تقرير: الاتحاد الأوروبي عند «مفترق طرق» بعد عامين من الأزمة الروسية الأوكرانية

الاتحاد الأوروبي
الاتحاد الأوروبي

ذكرت المنصة الإعلامية المتخصصة في الشؤون الأوروبية (يوراكتيف) أن الاتحاد الأوروبي يقف عند مفترق طرق وذلك بعد عامين من الأزمة الروسية الأوكرانية ، حيث يتساءل الاتحاد عن الاستراتيجية التي يتعين اعتمادها على مدى الأشهر الـ12 المقبلة للحفاظ على دعم كييف في هذه الفترة الحرجة.

وأفادت المنصة بأنه منذ بداية الحرب وحتى الآن لم تتغير مطالب أوكرانيا، وفي الأشهر الأخيرة حذرت كييف مرارا وتكرارا من أن قواتها أصبحت على نحو متزايد غير مسلحة ومجهزة للتعامل مع الغزاة، وأن نقص الذخيرة يعيق قدرة قواتها المسلحة على صد القوات الروسية.

وأشارت إلى أنه في نهاية الأسبوع الماضي، تعرضت القوات الأوكرانية لضربة أخرى وأجبرت على الانسحاب من بلدة أفدييفكا الشرقي ، ويشكل هذا الانسحاب أول انتصار كبير لموسكو في ساحة المعركة وأول استيلاء على الأراضي منذ باخموت في مايو 2023، وبعد عام تقريبا من الجمود، أصبحت كييف في موقف دفاعي.

وتابعت: "طلب الأوكرانيون المزيد من أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ بعيدة المدى وينتظرون تسليم طائرات إف-16 التي يمكن أن تساعدهم على استعادة السيطرة على مجالهم الجوي، لكن نقطة الضعف في الجيش الأوكراني تظل هي القذائف المدفعية التي تواجه روسيا المسلحة تسليحا جيدا".

◄ اقرأ أيضًا | الصين تعارض فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على شركاتها بسبب روسيا

وقالت أوانا لونجيسكو الباحثة الفخرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة لدراسات الدفاع والأمن (RUSI)، لـ(يوراكتيف): "هذه لحظة خطيرة بالنسبة لأوكرانيا والأمن الأوروبي.. وإن خسارة أفدييفكا تظهر التأثير الحقيقي للتأخير في تسليم الذخيرة والأسلحة من الغرب على الأرض"، مضيفة: "لقد بذل حلف شمال الأطلسي والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الكثير لدعم أوكرانيا، بما في ذلك من خلال عقود توريد ذخائر بقيمة 2ر1 مليار دولار أبرمها الناتو في يناير - لكن هذا ليس كافيا وليس بالسرعة الكافية". 

ووفقا لتقديرات الاتحاد الأوروبي، تبرع التكتل بشكل جماعي بـ355 ألف طلقة منذ فبراير 2023، وبحلول نهاية مارس، فإن الهدف هو تسليم حوالي 524 ألف طلقة، ومن المتوقع تسليم مليون و155 ألف طلقة بنهاية العام.

ومن جهته .. قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الخميس الماضي إنه يتعين على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إيجاد طرق لزيادة الدعم لأوكرانيا، ولا سيما تسليم الذخائر التي تشتد الحاجة إليها.

وتعهد الاتحاد الأوروبي وأعضاؤه الـ 27 بمبلغ 7ر49 مليار يورو كمساعدات عسكرية منذ بداية الحرب، لكنهم قدموا 2ر35 مليار يورو فقط حتى الآن.

ويقود هذه الجهود في الأساس عدد قليل من كبار المانحين، مثل ألمانيا وبلدان الشمال الأوروبي والمملكة المتحدة، في حين لم تعد معظم البلدان المانحة إلا بالقليل أو لا تقدم أي شيء جديد.

ومما يزيد من إلحاح هذا الأمر حقيقة مفادها أن المساعدات الأمريكية غارقة في المشاحنات التي تسبق الانتخابات في واشنطن، وإذا ثبت أنه من الضروري التعويض عن غياب المساعدات العسكرية الأميركية هذا العام، فيتعين على أوروبا أن تضاعف المستوى الحالي ووتيرة مساعداتها العسكرية.

ويقول العديد من المسؤولين إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يظهر لروسيا أنه لن يتخلى عن أوكرانيا، بغض النظر عما يحدث في واشنطن، ولكن للقيام بذلك، يجب عليها سد فجوة التمويل التي تؤثر على قدراتها الدفاعية.

ويعتقد البعض أيضاً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتمد على الإرهاق الغربي وينتظر تراجع الدعم، مما يعني أن الأشهر الـ12 المقبلة ستكون حاسمة في هذه الحرب.

ومع استمرار الجمهوريين في الكونجرس الأمريكي في تأخير حزمة المساعدات الأميركية المقبلة، يستطيع الأوروبيون أن يحدثوا الفارق، ولكن يتعين عليهم لكي يفعلوا ذلك أن يضعوا التزاماتهم المالية موضع التنفيذ، لذلك يجب عليهم أن يضعوا جانبا الحجج الأيديولوجية القائلة بأنه يجب عليهم فقط "شراء المنتجات الأوروبية" والانتقال من الإنتاج والعقلية في زمن السلم إلى الإنتاج والعقلية في زمن الحرب".

وفي الأسابيع الأخيرة، أعرب عدد متزايد من الدبلوماسيين والمسؤولين في الاتحاد الأوروبي عن غضبهم إزاء بطء وتأخر عملية اتخاذ القرار.

وتؤدي حالة عدم اليقين بشأن حزمة المساعدات العسكرية القادمة من بروكسل إلى زيادة الصعوبات بشأن اتفاق بشأن مرفق السلام الأوروبي التابع للاتحاد الأوروبي (EFF)، والذي تعرقله بعض الدول التي تريد أن تنعكس مصالحها الوطنية بشكل أفضل.

من جانبهم، يظل الدبلوماسيون في أوروبا الغربية متفائلين، وخاصة لأن الدعم العسكري لأوكرانيا يتناسب تماماً مع الرغبة الأوروبية في الحد من اعتمادها على الولايات المتحدة.

وفقاً لدراسة حديثة أجراها المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، فإن أوروبا أصبحت متشائمة على نحو متزايد بشأن قدرة أوكرانيا على تحقيق النصر في ساحة المعركة.

ومع تزايد الشعور بالكآبة والاستسلام، يستعد زعماء الدول الأوروبية الأكثر تعرضاً لتهديد الكرملين لسيناريوهات ما كانت تعد واردة قبل عامين فقط.

وفي لقاء صحفي، قال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، إن هزيمة أوكرانيا ستعرض القيم الأوروبية للخطر، ولهذا السبب لا يوجد بديل آخر غير الحفاظ على الدعم الذي تقدمه أوروبا.