ضحيتها شاب .. جريمة بسبب رؤية الأطفال

الضحية
الضحية

أمال فؤاد

عندما تنتهى الحياة الزوجية بالانفصال لدى البعض؛نرى صراعًا لا ينتهى بين الرجل وطليقته يحاول أحد الطرفين منع الطرف الآخر من رؤية الصغار كنوع من «الكيد» وتصفية الحسابات فيما بينهما بأي شكل أو طريقة حتى لو وصل الامر إلى حد القتل؛ مثلما حدث فى الواقعة التى بين أيدينا وكانت حديث الناس وشهدت على أحداثها جزيرة الدهب بمحافظة الجيزة.

المجني عليه في هذه الواقعة يدعى محمد صلاح 29 سنة يعمل (مبيض محارة) متزوج ولديه طفلتين7 أشهر وعامين، يقيم بالقرب من أسرته المكونة من أب وأم وأربعة أشقاء بمنطقة البحر الأعظم بالمنيب، شاب في مقتبل العمر معروف عنه حسن السمعة والسيرة الطيبة بين أهله وجيرانه، يذهب كل صباح الى عمله ثم يعود لبيته في المساء يتناول طعامه، يجلس مع اسرته يتسامرون بعدها يخلد محمد للنوم، هذه هي حياة الشاب محمد، لم يتخيل لحظة أن تنتهي حياته بهذا الشكل في غمضة عين؛ حين اخبروه أن خاله تعرض للاعتداء على يد طليق نجلته، المسكين يعلم المشكلات التي هي بين ابنة خاله وطليقها لكن لم يستوعب عقله لحظة حين غادر بيته أن يصبح ضحية هذه المشكلات ويفقد معها حياته.

تنازل وطلاق

لكن كيف كانت البداية؟!

نعود عامين إلى الوراء حينما كانت هند رجب 19 سنة، الاب يعمل عامل محارة والام ربة منزل، تحلم بالفستان الأبيض وزوج طيب القلب يحفظ لها كرامتها وتبنى معه عشهما، لم يطل الوقت أثناء دراستها تعرفت على»عبده»عامل فى أحد المطاعم نشأت بينهما قصة حب انتهت بالزواج وعاش الاثنان فى شقة بمنطقة الجيزة، اعتقدت انها ستعيش حياة مليئة بالسعادة ورزقها الله بطفلة لكن سرعان ما اكتشفت شخصيته الحقيقية واخذت تدب الخلافات والمشكلات بينهما ووصل الامر إلى حد تعديه عليها، ومنعها من الذهاب الى منزل والدها والتطاول على أهلها بالشتائم وازدادت المشكلات يوم بعد الآخر حتى سئمت الحياة معه، وقبل الحادث بثمانية أشهر قررت الانفصال بعد زواج دام بالكاد عامين، فنشبت مشاجرة بينهما في وجود خال المجنى عليه، هددها الزوج بأنه سوف يأخذ طفلتهما منها، وأثناء جلسة الطلاق اجبرها على التوقيع على تنازل عن حضانة طفلتها التى اتمت عامين، في الوقت الذى قررت الفتاة استكمال تعليمها بالجامعة، الامر الذى استشاط معه الابن ووالده مما أقدمت عليه الفتاة، وأثناء جلسة الطلاق تدخل المجني عليه وتصدى لزوج ابنة خاله طالبا منه الطلاق فى هدوء منعًا لحدوث المشكلات، لكن والد الزوج واسرته ظلوا يفتعلون المشكلات بين الحين والآخر بسبب وبلا سبب.

الجريمة

كانت الساعة الرابعة عصرا حينما وقعت الجريمة، والد الابنة عائد من عمله فإذا بطليق نجلته وبصحبته والده يفتعلان مشكلة معه وسبه وشتمه، فرد عليه الأب معاتبا «انت بتشتمني ليه ده انا فى سن والدك»، ولكن طليق الابنة ووالده لم يعجبهما رد الأب ودارت مشادة وتطور الشجار على اثرها تجمع الأهالى وحاولوا فض الشجار، ولكن ابى طليق ابنته إلا أن ينتهى الأمر بإصابة؛ وهذا ما حدث عندما قام طليق الابنة بقطع أصابع أحد أقرباء الابنة، وأثناء الشجار اتصل واحد من الجيران بالمجنى عليه واخبره أن مشاجرة قائمة بين خاله وطليق ابنته، وفور ذلك وصل المجني عليه الى مكان الحادث، محاولا فض النزاع، وخلال لحظات انهال عليه والد طليق ابنة خاله حتى سقط محمد مغشيا عليه، وعلى الفور ابلغ الأهالي الشرطة ونقلوا المجنى عليه الى مستشفى قصر العيني وتوالت بعدها الاحداث مثيرة.

بلاغ

تلقى قسم شرطة الجيزة بلاغا من أهالى منطقة المنيب بإقدام مسن على إنهاء حياة عامل  وذلك على أثر مشاجرة نشبت بين أسرة المتهم وخال المجنى عليه بسبب خلافات ومشكلات عائلية بينهما بعدها سدد المتهم للمجني عليه ضربة على رأسه بواسطة كرسي خشبي وقع على أثرها المجني عليه غارقا فى دمائه، انتقلت الأجهزة الامنية الى مكان الحادث؛ تبين أن الجثة لشاب فى العقد الثانى من عمره يرتدى كافة ملابسه، تلقى على رأسه ضربة بعصا خشبية مما تسبب فى اصابته بنزيف داخلى بالمخ، كما استمع فريق البحث الى أقوال شهود عيان الواقعة ووالد ووالدة المجنى عليه، أكدوا أن محمد ليس طرفًا فى النزاع، فقط ذهب إلى منزل خاله حتى لا يسقط مكروه لاحد، واكد شهود العيان أن المتهمين أخذاه غدرا كما قام فريق البحث بتفريغ الكاميرات المحيطة بمكان الحادث، التي كشفت ضرب المتهم للمجني عليه بالكرسي على رأسه، تحرر محضر بالواقعة وتم القبض على المتهمين وإحالتهما الى النيابة التى وجهت للمتهمين الاب ويدعى ناصر على المعاش وابنه تهمة القتل العمد، فى البداية انكر المتهمان صلتهما بالواقعة، حاول ابن المتهم إنكار والده بالحادث، وعقب مواجهتهما بأقوال الشهود وكاميرات المراقبة المحيطة بمكان الحادث أقرا بارتكاب الواقعة، بعدها قررت النيابة حبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات.

الاسرة

ذهبت اخبار الحوادث إلى منزل المجنى عليه، المشهد كان مؤلمًا، عجز والد ووالدة المجني عليه عن الكلام لسوء حالتهما النفسية والصحية بسبب ما ألما به وفقدانهما لابنهما الذى قتل غدرًا تاركًا وراءه زوجة صارت ارملة وطفلتين صغيرتين، والتقينا بشقيقته، وزوجة عم المجنى عليه، فى البداية قالت شقيقة المجني عليه نورا رجب: اخويا مش طرف فى المشكلة هو كان عايز يفض المشاجرة بهدوء بس المتهمين غدروا به وقتلوه، فالمتهم وابنه وأسرته طوال الوقت كانوا يثيروا المشاكل معنا خاصة لما بنت خالى اطلقت من نجل المتهم، وزاد حقده أكثر بعدما قررت ابنة خالي استكمال تعليمها الجامعى، وفى نهاية المطاف اخويا راح ضحية إجرامهم، لن نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل، ونحن على ثقة أن حق محمد سيعود بالقصاص العادل على المتهمين.

وقالت نعمة إبراهيم 50 سنة زوجة عم المجني عليه: بداية المشكلة هى خلافات كثيرة دارت بين الزوجين تطورت الى الاعتداء بضرب الزوج لزوجته والاعتداء على والدها، وفي يوم الواقعة أصر طليق ابنة خال المجني عليه أن يأخذ طفلته، حاولت الأم اقناعه أن الطفلة تعبانه قوي وتتولى اعطائها جلسة تنفس من الحساسية، لكن الابن ووالده لم يدركا تعب الطفلة، وحدث ما حدث بعد ذلك.

نفسية القاتل

في هذه الواقعة الضحية تدخل لكى يحل المشكلة بين خاله وأهل طليق ابنته، فكان هو كبش الفداء دون ذنب اقترفه، السؤال هنا ما هو التحليل النفسى عموما لهذه الواقعة وغيرها من جرائم القتل التي يذهب ضحيتها أبرياء كل ذنبهم انهم تدخلوا لفض نزاع بين الأطراف المتشاحنة؟!، اجابت الدكتورة ايمان عبدالله استشارى الصحة النفسية قائلة:بالفعل تكررت هذه الجرائم مؤخرا؛ حيث يشعر القاتل بمتعة داخلية حين يرتكب الفعل الاجرامي وأنه سبب الآلام لأهل المجنى عليه، كما ان المتهم فى هذه اللحظات يرى الآخر الذى يريد أن يتدخل لحل المشكلة طرفا فيها وجزء منها لذلك يعتدي عليه، هؤلاء الأشخاص شخصيتهم سيكوباتية يتلذذون بإيذاء الآخرين، فالضرر بالآخر لا يقع على الشخص بمفرده وإنما يعود على المجتمع ككل،فـ مرتكبي هذه الجرائم اشخاص مضطربين نفسيًا ولكن ليس معنى هذا أن يتم اعفائهم من العقاب بل هم يستحقونه.

اقرأ  أيضا : جرائم زوجية l يذبح زوجته ويجبر أبناءه على التقاط صور سيلفى مع جثتها .. سألته «أنت اتأخرت ليه» فأنهى حياتها بطعنة


 

 

 

;