أصل الحكاية| قدماء المصريين أول من عرفوا التقويم والسنة الكبيسة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يعتبر أقدم تقويم في العالم، هي السنة في مصر القديمة تم حسابه بدقة من قبل المصريين القدماء في عام 4241 قبل الميلاد، ولهذا التقويم أهمية تاريخية واسعة، حيث يقدم لمحة عن المعرفة المتقدمة والرؤى الفلكية لهذه الحضارة القديمة.

في كتابها "بيت التاريخ"، أشارت ديزيريه إدواردز ريس إلى أن المصريين القدماء كانوا علماء فلك أذكياء أسسوا تقويمهم على رحلة الأرض حول الشمس، لقد قسموا السنة ببراعة إلى 365 يومًا، ثم نظموها بعد ذلك إلى 12 شهرًا، يتكون كل منها من 30 يومًا، ولحساب الأيام الخمسة المتبقية، فقد خصصوا شهرًا قصيرًا، وبذلك تكون السنة في مصر القديمة 13 شهرًا.

الشهر الأول من السنة في مصر القديمة سمي باسم تحوت :

وذهب المصريون إلى أبعد من ذلك في دقتهم، حيث قسموا اليوم إلى 24 ساعة، ووضعوا قياسات زمنية محددة لفصلي الربيع والخريف، وحددوا أيام الأسبوع، كان يُعتقد أن هذا التقويم الرائع هو هدية إلهية من تحوت، إله المعرفة والقمر والقياسات والقراءة والأبجدية، لقد كان التقويم جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية لدرجة أن الشهر الأول من السنة في مصر القديمة سمي باسم تحوت.

اقرأ أيضاً| افتتاح المعامل العلمية البحثية بالمتحف القومي للحضارة في الفسطاط

- السنة في مصر القديمة :

لإنشاء تقويم، من الضروري تحديد "السنة في مصر القديمة" ، نعلم جميعًا أن الأرض تستغرق حوالي 365 يومًا للقيام بدورة كاملة حول الشمس. 

وفي إحدى المحاولات الأولى المعروفة لتحديد "السنة في مصر القديمة"، حدثت قبل وقت طويل من معرفة أن الأرض تدور حول الشمس بالفعل، منذ حوالي 600 عام، أدرك علماء الفلك المصريون أنه عندما يشرق النجم اللامع سيريوس قبل شروق الشمس مباشرة، سيغمر نهر النيل الحقول المتعطشة للمياه، واكتشفوا أن هناك 365 يومًا بين أحد اقترانات الفجر المفيدة هذه بين الأرض والشمس وكوكب الأرض والنجمة، والتي تليها، كما أكده الدكتور محمود الحصري، مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة.

29 فبراير لا يتكرر سوي كل أربعة أعوام 

وأضاف "الحصري"، أنه من يولد يوم 29 فبراير يحتفل بعيد ميلاده مرة واحدة كل أربع سنوات وليس كل سنة، وهذا متوافقاً مع "السنة الكبيسة" وهو اللقب الذي يطلق على السنة في مصر القديمة التي يكون فيها شهر فبراير 29 يوماً ، وهو ما ستكون عليه السنة الحالية 2024م، حيث سيكون عدد أيام شهر فبراير الحالي هو 29 يوماً وليس 28 حسب السنوات السابقة، وعلينا أن نعلم جيداً أن المصريين القدماء هم أول من عرفوا السنة البسيطة والسنة الكبيسة. 

السنة الكبيسة والسنة البسيطة عند المصريين القدماء 

وأوضح "الحصري"، أن السنة الكبيسة هي سنة عدد أيامها 366 يوماً مع العلم أن السنة البسيطة عدد أيامها 365 يوما ولكن لأن الأرض تستغرق في دورتها حول الشمس 365 يوما وربع اليوم فقد تقرر جمع هذه الأرباع وإضافتها في السنة الرابعة لكي يتناسب التقويم مع الدورة الفلكية.

- الفرق بين السنة البسيطة والسنة الكبيسة

الفرق بين السنة البسيطة والسنة الكبيسة، أن السنة البسيطة هي التي لا تقبل القسمة كل على 4 ، أي أن يكون الناتج بكسور وليس عدداً صحيحاً، أما السنة الكبيسة فهي التي تقبل القسمة على 4 ، ويكون الناتج عدداً صحيحاً، ويكون عدد أيام شهر فبراير فيها 29 يومًا.

ولهذا فإن كل سنة تقبل القسمة على 4 تكون سنة كبيسة كسنة 4 و8 و12 ولكن كل 100 عام نتخطى سنة "مثل سنة 100 و200 و300 و500" إلا إذا كانت تقبل القسمة على 400 (كعام 400 و800) فهي كبيسة، فمثلا، السنة 2004 كبيسة، وكذلك 2000، وأيضا كما أن 2008 كبيسة أيضا و2012 و2016 و 2020 كلها سنين كبيسة.

- التقويم القمري والتقويم الشمسي عند الفراعنة 

التقويم القمري هو تقويم يعتمد على دورات القمر الكاملة كأساس لحساب الأشهر، حيث تكون كل 12 دورة سنة قمرية، على عكس التقاويم الشمسية، التي تعتمد دوراتها السنوية بشكل مباشر فقط على السنة الشمسية. 

وكان للمصريين القدماء العديد من نظم التقاويم التي عملوا بها لتمييز حالة مضى ومرور الزمن، وقد استخدموا ثلاثة طرق أساسية لذلك التقسيم وهى التقويم القمري، التقويم الشمسي، التقويم المدني، ومثلما يحدث الآن أو بمعنى أدق العكس صحيح، فقد قسموا السنة الشمسية إلى إثنى عشر شهراً كل شهر منها ثلاثون يوماً ثم ثلاثة أسابيع كل منها عشرة أيام تسعة أيام عمل ويوم للراحة، كما قاموا بتقسيم الوقت إلى 24 ساعة اثنتى عشر ساعة منها لليل ومثلها للنهار. 

أما في العصر الحديث 

فإن السنة البسيطة هي السنة التي عدد أيامها في السّنة القمريّة الهجريّة 354 يوماً لارتباطها بظهور القمر ومُحاقه، أمّا السّنة الشمسيّة التي اكتشفها المصريون القدماء سواءً كانت ميلاديّة أو سريانيّة أو تقويم يولياني فيكون عدد أيامها 365 يوماً لارتباطها بدوران الأرض حول الشمس، وتستغرق دورة الأرض حول الشمس 365.24 يوماً، ولتصحيح هذا الوضع أضيف يوم آخر كل 4 سنوات كي يبقى التقويم متماشياً مع المواسم الشمسية، وقد تم اختيار فبراير ليكون الشهر الناقص الوحيد الذي لا يوجد فيه أبدآ يوم 30 أو يوم31 . 

السنة في مصر القديمة كانت 13 شهر 

التقويم و السنة في مصر القديمة هو تقويم شمسي وضعه قدماء المصريين لتقسيم السنة إلى 13 شهر، ويعتمد على دورة الشمس، ويعتبر التقويم المصري من أوائل التقاويم التي عرفتها البشرية.

يعود التقويم المصري إلى عام 4241 قبل الميلاد، وهو بذلك بدأ قبل بداية عصر الأسرات وتكوين الدولة المصرية الموحدة، حيث اكتشف المصريون القدماء حينها السنة القمرية وقسموها لفصول وشهور وأيام وساعات، واستطاعوا التفرقة بين السنة البسيطة و السنة الكبيسة ما يمثل إعجازاً فلكياً في ذلك الوقت.