رؤيــة

ورحل «ملك الإنسانية»

صبرى غنيم
صبرى غنيم

توقعت الأوساط الصحية رحيل العلامة الدكتور «هانى الناظر» الذى عرفه الناس «بطبيب الغلابة»، فقد داهمه المرض بشدة وشراسة منذ شهور وهو فى معزل عن مرضاه، «هانى الناظر» اسم كان معروفا عند المرضى الغلابة الذين لا يملكون فيزا لطبيب مشهور، فقد وهب نفسه للعلم والأبحاث حتى استطاع أن يكافح مرض الصدفية والبهاق، ورغم أن عينه كانت على كلية الطب ولم يتحقق أمله بسبب نصف درجة فى مجموع الثانوية العامة ولتعلقه بالطب كان يعمل مساعدا لوالده فى عيادته بشبرا حتى ورث منه مواقفه الإنسانية فى طريقة تعامله مع المرضى، وقد عرفه الشبان من خلال منشوراته عبر صفحاته على الفيسبوك وكان معروفًا بين العامة بجابر الخواطر حتى فى أبحاثه العلمية وقد قادته أبحاثه إلى أن يصبح مسئولا عن المركز القومى للبحوث فظل اسم هذا المركز مرتبطا باسمه سنوات كعالم من علمائنا القلائل ولذلك حزنت مصر كلها على رحيله.. نجح أن يغرس الإنسانية فى ابنه الشاب الدكتور «محمد هانى الناظر» فأصبح الابن امتدادا مشرفا لوالده فى احتضان الغلابة.. رحم الله عاشق الطب وأستاذ الأمراض الجلدية العالم الدكتور «هانى الناظر» الذى عاش لخدمة البسطاء بلا مقابل، فقد كانت ميزة هذا العالم البساطة، لم يصد أحدًا كان يسأله، فقد كان يستجيب لكل سؤال ويسعى لجبر خواطر الجميع.


أبناء المهنة علماء المركز القومى للبحوث استشعروا أنهم فقدوا أخا وأستاذا لهم كان رغم مرضه مرتبطا بالمركز على اعتبار أنه هو بيته ومؤسسته التى صنعت منه عالما فارتبط اسمه باسم المركز القومى للبحوث ويوم أن كرمته الدولة كرمته عن أبحاثه العلمية عن مرضى الصدفية والبهاق، وأكيد أن هذا التراث سيبقى مرتبطا باسمه، فالإنسان ذكرى تبقى سيرتها عطرة بين محبيها، ما من شخص إلا وجدته حزينا على غياب هذا الرجل عن الساحة العلمية.. فعلًا فقد كان عالما بمعنى الكلمة، مؤكد أن «موسوعة جينيس» ستضم سيرة هذا العالم العظيم بين صفحاتها.