الاحتلال يرتكب مجزرة مروعة «بحق الجياع» قرب دوار النابلسى

أمريكا وكندا تبحثان إسقاط المساعدات جوًا.. وتحذير أممى من اجتياح رفح

آثار دماء مدنيين فلسطينيين اغتالتهم نيران الاحتلال قرب دوار النابلسى
آثار دماء مدنيين فلسطينيين اغتالتهم نيران الاحتلال قرب دوار النابلسى

غزة- وكالات الأنباء

فى اليوم الـ 146 للعدوان على غزة أفادت وزارة الصحة، أمس، بارتكاب الاحتلال مجزرة مروعة فى شارع الرشيد، فيما أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة ارتفاع عدد شهداء مجزرة الرشيد إلى 104 وإصابة أكثر من 760، موضحًا أن الساعات المقبلة قد تشهد ارتفاع عدد الشهداء.

وأضاف القدرة أن أغلبية الإصابات كانت فى المناطق العلوية من الجسم وأن الاحتلال يمنع دخول الوقود إلى مستشفيات شمال القطاع، فى الوقت الذى يعانى فيه قطاع غزة من سوء تغذية، مما يعرض حياة الآلاف لموت محقق. وقال القدرة: «أكثر من 450 مريضًا بالفشل الكلوى فى شمال غزة لا يجدون العلاج».

وأعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى منذ السابع من أكتوبر الماضى إلى 30 ألفًا و35 شهيدًا، إضافة إلى 70 ألفًا و457 مصابًا. وأضافت الوزارة أن الاحتلال ارتكب 9 مجازر راح ضحيتها 81 شهيدًا و132 مصابًا خلال الساعات الـ 24 الماضية.

وقال المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان إن «قوات الجيش الإسرائيلى استهدفت آلاف المدنيين الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات غرب جنوبى غزة، بالقذائف المدفعية وإطلاق النار المباشر».

وأضاف أن «فريق المرصد الميدانى وثق اقتراف الجيش الإسرائيلى مجزرة دامية، عندما أطلقت الدبابات الإسرائيلية فى فجر أمس القذائف والنار بشكل مباشر تجاه آلاف المدنيين الجياع الذين انتظروا منذ ساعات وصول شاحنات المساعدات قرب دوار النابلسى على شارع الرشيد جنوب غربى غزة».

فى غضون ذلك، ذكرت تقارير محلية أن دبابات الجيش الإسرائيلى فتحت نيران رشاشاتها باتجاه آلاف المواطنين من شمال قطاع غزة، وتحديدًا من مدينة غزة وجباليا وبيت حانون، الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية، عند الطريق الساحلى «هارون الرشيد» فى منطقة الشيخ عجلين غرب مدينة غزة.

وقال الإعلام الحكومى بغزة إن الاحتلال ارتكب هذه المجزرة المروعة مع سبق إصرار، فى إطار الإبادة الجماعية لأهالى القطاع. وأضاف: «الاحتلال كان يعلم بوصول الضحايا إلى المنطقة للحصول على مساعدات لكنه قتلهم بدم بارد». وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية «المجزرة البشعة»، معتبرة أنها «جزء لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية التى ترتكبها حكومة الاحتلال ضد شعبنا». وحذرت الأمم المتحدة هذا الأسبوع من «مجاعة واسعة النطاق لا مفر منها تقريبًا».

وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازارينى إن «هناك مجاعة من صنع الإنسان تلوح فى الأفق». وأعلن القدرة أمس «استشهاد طفلين فى مجمع الشفاء الطبى نتيجة الجفاف وسوء التغذية».

فى المقابل، قال جيش الاحتلال إن مئات الفلسطينيين اقتربوا من القوات أثناء تسلم مساعدات شمالى غزة، والجنود ردوا بإطلاق النار. وأضاف أنه يجرى تحقيق فى الحادثة التى وقعت عند دوار النابلسى غربى غزة..

فى سياق متصل، حذر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من مغبة قيام إسرائيل بعملية عسكرية فى رفح، مضيفًا أن كل سكان قطاع غزة شردوا ونزحوا قسريًا بسبب الهجمات الإسرائيلية فى الوقت الذى تستضيف فيه السجون الإسرائيلية نحو 9 آلاف معتقل فلسطيني.

على صعيد آخر، أعلن جيش الاحتلال أن الجيش الأردنى أسقط مساعدات إنسانية شمال غزة، وبسبب الرياح سقطت بالأراضى الإسرائيلية.

ونقلت أكسيوس عن أربعة مسئولين أمريكيين أن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس إسقاط مساعدات جوًا على غزة مع تزايد صعوبة توصيل المساعدات بريًا.

وأعلنت كندا أنها ستنضم الأسبوع المقبل إلى بريطانيا وفرنسا وهولندا والأردن ومصر فى تمويل وتنفيذ عمليات إنزال جوى للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر. وأفادت المصادر بأنه يتم البحث عن الخيار الأفضل للإنزال، مستبعدة خيار استخدام طائرات القوات المسلحة الكندية.

ويأتى ذلك فى الوقت الذى يدرس فيه البيت الأبيض أيضًا القيام بنفس الخطوة وسط تعقيدات فى نقل المساعدات عن طريق البر. وتعهدت قطر وفرنسا بتقديم 200 مليون دولار لدعم الشعب الفلسطينى، وأطلقتا مبادرة للتعاون فى جمع المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.