محامي مصر أمام محكمة العدل| ياسمين موسى لسان الحق العربي

ياسمين موسى
ياسمين موسى

■ كتب: هانئ مباشر

تملك أزهار «الياسمين» لونا عنبريا غامقا، ورائحة غريبة وقوية، لا تشبه رائحة الورود، رائحة محبوبة وقادرة على جذب الكثير من الناس، كما أن بعض نباتات الياسمين دائمة الخضرة، وهى متدرجة الأشكال.

وهى «ملكة الزهور» لسبب معقول جدا، فالياسمين من أقدم الزهور المستعملة على نحو واسع فى صناعة العطور.. حيث عرفه الفراعنة باسم «أسمن» ومنه جاء الاسم القبطى «أسمين» ثم حُرفت إلى «ياسمين»، وقد وُجدت أكاليل من زهور الياسمين على رؤوس وحول أعناق ملوك وملكات الفراعنة في بعض المعابد.

ومن هنا فإن اسم «ياسمين».. كان بمثابة إكليل جديد و«روح» الياسمين الذي أزهر وانتشرت رائحته فى قلوب كل المصريين، بل والطوق الذى زين عنق الصغير منهم قبل الكبير.

ياسمين موسى، واحدة من «الهوانم».. صاحبات العصمة.. عظيمـات مصر.. الأم والزوجة والأخت والابنة.. ونس الروح العزيزة.

كل مصرية.. سيدة أو بنت أعطت بلا حدود، ووُضعت في المكانة التي تستحقها، لتبثت جيلا بعد جيل أنها طرف أساسى فى معادلة الوطن، وشريك و«مقاتلة» فى جميع حروبه وتحدياته، وحافظت على الهوية بإصرار وعزم لا يلين.

إن المرأة المصرية، كانت ولا تزال حالة فريدة تحمل طباعا خاصة، وتحمل بين طياتها البسيطة تفاصيل عظيمة، فذلك الحنان المتدفق الذى يحمل الدفء والأمان تخالطه قوة إرادة وإصرار بكفاءة واقتدار جعلت منها أيقونة متفردة فى مسيرة العمل الوطنى والإنسانى، لقد كانت المرأة المصرية على مدار التاريخ شاهدا بل وصانعا لمجد هذا الوطن العظيم، ولا نظن أننا نبالغ إن قلنا إن الجزء الأكبر من عظمة هذا الوطن قد استمده من روعة «المرأة المصرية»، أما حنونا وزوجة وفية وأختًا فاضلة وابنة تملأ الدنيا سعادة وبهجة، كانت المرأة على الدوام الرقم الأهم فى المعادلة الوطنية، واللون الأكثر بهجة فى لوحة «الدولة المصرية» الرائعة.

وحين نراجع تاريخنا بإمعان، فإننا نجد المرأة شريكا فاعلا في كل موضع فخر وعزة في تاريخ الوطن، وبمرور الزمن كانت مصر تستمد جذورها الإنسانية وتميزها من تميز وتفرد «المرأة المصرية»، وقد كانت عظمة مصرنا ترجمة حقيقية وواقعية لمكانة ودور المرأة.

◄ اقرأ أيضًا | الممثل القانوني للجامعة العربية يُلقي مرافعة أمام محكمة العدل الدولية

ياسمين موسى، عنوان متجدد لنبع لا يتوقف عن العطاء، حيث تتولى الدكتورة ياسمين، منصب المستشار القانونى بمكتب وزير الخارجية، وأحد أعضاء مكتب وزير الخارجية، وقد تولت العديد من المناصب خارج وداخل مصر، فقبل 2019، كانت السكرتيرة الأولى للشئون الإنسانية والقانونية فى بعثة مصر الدائمة إلى الأمم المتحدة فى جنيف، وقبل توليها هذا المنصب، تولت العديد من المناصب المختلفة فى مصر، حيث عملت فى وزارة الخارجية المصرية، ثم حصلت على منصب المستشار القانونى بمكتب وزير الخارجية المصرى، ومن 2014 إلى 2016 كانت أستاذة مساعدة فى القانون بالجامعة الأمريكية فى القاهرة، حيث قامت بتدريس القانون الدولي العام، حيث إنها حاصلة على درجة الدكتوراه فى القانون الدولى من «جامعة كامبريدج» البريطانية، كما أشرفت على القانون الدولى فى «كلية المجدلية» و«كلية سانت إدموند» في نفس الجامعة.

كل هذه الخبرات تجسدت فى قيادتها للفريق القانونى المصرى الذى قدم مرافعة عظيمة أمام «محكمة العدل الدولية» تليق بمصر، وبحجم عظمة ٧٠٠٠ سنة.

إن مصر دائما ما تثبت - عبر رجالها وسيداتها - مواقفها الوطنية والإنسانية الأصيلة، كما أنها تواصل دورها التاريخى الذى بدأ منذ  بداية القضية الفلسطينية وحتى الآن، هذا الدور الذى لم ينقطع على جميع المستويات، ومن بينها الدور «الدبلوماسي» - الرئاسي والقانوني - الذى يبذل دائما جهدا غير مسبوق مع جميع القوى الدولية وجميع الأطراف الإقليمية المؤثرة بشكل مستمر.

إن المرافعة التاريخية التي قدمتها المستشارة القانونية لوزارة الخارجية أمام ‎»محكمة العدل الدولية» حول الانتهاكات الإسرائيلية بالأراضى الفلسطينية، هى تأصيل قانونى شامل وتتضمن ردودا موضوعية صيغت بعقلية فاهمة وقُدمت بحضور طاغٍ.. حيث استندت إلى الأسس والمرجعيات القانونية الراسخة المتمثلة فى ميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بعدم شرعية الاحتلال الإسرائيلى للأراضى العربية، وتؤكد استمرار الانتهاكات الإسرائيلية التي لن تؤدي إلا إلى مزيد من التوتر وانعدام الاستقرار فى المنطقة.