رسالة علمية تؤكد: سلسلة مسلسل الاختيار الأكثر مشاهدة من الجمهور

صورة موضوعية
صورة موضوعية

حصلت الباحثة رباب علي نصار عبد الباقي على درجة الدكتوراة في الإعلام مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة عين شمس وذلك عن رسالتها بعنوان" دور الدراما التلفزيونية في غرس الهوية الوطنية لدى الجمهور المصري" وتكونت لجنة الحكم و المناقشة من أ.د جيهان يسرى أستاذ الإعلام وعميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة" رئيسا ومناقشا"، اللواء دكتور سمير فرج الخبير الاستراتيجي ومدير إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة سابقاً ، ومحافظ الأقصر الأسبق" عضوا ومناقشا" ، أ.د هبه شاهين أستاذ الإعلام والقائم بأعمال عميد كلية الإعلام جامعة عين شمس " مشرفا رئيسيا "،أ.م. د. راللا عبد الوهاب أستاذ الإعلام المساعد بجامعة عين شمس ، القائم بأعمال رئيس قسم العلاقات العامة والإعلان بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا " مشرفا مشاركا ".


وقد منحت لجنة المناقشة الباحثة درجة الدكتوراة في الإعلام مع مرتبة الشرف الأولى، من قسم الإعلام وعلوم الاتصال بكلية الآداب وقد أشادت لجنة الإشراف و الحكم برئاسة أ.د جيهان يسرى بموضوع الدراسة، والذي يمس واقع المجتمع المصرى ويتناول تأثير الدراما التليفزيونية في غرس قيم الهوية الوطنية، و يتواكب مع خطط الدولة ورؤيتها في تضمين الإعلام كقوة ناعمة في بث وغرس قيم الانتماء والوطنية، وفقا لرؤية مصر ٢٠٣٠ ، حيث قدمت الدراسة نتائج علمية ترصد واقع حقيقي ومعاش بشكل علمي و أكاديمي ومنهجي واضح .


وحرصت الباحثة على المزج بين الجانب الميداني والجانب التحليلي في دراستها لتقديم رؤية شاملة لدور الدراما الوطنية في غرس الهوية الوطنية لدى الجمهور.حيث قامت الباحثة بإجراء دراسة ميدانية على عينة من الجمهور المصري المتابع للمسلسلات الدرامية الوطنية قوامها 410 مفردة على اختلاف خصائصهم الديموغرافية باستخدام منهج المسح الميداني، كما تم تحليل مضمون عينة من المسلسلات التلفزيونية من نوعية الدراما الوطنية  قوامها 12 مسلسلاً بإجمالي حلقات بلغ 331 حلقة ومتوسط ساعات مشاهدة بلغ 248 ساعة مشاهدة، أنتجها التلفزيون المصري على مدى 22 عاماً في الفترة من 2000 وحتى 2022 وهي : وحلقت الطيور نحو الشرق، العميل 1001، حرب الجواسيس، عابد كرمان، الزيبق، الاختيار الجزء الأول، الاختيار الجزء الثاني، القاهرة كابول، هجمة مرتدة، الاختيار الجزء الثالث، العائدون، بطلوع الروح. حيث تم تحليل هذه المسلسلات كمياً وكيفياً للخروج بنتائج تتسق والأهداف العلمية والعملية لموضوع الدراسة.


وتوصلت الدراسة لعدد من النتائج التي رصدت اهتمام الجمهور المصري وحرصه على متابعة نوعية المسلسلات التلفزيونية الوطنية واتجاه صناع الدراما التلفزيونية لتكثيف إنتاج هذه النوعية من المسلسلات بهدف رفع مستويات الوعي لدى الجمهور المصري على اختلاف خصائصه و غرس قيم و مبادئ الهوية الوطنية من انتماء و ولاء وفخر بالوطن، خاصة مع تصاعد الأحداث السياسية و الزخم والتطور المتسارع في المشهد السياسي المصري وتداعياته محلياً وعالمياً إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير من عام 2011 وما تعرضت له الدولة المصرية من هجمات ومؤامرات محلية ودولية باستخدام أساليب ووسائل حروب الجيل الرابع، وهو ما دفع لضرورة وجود صحوة إعلامية وفنية في ظل هذه الظروف شديدة الخطورة على الأمن القومي  وضرورة إبراز واستخدام قوة الفن الناعمة وتفعيل دورها في نشر الوعي وإيقاظ الروح الوطنية من خلال الدراما التي تعد أكثر الوسائل الإعلامية والروافد الثقافية تأثيراً في العقول، فكان من الضروري استخدام هذه الوسيلة المهمة كأداة لتقديم البطولات التي تقوم بها أجهزة الدولة الأمنية والاستخباراتية لاستنفار مشاعر الهوية الوطنية والانتماء والفخر بالوطن. 


و توصلت الدراسة إلى أن سلسلة مسلسل الاختيار بأجزائه الثلاث تصدرت نسب الأعلى مشاهدة من بين حزمة المسلسلات الوطنية التي تناولتها الدراسة؛ نظراً لارتباط المشاهدين بالأحداث التي جسدتها هذه المسلسلات والتي تناولت فترات تاريخية  حديثة عايشها المصريون وتأثروا بها وكانت جزءً لا يتجزأ من حياتهم اليومية، حيث حظي الجزء الثالث من المسلسل بعنوان ( القرار) على مشاهدة كثيفة لما تضمنه من لقطات أرشيفية حقيقية ورصد الجزء الثاني بعنوان ( رجال الظل) مجموعة من بطولات وتضحيات رجال الشرطة والداخلية بمختلف قطاعاتها في التصدي للعديد من الأعمال الإرهابية والإجرامية التي شهدتها مصر وجاء الجزء الأول تحت عنوان " قصة الوفاء والخيانة " والذي قدم نموذجين أحدهما للوفاء للوطن وهو البطل الشهيد أحمد منسي والثاني للخيانة وهو الإرهابي هشام عشماوي.


وأكدت الدراسة تطور الإنتاج الدرامي التلفزيوني في عرض قضايا الهوية الوطنية من خلال استخدام أساليب فنية وتقنية متنوعة مزجت بين الأداء التمثيلي للأحداث والسرد الوثائقي وجاء الاهتمام باستخدام المواد الوثائقية كوسائط لتدعيم الفكرة التي يتناولها العمل الدرامي وسهولة توصيلها للمشاهد وزيادة مصداقية العمل بحيث تكون نقطة انطلاق يمكن من خلالها النظر في الماضي والمستقبل في آن واحد. كما اتجهت الأعمال الدرامية التلفزيونية لاستخدام الإعلان التشويقي كوسيلة لجذب اهتمام الجمهور لمتابعة العمل الفني وكذلك استخدام الأغاني المؤلفة خصيصاً للعمل والتي نجحت في ربط الجمهور بالعمل وما يناقشه من قضايا وطنية.
وأوصت الدراسة بضرورة اتجاه البحوث المستقبلية في مجال الإعلام نحو رصد دور الوسائل الإعلامية الأخرى وبخاصة الوسائل الرقمية وما يظهر من مستحدثات باستخدام تكنولوجيات الرقمنة والذكاء الاصطناعي في إثراء وتطوير دور الإعلام في رفع الوعي المجتمعي بقضية الهوية الوطنية والتي باتت رمانة الميزان في قدرة الدول على الحفاظ على كيانها وحدودها المادية والمعنوية.


كما أوصت الباحثة من خلال دراستها بأهمية إنشاء بنوك معلوماتية موثقة بالصوت والصورة لحفظ تاريخ وبطولات الأمة المصرية للأجيال الحالية والمستقبلية إلى جانب وجود أرشيف مرئي ومسموع للإنتاج الدرامي التلفزيوني من المسلسلات بكافة أنواعها لاسيما المسلسلات الوطنية.


ونبًهت الدراسة إلى دور البحوث المستقبلية في عقد مقارنة بين دور الوسائل الإعلامية المختلفة في غرس الهوية الوطنية والتعرف على أكثر الوسائل الإعلامية تأثيراً في الجمهور وبخاصة فئة الشباب لما لهذه الفئة من دور في الحفاظ على مستقبل الوطن خاصة في ظل ما يتعرض له الشباب من مؤثرات تكنولوجية وهجمات للتغريب وطمس الهوية الوطنية، كما اقترحت الباحثة دراسة دور المنصات المدفوعة في إنتاج أعمال درامية وطنية توثق البطولات المصرية المتعددة.

اقرأ أيضا | الجيل الديمقراطي يُهنئ "حسن هجرس" لحصوله على درجة الدكتوراة