بشهادة أممية.. غزة تقاوم «مجاعة واسعة النطاق»

حصيلة الشهداء تلامس الـ 30 ألفًا مع اقتراب الحرب من الشهر الخامس

فلسطينيون يستقلون عربة كارو خلال مغادرتهم لمناطق مدمرة
فلسطينيون يستقلون عربة كارو خلال مغادرتهم لمناطق مدمرة

عواصم - وكالات

انتقلت الأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة إلى مستوى أكثر صعوبة فى ظل ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 29 ألفًا و954 شهيدًا و70 ألفًا و325 مصابًا مع اقتراب الحرب من إتمام شهرها الخامس.

ولا تزال الأمم المتحدة تواصل تحذيراتها من «مجاعة واسعة النطاق لا مفر منها تقريبًا» تهدد 2٫2 مليون شخص يشكلون الغالبية العظمى من سكان القطاع الفلسطينى المحاصر. وجاء ذلك خلال جلسة لمجلس الأمن الدولى، أول أمس، خصصها لبحث أزمة انعدام الأمن الغذائى فى القطاع، بناء على طلب تقدم به مندوبا سويسرا وجويانا.

وقال نائب رئيس مكتب تنسيق الشئون الإنسانية، راميش راجا سينجهام، للسفراء إن الوضع فى غزة خطير حيث تُرك جميع السكان عمليًا يعتمدون على «المساعدات الغذائية الإنسانية غير الكافية للبقاء على قيد الحياة»، محذرًا من أن الوضع سيزداد سوءًا.

وأضاف أن «العمليات العسكرية وانعدام الأمن والقيود الواسعة النطاق على دخول وتسليم السلع الأساسية أدت إلى تدمير إنتاج الغذاء والزراعة».

ويحذر خبراء الأمن الغذائى من انهيار زراعى كامل فى شمال غزة بحلول شهر مايو المقبل إذا استمرت الظروف، مع تضرر الحقول والأصول الإنتاجية أو تدميرها أو تعذر الوصول إليها.

من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الصحة فى قطاع غزة أمس ارتكاب الاحتلال 8 مجازر ضد العائلات فى القطاع راح ضحيتها 76 شهيدًا و110 مصابين خلال الـ 24 ساعة الماضية.

ولا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفى الطرقات إذ يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدنى الوصول إليهم.

إلى ذلك، وثّق المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان، عبر شهادات صادمة ومقابلات شخصية مع ضحايا، تنكيل وتعذيب الجيش الإسرائيلى فلسطينيين فى قطاع غزة بطرق سادية، من خلال تعمده إيقاع أذى نفسى وجسدى شديد وترك آثار فارقة على أجسادهم بعد اقتحام منازلهم ومراكز الإيواء أو فى الطرقات والممرات الإجبارية للإخلاء من دون مبرر، وهو ما يندرج فى إطار جريمة الإبادة الجماعية التى ما تزال ترتكبها إسرائيل فى القطاع.

وقال رمضان شملخ (21 عامًا) من سكان حى الزيتون فى غزة، إن الجيش الإسرائيلى اعتقله تعسفيًا واستخدمه كدرع بشرى على نحو يخالف القانون الدولى، قبل أن يتناوب الجنود على تعذيبه بممارسات غير إنسانية، تركت على وجهه وجسده ندوبًا غائرة وآثارًا يتوقع ألا يزول بعضها أبدًا، بما فى ذلك قطع جزء من أذنه.

وأشار إلى أن قوة من الجيش الإسرائيلى داهمت منزلهم خلال وجوده مع شقيقه «أحمد» الجريح منذ عام 2014، وثلاث شقيقات. وعلى الفور، شرعوا بضربه مع شقيقه بعنف، وتركز الضرب على موقع إصابة شقيقه فى بطنه حتى تسببوا بانفتاح جرح الإصابة.

وذكر «شملخ» أن الجنود نقلوا أشقائه إلى مكان مجهول، وأبقوه محتجزا، حيث استمروا فى تعذيبه واقتادوه إلى إحدى الدبابات قبل أن يعيدوه إلى المنزل ويطلبوا منه تأمين الشقق العلوية فى البناية.

وبعد تأمين الشقق، انهالوا عليه بالضرب الشديد، وألقوا عليه الحجارة، وأجبروه على الاستلقاء على بطنه وألقوا حجارة على رجليه، فيما أخرج أحد الجنود سكينًا وبدأ بجرح أصابعه وأظافره، قبل أن يضع السكين على أذنه ويقطع جزءًا منها، ثم يضع مقدمتها داخل أذنه، قبل أن يجرى ضربه بكرسى كان موجودًا فى المكان، إضافة إلى ضربة بـ«مقلاية حديدية» على رأسه.

وأكد الأورومتوسطى أنه تلقى عشرات الشهادات عن تعرض فلسطينيين للتعذيب والمعاملة اللاإنسانية لدى اقتحام الجيش الإسرائيلى منازلهم ومراكز النزوح والأحياء التى يتواجدون بها، بما فى ذلك الضرب المبرح والإساءة والإذلال، إلى جانب المس بكرامتهم الشخصية، مشيرًا إلى أنه رصد تعمد الجنود ترك آثار وعلامات لا تزول بسهولة على أجساد الضحايا، وممارسة مستوى ساديًّا من التعذيب ضدهم.

وشدد الأورومتوسطى على أن جميع هذه الممارسات تدلل على أن الجنود الإسرائيليين يستهدفون السكان فى غزة ويتعمدون إيقاع الألم الجسدى والنفسى الشديد والخاص بهم كفلسطينيين فى إطار استهدافهم كجماعة قومية، فى تجسيد فعلى لجريمة الإبادة الجماعية.