إنها مصر

كرم جبر .. رأس الحكمة والبطالة والأسعار!

كرم جبر
كرم جبر

ما يهمنى فى مشروع تطوير رأس الحكمة أمران: الأسعار والبطالة، فهذه هى الاستفادة الحقيقية من المشروعات الاقتصادية، التى تعود بالخير على الناس.

فقد بلغت الشكوى المشروعة من الناس حدا كبيرا من الغلاء دون أسباب مبررة، وأصبح الدولار هو المتحكم فى كل شيء، وقياس ثمن السلع والخدمات بسعر الدولار فى السوق السوداء صعودًا وليس هبوطًا.

وكان استمرار الوضع بهذا الشكل يشكل أمرًا خطيرًا للغاية، خصوصًا أن الدولار يصعد ويهبط دون أسباب حقيقية أو منطقية، ويستغل البعض ذلك فى تحقيق ثروات طائلة من الاتجار فى العملة.

المؤكد أن ضخ ٣٥ مليار دولار فى غضون شهرين، سوف يكون زلزالا فى السوق السوداء، بعد توافر الاحتياجات الأساسية من العملات الأجنبية، والقضاء على العجز الكبير بين الإيرادات والنفقات، ولن يصبح الدولار سلعة يتاجرون فيها وإنما مجرد عملة.

ومهمة الحكومة هنا عدم السماح بالاتجار فى العملة بأى صورة من الصور، لأن الأمر يتعلق بالأمن القومى للناس، ولقمة عيشهم ومستوياتهم المعيشية، ومن يفعل ذلك يرتكب جريمة ضد أمن البلاد.

والمهمة الثانية هى ترتيب الأولويات للاحتياجات الضرورية ثم الأقل أهمية، حتى لا يتم إنفاق دولار واحد من هذا الرصيد إلا فى المكان الصحيح.

ونأمل جميعًا أن يصل سعر الدولار إلى معدله الحقيقى بدلا من الأرقام العشوائية فى السوق السوداء، وأن يلمس الناس انخفاضات فى الأسعار بنفس النسبة، وألا نسمع التبريرات الكاذبة بأن التعاقدات تمت حين كان سعر الدولار مرتفعًا.

سيحدث ذلك بإذن الله، ويتنفس الناس الصعداء ويتوقف الماراثون العشوائى للمزايدة على لقمة العيش واستغلال الأزمة أسوأ استغلال.

ومشروع تطوير رأس الحكمة فاتحة خير لتنمية مستدامة تمتد عدة سنوات، تحتاج لمئات الآلاف من فرص العمل فى مختلف المجالات، لتستمر خطة الدولة فى خفض معدلات البطالة فى المشروعات الكبرى.

البطالة هى الخطر الذى يهدد أى مجتمع، ونزع فتيلها يفتح البيوت والرزق الحلال، ويحقق الهدوء والسكينة فى البيوت، ويمنح فرصة كريمة لأعداد كبيرة من الشباب فى العمل والحياة.

وبحجم المكاسب المنتظرة من المشروع العظيم، كان حجم هجوم الكتائب الإلكترونية الإخوانية، لأن انفراج أى أزمة يصدر لهم أزمات، ففلسفتهم فى الحياة هى الخراب والوقوف فوق الأنقاض لتعلو قامتهم.

مصر لم تضيع وقتًا طوال السنوات السابقة إلا فى العمل الشاق لبناء دولة جديدة، وعندما تكالب عليها الأشرار، كافأها المولى عز وجل بمثل هذا المشروع الكبير، والقادم أفضل.