إيمحوتب مؤسس علم الطب والتحنيط فى الأسرة الثالثة

حكايات مومياوات الجبلين بإسنا عصر ما قبل الأسرات

حكايات مومياوات الجبلين باسنا
حكايات مومياوات الجبلين باسنا

كتب: أحمد زنط

قرية «بين الجبلين الأثرية» بالمطاعنة.. قرية صغيرة تعتبر من أقدم وأعرق قرى مصر، تقع شمال كيمان المطاعنة على الضفة الغربية لنهر النيل وكانت عبارة عن حد يفصل بين الإقليم الثالث والإقليم الرابع من أقاليم مصر الجنوبية، كان يطلق عليها مدينة "التلين"، سميت «الجبلين» لوقوعها بين جبلين الجبل الشرقي والجبل الغربي على ضفة نهر النيل الغربية، ومن غرائب وعجائب حكايات مومياوات نجع الجبلين بالغريرة مركز إسنا وهي عدد ست مومياوات حُنّطت تحنيطًا طبيعيًا تعود لحوالي 3400 ق.م من نهاية عصر ما قبل الأسرات في مصر، وتعد أول جثامين كاملة تُكتَشَف من عصر ما قبل الأسرات وأول عملية تحنيط طبيعياً في التاريخ المصري القديم، حيث استطاع  واليس بادج- حارس قسم المصريات في المتحف البريطاني بالكشف عنها في نهاية القرن التاسع عشر وكانت في مقابر رملية صغيرة بقرية الجبلين ومكانها الحالي بقرية الغريرة غرب إسنا جنوب محافظة الأقصر.

اقرأ أيضا| انطلاق معارض «أهلا رمضان» بأسعار مخفضة بمحافظة الأقصر

وكانت طقوس وطريقة الدفن فى الرمال الضحلة، يكون الجثمان مُغطى بالرمال الساخنة، فتتبخر معظم مياه الجثمان بسرعة أو تنفذ في مثل هذه الظروف البيئية، ويعني هذا جفاف الجثمان وحفظه طبيعيًا.

واستُخدمت هذه الطريقة على نطاق واسع في عصر ما قبل الأسرات قبل تطور عملية التحنيط، وقد برع قدماء المصريين فى مهارة وفن مهنة التحنيط حيث جاءت فكرة التحنيط من فلسفة الإعتقاد بالبعث بعد الموت عند قدماء المصريين، وكان التحنيط يتم للملوك والملكات والأمراء والقواد وعالية القوم.

وكانت تتم بحضور الكهنة، حيث كانت لديهم علوم الطب آنذاك ويدرسونه، وكانت عملية مكلفة لا يقدر عليها عامة الشعب، وكانت تتم بعد الوفاة وعلى مراحل بدقة فى التجهيز والمواعيد لكل مرحلة، وكانت هناك صناعة رائجة لعملية التحنيط فكانت مهنة إعداد الشريط ونسجه ومهنة تجارة الخامات من ملح النطرون والعطور والأعشاب والمر والراتنج وصناع الصندوق. 


 حيث خرج من تلك المنطقة ، "إيمحوتب" وهو المهندس الكبير الذى كان يعد أحد أعظم البنائين والأطباء الذين نبغوا فى الطب والحكمة، وكان يشغل منصب كاهن للملك زوسر ووزيره  و"إيمحوتب" لم يكن أول طبيباً وحسب، بل كان مهندساً عبقرياً برع في تصميم المعابد والأهرام، وكان يمتلك الكثير من المعرفة في الطب حيث ألف مخطوطات بردية للعلاج، وكان على علم بفن التحنيط بالإضافة لمعرفته الكبيرة في علم النجوم، وأسس أول مدرسة لتعليم الطب والتحنيط في التاريخ في مدينة ممفيس المصرية. 


يعتبر "إيمحوتب" مؤسس علم الطب، ‏ساواه الإغريق بإلههم "اسكايبيوس" إله الطب، واعتبروه ابنا للنترو "بتاح" نتر الفنانين و ملهمهم و حاميهم ، سمح له الملك "زوسر" بأن يكتب اسمه على تماثيله، وكان الرجل الأول فى مصر بعد الملك، عاش في عصر الأسرة الثالثة (2900 ق .م).
فهو رائد ومؤسس علم الطب في التاريخ، وأول صيدلي وكيمائي وهوالحكيم والأديب و الشاعر والكاتب وإله الطب عند الأغريق ، وهو أول مهندس معماري في التاريخ فهو من صمم وبني الهرم المدرج للملك زوسر بسقارة.
ولإمحوتب معبد في سقارة بإسم معبد إمحوتب ، فكان مصحة يزورها المرضي من جميع الأنحاء، حيث نجح في شفاء الكثير من الأمراض واخترع الكثير من العقاقير الطبية الهامة، حيث تزوج ايمحوتب من السيدة "مريت بتاح" والتي أنجبت له ولدا أسماه "رع-حتب" أول طبيبة وصيدلانية في التاريخ المصري القديم الطبيبة "مريت بتاح" بمعنى محبوبة الإله بتاح، هي واحدة من  الأطباء الأوائل في العالم، عاشت  حياة فريدة من نوعها واشتهرت شهرة واسعة لكثرة علمها.

واشتهرت بكونها أول امرأة طبيبة حكيمة يذكر اسمها، وربما تكون أول امرأة في التاريخ تعمل في مجال العلوم، ويوجد لها صورة على أحد مقابر سقارة بالقرب من هرم سقارة.
 ووصفها ابنها  بأنها كانت "رئيسة الأطباء"، حيث كان ابنها من كبار الكهنة في مصر القديمة.