أصدقاء «يوسف» قتلوه .. ودفنوا جثته فى صحراء الغردقة

الضحية
الضحية

البحر‭ ‬الأحمر‭: ‬إبراهيم‭ ‬الشاذلى‭ ‬

في ليلة عيد الحب، كانت قلوب الأهل مفعمة بالحب والأمان، إلا أن هذه الليلة تحولت إلى كابوس لأم «يوسف»، الذي غاب عن عينيها دون رجعة. كانت لحظة الوداع الأخيرة لتلك الأم، عندما ودّعت ابنها وأعطته المال وطلباته لينطلق مع أصدقائه في ليلة من المرح والبهجة، ليعود إليها في نهاية اليوم جثة هامدة، تفاصيل أكثر في السطور التالية.

كان الأيام تخبئ لهم مصيراً مؤلماً، حيث انقلبت فرحتهم إلى حزن عميق وألم لا يُنسى. لم تكن الساعات تمر كالمعتاد، فالغياب الطويل ليس إلا بوادر الكارثة القادمة. فحين حاولت الأم التواصل مع ابنها، الذي خرج للتو مع أصدقاؤه وجدت الهاتف صامتاً، ورغم محاولاتها المتكررة، لم تلق إجابة، بل وجدت الهاتف مغلقاً، على غير المعتاد من ابنها، فكثرت المخاوف في قلبها.

بعد طول انتظار وبحث مضني، لم تجد الأم سوى جثة ابنها البريئة، وجثمت الألم والصدمة على قلبها. فقد جرت الأحداث بسرعة قاتلة؛ حيث تبين للأجهزة الأمنية أن أصدقاء "يوسف" هم من خانوا الصداقة وخنقوا براءة الطفولة بأيديهم، وتخلصوا من جثته البريئة في جبال الصحراء.

وقفت الأم وقفة صلبة، تنتظر العدالة التي تأملها، فهي تثق بأن القضاء المصري سيحقق العدالة لابنها الشهيد، الذي رحل بطريقة مأساوية على يد من كانوا يُعتبرون أصدقاءه، هكذا تكتب الحياة قصصاً مؤلمة، وهكذا ينتظر الأمل في زاوية من الظلام، لينير درب العدالة ويُعيد الأمل للقلوب الحزينة.

رنين الهاتف

في حديثها لـ "أخبار الحوادث"، كشفت والدة الشاب الصغير رضا مراد، الشهير بـ "يوسف"،  شهيد غدر الأصدقاء، ملابسات حادث مصرعه على يد 4 من أصدقائه، فى لحظة غدر آخر ما كانت تتوقعها.

وقالت والدة الطفل رضا، الشهير بـ يوسف: منذ أيام قليلة مضت طلب منها نجلها مبلغ مالي، وسماعة إذن، بغرض الخروج مع أصدقائه، وعددهم 4 أصدقاء.

"كنت نادرا ما أرفض له طلبا، لأنه مطيع ودود، يوافقني الرأي في كل ما أطلبه منه، وبالتالي عندما عرفت بأنه يريد أن يخرج مع أصدقائه لم أرفض، وياليتني رفضت".

واستكملت قائلة: "بالفعل أعطيت يوسف مبلغا من المال، يكفي لشراء سماعة أذن والباقي لوازم الخروج والتنزه والاستمتاع مع أصحابه بعيد الحب، كنت وقتها قد اتفقت معه على أن يخرج مع أصحابه لنهاية اليوم، وبحلول المساء يكون قد حضر إلى البيت، لكنه في الموعد الذي اتفقت معه عليه لم يعد، حينها بدأت أخاف، خاصة وأنا أعرف ابني بأنه لن يتأخر إلا للضرورة، وأنه دائما يصادقني القول وطالما أنه قال سيعود لن يتأخر، لذلك عندما تأخر وحل المساء دون أن يأتي أدركت أن مكروهًا ما قد أصابه".

وأكملت: "شعرت بشئ مريب في قلبي حول تأخير يوسف، فقمت بإجراء مكالمة هاتفية له حتى يطمئن قلبي وآه من قلب الأم عندما يستشعر خطرا يحيق بابنها، في المرة الأولي لم يرد حتى انتهاء جرس التليفون، فعاودت الاتصال مرة أخرى، فعزز إغلاق هاتفه المحمول مخاوفي، وشعرت بقبضة في قلبي، وتيقنت أن نجلي في خطر الآن".

جثمان

وأضافت والدة المجني عليه لـ"أخبار الحوادث" بأسى والدموع تملأ عينيها: "انتظرت بعض الوقت ولم يعد يوسف الى البيت، فأسرعت بالبحث عنه في الشوارع القريبة من المنزل في محاولة مني أن أجده يلعب ويمرح مع أصدقائه في أحد الشوارع المجاورة، ولكن دون جدوى، حينها عدت مرة أخرى ادراجي للبيت وأنا على يقين أن ثمة خطر تعرض له نجلي".

واستكملت الأم قائلة: "بعد عودتي للبيت بحوالي ساعة، أحاول الوصول إليه بكل الطرق الممكنة، دق جرس التليفون، وأخبرني المتصل والذي كان أحد القيادات الأمنية التابعة لقسم أول الغردقة، إنه تم العثور على تليفون نجلي أثناء بيعه لأحد التجار بالغردقة، وأنه يستدعيني للتعرف على التليفون، قبل هذه المكالمة كنت أشعر بأن ابني في خطر أو أن مكروهًا أصابه، لكن بعد أن تلقيت هذه المكالمة أدركت أن كارثة ما قد حدثت لابني، وشعرت أنني لن آراه مرة أخرى".

وأوضحت والدة المجني عليه: "كنت أتمنى أن لا يكون هاتف ابني، لكن ما إن وجدت الهاتف بصحبة الضابط وعرفت أنه هاتف ابني، أخبرني بأنه تم العثور على ابني في إحدى المناطق الجبلية جثة هامدة، نتيجة تناول بعض العقاقير "منوّم".

واختتمت حديثها قائلة: "عرفت أن من قام بقتل ابني هم أصدقائه الذين خرج معهم، وعرفت وقتها أنه بالفحص الطبي على ابني تبين إصابته في مقدمة رأسه وفي الجانب الأيسر من الجسد، مما يدل على أن المجني عليه حاول التصدي لقاتليه، لكنهم تمكنوا من شل حركته ثم وكما اخبرني رجال المباحث طرحوه ارضا وقتلوه بعدها، وبأنهم قاموا بإلقاء جثته في منطقة صحراوية أو جبلية في جنوب مدينة الغردقة ليخفوا جريمتهم".

شهيد الغدر

تعود ملابسات الواقعة عندما عثرت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحر الأحمر، بالتعاون مع قسم أول الغردقة، على جثة لصبي يبلغ من العمر 15 عامًا، ملقاة بمنطقة جبلية جنوب مدينة الغردقة، وذلك عقب بلاغ من أهل الطفل بتغيب نجلهم.

وأظهرت التحريات الأولية؛ أن الجثة لطالب يدعى رضا مراد وشهرته يوسف يبلغ من العمر 15 عاما، ويقيم بمنطقة الكوثر جنوب مدينة الغردقة.

وبالكشف الطبي علي الجثة تبين أن سبب الوفاة تناول كمية من العقاقير المنومة أدت إلى اضطرابات في عضلة القلب، ما نتج عنها توقفها ومصرع المجني عليه.

كان اللواء محيي سلامة مدير أمن البحر الأحمر، تلقى إخطارا يفيد بالعثور على جثة بأحد المناطق الجبلية جنوب مدينة الغردقة، وتم إيداع الجثة مشرحة مستشفى الغردقة العام.

على الفور تم تشكيل فريق بحث، لمعرفة المتهم فى الواقعة وتبين أن وراء الحادث 4 من أصدقاء المجنى عليه؛ حيث قاموا بسرقة الأموال التي كانت بحوزة المجني عليه وهاتفه المحمول، وتخلصوا من الجثة بإلقائها في منطقة جبلية جنوب المدينة.

تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

اقرأ  أيضا : تفاصيل جديدة في واقعة وفاة نيرة صلاح طالبة العريش


 

;