بسم الله

مليار دولار!

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

تبرعت مواطنة أمريكية بمليار دولار لكلية ألبرت أينشتاين للطب فى نيويورك. وبهذا تكون قد سددت الرسوم الدراسية لجميع الطلاب وإلى الأبد!. الدكتورة روث غوتسمان، وهى أستاذة سابقة فى الجامعة ورئيسة مجلس أمناء أينشتاين، وأرملة أحد المستثمرين فى وول ستريت تبرعت عن طيب خاطر بمبلغ مليار دولار، وهذا البلغ يضمن التعليم المجانى للطلاب فى منطقة برونكس إلى الأبد. قالت مؤسسة مونتيفيورى التى تضم كلية أنشتاين: «يُحدث هذا التبرع ثورة جذرية فى قدرتنا على مواصلة جذب الطلاب الملتزمين بمهمتنا. وليس فقط أولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفها. هذا المبلغ سيحرر طلابنا (من العبء المالي) مما يمكنهم من متابعة المشاريع التى قد تكون مكلفة.»

بالطبع انتابت الطلبة واعضاء هيئة التدريس فرحة عارمة لحظة إعلان خبر التبرع . حيث قفز بعضهم من على الكراسي، بينما صفق الآخرون بحرارة ووقفوا احترامًا للسيدة المتبرعة. قالت المتبرعة غوتسمان فى كلمة لها: «فى كل عام، يدخل أكثر من 100 طالب إلى كلية ألبرت أينشتاين للطب سعيًا للحصول على شهادات فى الطب والعلوم». وأضافت: «أنا ممتنة جدًا لزوجى الراحل ساندي، لأنه ترك هذه الأموال فى رعايتي. وأشعر بالسعادة لحصولى على شرف تقديم هذه الهدية لمثل هذه القضية النبيلة».

أقول هذا لكل قادر فى بلادى، وكل رجل أعمال، وكل صاحب مال يكنزه، اتخذوا من هذه السيدة العظيمة قدوة، وسارعوا إلى نجدة بلدكم، المال يفنى وتبقى الأعمال الصالحة. هذه السيدة اختارت أن تقدم صدقة جارية تبقى لروح زوجها ولها. نحن أولى بمثل هذا النموذج المحترم فى التطوع ومساعدة الآخرين. مهمة كل صاحب مال جبر خاطر أهل وطنه. ليس مهمة المال كنزه وتركه من دون منفعة. هذه السيدة ليست من قائمة الأغنياء فى العالم لكنها رأت أن السعادة التى أحدثتها فى العالم بتبرعها بأموالها لا تقدر بثمن.

فى بلادى، والحمد لله، الكثير من المليارديرات، لكن أنشطتهم الخيرية لا تذكر أمام تبرع هذه السيدة.
دعاء: اللهم اجبر خاطرنا