بدون تردد

متغيرات مهمة

محمد بركات
محمد بركات

الآن.. وبعد ماجرى ويجرى طوال الأيام والأسابيع والشهور الماضية، منذ السابع من أكتوبر العام الماضى وحتى الآن، فى ظل حرب الإبادة والدمار غير المسبوق، التى تشنها آلة الحرب اللاإنسانية الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى،...، هناك متغيرات ليست بالقليلة على الساحة الدولية والاقليمية تستحق الرصد والتسجيل.


هذه المتغيرات بدأت فى التشكل والتبلور، تحت تأثير الانكشاف الشديد، للحقيقة البشعة لدولة الاحتلال الإسرائيلى، وقدر الوحشية والعدوانية والإرهاب الذى تتصف به، ذلك الانكشاف للوجه الحقيقى البشع لدولة الاحتلال أدى إلى بداية تفهم واستيعاب دول كثيرة فى العالم، لمعاناة الشعب الفلسطينى تحت نير الاحتلال، وإدراكهم لحقيقة أن ما جرى فى السابع من أكتوبر من جانب المقاومة الفلسطينية، هو نتيجة مباشرة لعمليات القمع والارهاب والظلم، التى يتعرضون لها من جانب سلطة الاحتلال طوال الخمسة والسبعين عاماً الماضية، منذ عام ١٩٤٨ وحتى اليوم. وفى هذا الإطار بدأنا نلمس ونرى العديد من المتغيرات الإيجابية، فى الانطباع العام عن القضية الفلسطينية لدى قطاعات عديدة من المجتمع الدولى على المستوى الشعبى، وهو ما انعكس أيضا على المستوى الرسمى والمواقف لدول عديدة، فى أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا وغيرها. وقد تمثلت هذه المتغيرات فى إعادة الحياة وعودة الوجود للقضية الفلسطينية بالنسبة.


هذه واحدة، أما الثانية، فهى تبلور وبروز رؤية دولية عامة لضرورة تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة، وهو ما يعنى حلاً سياسياً شاملاً للقضية، يؤدى إلى السلام والاستقرار. وقد صاحب ذلك ازدياد الاقتناع الدولى العام، بأن تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة، يحتاج بالضرورة إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية،...، وأن السبيل لذلك، هو نيل الشعب الفلسطينى لحقوقه المشروعة فى العيش فى سلام وأمان، فى دولته المستقلة على أراضيه المحتلة، بالضفة الغربية وقطاع غزة، وعاصمتها القدس العربية فى إطار حل الدولتين.