النقاد يكشفون ..سبب بأن الكوميديا ضلت طريقها فى زمن «الإفيهات»

نجوم الكوميديا
نجوم الكوميديا

أحمد‭ ‬إبراهيم‭ ‬

لسنوات طويلة ظل الفنان الكوميديان هو نجم الشباك الأول فى السينما المصرية، حيث بقي نجوم كبار أمثال عادل أمام، ثم هنيدى وحلمى من بعده يتصدرون شباك تذاكر بدون منافس، إلى أن اختفوا بشكل تدريجى، ولم يظهر جيل جديد من الكوميديانات قادرين على المنافسة.. نناقش خلال التحقيق التالى مع عدد من النقاد أسباب عدم تواجد نجوم كوميديانات على الساحة السينمائية خلال الفترة الأخيرة.

يقول الناقد رامى عبدالرازق: صناعة النجم الكوميدي هى مسئولية العديد من العوامل، من بينها قدرة المؤلف والمخرج وتطور الفنان، لأن الكوميديا من أبرز مشاكلها هو تغيير المزاج العام لجمهورها، فكل جيل يريد الكوميديا التى تناسبه، فالجيل الذى كان يشاهد باهتمام عادل إمام غير جمهور هنيدى غير جمهور مكى فكل توقيت وله الكوميديا الخاصة به، وهو ما لم يحدث حاليا، فمعظم مؤلفو الكوميديا ومخرجوها لا يجددوا من أنفسهم على الإطلاق.

ويضيف: هناك مواهب جيدة على الساحة الفنية من أفضلها هشام ماجد وكريم محمود عبد العزيز الذى يفتقد القدرة على الاختيار الجيد، وأيضا شيكو الذى لو أحسن اختياراته سوف يصبح خليفة علاء ولى الدين، ولكن يجب عليهم جميعا الابتعاد تماما عن التكرار الذى أصاب الجيل الذى سبقهم، حيث انتهى هنيدى وسعد بسبب هذا الخطأ الكبير، فلا أحد الآن يتابع أفلام هنيدى على الرغم من أنه يقدم عملا أو اثنين سنويا ولكن دون أى نجاح يذكر، وكذلك أحمد حلمى.

ويختتم عبدالرازق كلامه قائلا: للأسف السنوات العشر الأخيرة سيطر أبطال “مسرح مصر” على السينما الكوميدية، ولكن لضعف قدراتهم أصبحت الكوميديا أفلام مقاولات فقط، وهو بالتأكيد أثر بالسلب.

أما الناقد احمد سعد الدين فيقول: الجمهور يبحث عن الفنان الكوميدى طوال الوقت، والكوميديا ليست موضة عند الشعب المصرى، فنحن شعب يعشق الكوميديا دائما، وهذا من خصائصنا، ولكن فى العقد الأخير لا يوجد نجم كوميدى جيد، حتى الأسماء الكبيرة التى كانت موجودة بأفلام جيدة مثل محمد هنيدى ومحمد سعد وأحمد حلمى جميعهم اختفىوا بعد أن قدموا أعمال ضعيفة للغاية لا ترقى على الإطلاق بما كانوا يقدموه خلال السنوات الماضية.

ويضيف سعد الدين: نجوم الكوميديا على الساحة فى الفترة الأخيرة هم أبطال “مسرح مصر” الذى أثبتت التجربة أكثر من مرة أنهم لا يستطيعون إلا العمل على خشبة المسرح فقط مع الخروج عن النص من أجل إضحاك الجمهور، أما غير ذلك فكل أعمالهم السينمائية فشلت بشكل كبير، وعلى جانب آخر محاولات أكرم حسني وأحمد فهمى هى أيضا لا ترقى إلى أن نعتبرها كوميديا، فالآن لا يوجد كوميديا بل يوجد استظراف من الفنان من أجل إضحاك الجمهور، وفى النهاية يكون المصير الفشل.

ويكمل: العمل الكوميدى يتكون من مؤلف جيد وفنان يمتلك خفة ظل، وللآسف لا يوجد الثنائى الان، ولك أن تتخيل أن فيلم “الإرهاب والكباب” هو عمل درامى بحت وليس كوميدى، ولكن عندما كتب وحيد حامد السيناريو به لمحات من الكوميديا وعندما قام عادل امام بتقديم الفيلم أصبح فيلم كوميدي من الدرجة الأولى لما يمتلكه من موهبة كبيرة، وهو ما نفتقده حاليا.

بينما يقول الناقد محمود قاسم أن معايير اختيار النجم قد تغيرت في السنوات الماضية، ليس في الكوميديا فقط، فيقول: هناك نجوم في التسعينات لن يستطيعوا أن يعودوا من جديد أو أن يظهر نجوم مثلهم في الوقت الحالي، وأصبح نجوم الأكشن هم المتربعون على الساحة السينمائية، مضيفا أن هناك عوامل أخرى تغيرت أيضا، ومنها تغير ذوق الجمهور الذي اختلفت شرائحه الاجتماعية أو العمرية أو الثقافية، فالجمهور الذي كان يضحكه “اللمبي” يختلف عن جمهور “إتش دبور” عن “سمير وشهير وبهير” وهكذا.

ويضيف قاسم: لابد أن تضع يدك على المشكلة من الأساس، فليس هناك نجوم كوميديا في مصر يستطيعوا تحمل مسئولية فيلم كبطولة مطلقة، وذلك لأن الكوميديا في الأساس في أزمة وتدهور بشكل عام، فكل الأعمال الكوميدية في الفترة الأخيرة لم تنجح على الإطلاق، لدرجة أن هناك أعمال مرت مرور الكرام دون أن يتابعها أحد، والأفلام التي نجحت مؤخرا كانت غير كوميدية، مثل “الحريفة” و”الاسكندراني”، ويجب على صناع الأعمال الكوميدية أن يدركوا تماما أن زمن الإفيهات السمجة والرداءة في الألفاظ لمجرد الإضحاك لم تعد نافعة، وأنهم يجب أن يحترموا عقلية وذوق المشاهد، وأن الأنجح على الإطلاق هي كوميديا الموقف فقط، في حين انهارت أمامه أعمال أخرى.

ويشير: الزمن تغير تماما، ففي التسعينات محمد هنيدي كان السبب في عودة الأفلام السينمائية للظهور بالانتفاضة التي سببها فيلم “صعيدي في الجامعة الامريكية”، والذي فتح باب البطولات لجيل جديد من النجوم سيطروا على السينما المصرية، وفي الوقت نفسه بدأ النجوم القدامى في الاختفاء بشكل تدريجي، وساهم وجود عادل إمام _وهو الوحيد الذي ظل في دائرة المنافسة_ للنجوم الجدد على الارتقاء بالكوميديا في مصر، ولكن أين نجوم الكوميديا في مصر؟ ، حتى هنيدي وحلمي لن يستطيعا العودة إلى مكانتهما السابقة، خاصة وأنهما يقدمان أفلاما كل فترة طويلة، وبعضها ليست على قدر من الجودة، والمنتجين عليهم عامل كبير في صناعة السينما في مصر، خاصة وأن لديهم حسابات تجارية على أساسها تنظم العملية الإنتاجية في مصر.

اقرأ  أيضا : في خدمتك| لعشاق الرعب.. 5 أفلام تشاهدها في أي وقت

;