير مصر في الأردن والدكتور سعد موسى المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية