بقلم مصرى

صرخة من أمريكا

صلاح سعد
صلاح سعد

صلاح سعد

الحرية لفلسطين تلك الصرخة التى أطلقها الطيار الأمريكى الشاب أرون  بو شنيل قبل إضرام النار فى نفسه وجاء ذلك فى مقطع الفيديو الذى صوره بيده أمام السفارة الإسرائيلية بواشنطن احتجاجا على حرب الإبادة فى غزة.. الحادث تناقلته الفضائيات وأثار ضجة عالمية على مستوى الإعلام المحلى والعالمى ووسائل التواصل الاجتماعى وكذلك فى الأوساط السياسية.. هذا الطيار الشاب الذى يبلغ من العمر 25 عاما أرسل من خلال الفيديو الذى بثه بثا مباشرا على منصة التواصل الاجتماعى  « تويتش» رسالة احتجاج صارخة على سياسة بلاده وتواطؤها فى حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل على أهل غزة.. ولا شك أن الحادث يحمل دلالة ومغزى من حيث التوقيت الذى تزامن مع التهديدات التى تطلقها إسرائيل عن اجتياحها  مدينة رفح المكتظة بحوالى مليون و400 ألف فلسطينى معرضين للإبادة بالسلاح  الأمريكى.. وأيضا المكان أمام سفارة الكيان الصهيونى.. الرسالة كانت واضحة ولا تحتمل تأويلات.

أراد الطيار الأمريكى توصيلها بأعز ما يملك وهو حياته نفسها التى ضحى بها طواعية من أجل نصرة الحق وبالتالى لا يمكن التشكيك فى قواه العقلية أو إصابته بأى أمراض نفسية دفعته لإضرام النار فى نفسه.. ولعل الحادث يعيد إلى الأذهان ما فعله الشاب التونسى  محمد بو عزيزى الذى أضرم النار فى نفسه عام 2010 أمام مقر ولاية سيدى بو زيد احتجاجا على مصادرة البلدية لعربة الخضار والفاكهة التى يمتلكها وكان الحادث سببا فى إشعال الثورة التونسية.. وهو ما نتوقع حدوثه مع حادث « بو» شنيل ونأمل أن يحدث أثرا داخل الإدارة الأمريكية ويدفعها إلى إعادة ترتيب أوراقها  كما حدث من قبل  مع « بو» عزيزى .. فكل منهما كان رمزا للحرية بالفعل !!.