رفعوا عصبة عيني، ظلام حالك يحيط بي، من خلال بصيص من ضوء شعلة تبينت.. جمل مربوط في نخلة بجوار خيمة، ولفحة من الرماد الساخن تنقر في وجهي.
- يا نهار أسود، أين أنا.. نائم وهذا كابوس؟ ام مستيقظ وهذه حقيقة.
ـ قر واعترف.
ـ بصوت مرتعش.. أنا فين؟
ـ أنت في وادي عبقر .
ـ تقصد سكن شياطين الشعراء .
ـ نعم وأنت أمام محكمة الجان بتهمة قرض الشعر دون إذن وإيهام الناس بأن لك قرينًا من بيننا.
خاطبت المحكمة:
ـ سيادة القاضي.. سيداتي وسادتي العفاريت المحلفين المحترمين، هل يوجد متهم دون دليل؟
ـ لدينا دليل باعتراف صريح منك .. الست أنت القائل:
-(لو أنت ناوي
تزور مخاوي
تعال عندي
أنا أصلي صاحب
عفريت وجني)-
ـ هذه خواطر حلمنتيشي
لا تمت للشعر بصلة.
ـ بل واستطردت و حاولت النصب على الناس پطلب مقابل مالي نظير خدماتك، عندما قلت:
-(ارمي بياضك
تنول مرادك
تلقي حبيبك
قوام يجيلك
بين أديك
الجني صاحبي
وتحت أمري
لا يوم خذلني
يفتنلي دايما
على صار)-
ـ مظلوم يا حضرات العفاريت المحترمين أنا كنت بهزر.
غضب كبير القضاة نظر إلي شذرًا والشرر خارجًا من عينيه.
أيقنت أنني ميت موته، عفاريتي، كبس حمل ثقيل على نفسي.
ـ حكمنا عليك بأن يرفسك الجمل ألف رفسة.
سيد.. سيد .. اتعدل باين عليك كابوس!.
كانت هذه السيدة حرمنا .
تحسست بنطالي وقمت منزويًا أداري ما به من بلل .