ماذا سيشاهد النقاد فى دراما رمضان 2024 ؟

دراما رمضان 2024
دراما رمضان 2024

ريزان‭ ‬العرباوي

منذ أن بدأ مارثون الإعلانات عن الأعمال الدرامية المقرر عرضها خلال شهر رمضان, وتم تحديد الخريطة النهائية للعرض, أصبحت الفرصة متاحة أمام المشاهد لتحديد وانتقاء بعض الأعمال المميزة لمتابعتها, والتي تعتمد في مضمونها على التشويق وتوظيف العناصر الجمالية والتعاطي القيمي مع ما تطرحه في محاولة منها لمخاطبة ميول المشاهد, وبسؤال النقاد “ماذا ينتظرون من دراما رمضان 2024؟”، و”ما استراتيجيتهم المتبعة للمشاهد وانتقاء الأفضل؟”.. كانت الإجابة من خلال السطور التالية.

بداية التوقعات كانت للناقدة ماجدة خيرالله, التي قالت: “هناك عدد من الأعمال التي أنتظر عرضها، وفي مقدمتها مسلسل (عتبات البهجة) للعائد بعد فترة غياب عن الدراما الرمضانية يحيى الفخرانى, فقد افتقدناه العامين الماضيين وأعتقد هذا الشعور يتسلل أيضا للمشاهد, يأتي بعد ذلك (الحشاشين)، فهي تجربة مهمة وفريدة من نوعها, ويعتبر جزء من التاريخ الذي للأسف هناك من يجهله، حتى أن عنوان المسلسل أحدث جدلا كبيرا بين الجمهور في البداية، لفهمهم الخاطئ للمعنى، وإعتقادهم أن المقصود من (الحشاشين) هو من يتعاطى المخدرات، دون إدراكهم للمعنى الحقيقي للقصة, فهي طائفة دموية مؤسسها حسن الصباح, وكان لها أثرها تاريخا في صياغة أول أفكار عن الاختلافات السياسية, بالإضافة لوجود كريم عبد العزيز، فهو اسم مغري للمشاهد, وهناك أيضا الأعمال الكوميدية التي لابد أن تدخل ضمن قائمة المشاهدة، فهو شهر البهجة, وأنتظر مشاهدة تجربة شيكو من خلال مسلسل (خالد نور وولده نور خالد), ومسلسل (أشغال شقة) لهشام ماجد, فأول مرة يتنافس الصديقان كلا على حدة في موسم واحد، بعد سنوات من التعاون المشترك, أيضا مسلسل (إمبراطورية ميم) من الأعمال المنتظرة، لأنه يعود للأصل الروائي، وبطلها رجل بخلاف العمل السينمائي الذي كان من بطولة فاتن حمامة، حيث الأم الأرملة التي تعول عدد كبير من الأبناء، لكن أصل القصة كان عن رجل أرمل يرزق بعدد كبير من الأبناء ويتولى تربيتهم من خلال منطقه ونظرته الخاصة بالحياة فيحدث صدام الأجيال”.

وتتابع: “أنتظر أيضا مسلسل (بدون سابق إنذار) لآسر ياسين مع المخرج هاني خليفة، فأنا أحترم تجاربه في الإخراج، وأعتقد أنه سيقدم تجربة مختلفة مع آسر جديرة بالمشاهدة, وبالنسبة لتجربة ياسر جلال وتقديم (ألف ليلة وليلة) بعنوان (جودر)، أتمنى له التوفيق وتقديم عمل مختلف يعيد الروح لهذا النمط الفني الذي افتقدناه.. أيضا مسلسل (كامل العدد 2) لدينا الشربيني من الأعمال التي انتظرها, ومن المهم أيضا مشاهدة تجربة جديدة ومختلفة لعصام عمر، فهو موهبة مميزة تستحق المشاهدة، ويشارك هذا العام من خلال مسلسل (مسار إجباري) مع صابرين وأحمد داش، فهي فرصة لتصعيده، خاصة بعد نجاح مسلسل (بالطو)، وهو يستحق أن يوضع في مكان مميز.. على النقيض هناك أعمال لا أمتلك الحماس لمشاهدتها منها (فراولة) لنيللي كريم، وأعتقد أن عليها إعادة النظر فيما تقدمه والابتعاد قليلا عن الخط الكوميدي، خاصة بعد إخفاق تجربتها الأخيرة (روز وليلى), أما أحمد مكي فهو فنان مجتهد وذكي، لكن اعتصر الشخصية بما فيه الكفاية، لذلك هناك توجس من عدم نجاح تجربة الجزء الثامن من (الكبير قوي)، لكن هذا لا يمنع من المشاهدة.. أيضا (جري الوحوش) من الأعمال التي افتقد حماس المشاهدة لها، لكن مشاهدة التجربة يأتي فقط من منطلق معرفة الجديد والمختلف عن العمل السينمائي”.

“في الصدارة”

يأتي “الحشاشين” و”عتبات البهجة” في صدارة اهتمامات الناقدة خيرية البشلاوي, التي تقول: “كأنسانة مهمومة بالواقع، لا أريد مسلسلات (هروبية)، بمعنى أن تكون فقط للتسلية، فنحن بحاجة إلى وعي, لذلك يجب أن تتضمن الأعمال الدرامية على رسائل (مبطنة) تلتحم بجوهر الواقع وما يعيشه المواطن, فهي تلعب دور مهم في تنمية وعي المتلقي, ونريد فن جميل يتضمن التسلية والتوعية والإضافة الثقافية، فالدراما تعتبر من أكثر الأسلحة الناعمة تأثيرا في المتلقي, والعمل الدرامي المتكامل قادر على سد فراغات نحن بحاجة إلى ردمها, وأتمنى من صناع الفكر إستخدام الدراما كتجارب فنية وثقافية وليس فقد تجارب للهروب والتسلية, وأعتقد أن تلك العناصر سنجدها من خلال مسلسل (الحشاشين) فهو عمل تاريخي مهم يخترق منطقة جريئة, ومن العنوان استبشر أننا أمام تجربة تاريخية ثقافية اجتماعية لها أبعاد مختلفة، وبالتأكيد المتن لن يبتعد كثيرا عن العنوان”.

وتضيف قائلة: “أثق أيضا في اختيارات يحيى الفخراني، فهو يمتلك ذكاء فني وحضور قادر على جذب المشاهد، لذلك أنتظر بشغف (عتبات البهجة).. أيضا خالد النبوي صائب في اختيارته، وأتوقع له النجاح من خلال (إمبراطورية ميم)، فهو من الأعمال التي انتظر مشاهدتها, وأعتدنا على الدراما دائما أنها باب للوجوه الجديدة، وتجديد الدماء مطلوب، ونجد ذلك من خلال (مسار إجباري)، الذي يعتبر بطولة لكل من عصام عمر وأحمد داش، وبالتالي هو من الأعمال المنتظرة, وهاني خليفة من المخرجين المميزين لذلك أتوقع نجاح تجربته مع آسر ياسين في (بدون سابق إنذار), وأتمنى أن تتميز تلك الأعمال بالثقل الفكري والقدرة على التأثير والترفيه في نفس الوقت، أما ما اخشاه هو الأعمال الكوميدية، فللآسف إلى الآن لم نلمس الحس الكوميدي المبني على مواقف والابتعاد عن الهزلية والاستخفاف والتسطيح، ولن يتم ذلك إلا من خلال الاعتماد على نصوص جيدة، فالعمود الفقري لأي عمل هو النص, وبالنسبة لمسلسل أحمد مكي (الكبير قوي 8)، لا أعلم إن قادرا على إضافة الجديد أم لا”. 

“دراما المضمون”

وتتفق في الرأي الناقدة د. عزة هيكل، وترى أن العمل الناجح لا يعتمد فقط على كبار النجوم، لكن الأهم النص, وتضيف: “لا أبحث عن دراما النجم، لكن عن دراما المضمون, فالقضية الآن ليست في النجم، لكن في البحث عن الكاتب والمخرج، لأن الفن والثقافة لهم شروط, ومن الأعمال المطروحة للمشاهدة بقوة (الحشاشين)، فهو إخراج بيتر ميمي وتأليف عبد الرحيم كمال، وهو من الأسماء التي أثق في مشاهدة عمل من تأليفه, وأن كنت أتمنى تقديم العمل بالعربية الفصحى وليست العامية، لأنه يتناول مرحلة زمنية بعيدة، كما أن المعالجة الدرامية للعمل مختلفة، فهو يتناول قصة حسن الصباح، وبداية الحركة التي أسسها في شمال إيران، وانتظر أيضا مسلسل (إمبراطورية ميم) المأخوذ عن قصة لإحسان عبد القدوس، فهو يقدم معالجة درامية لنص أدبي، وأيضا تجربة (ألف ليلة وليلة) لياسر جلال، وأتمنى رؤية عمل مختلف ومتميز يعيد لنا إحياء هذا النمط الفني”.

“إستراتيجية المشاهدة”

تعتمد الناقدة ماجدة موريس نظام معين لاتخاذ قرار المشاهدة وإستمراريتها خلال موسم رمضان, وتقول: “احاول قدر المستطاع إعطاء الفرصة لجميع الأعمال المطروحة ومشاهدتها بالكامل خلال الأسبوع الأول، والعمل الجيد هو القادر على جذب المشاهد من الحلقات الأولى ليستمر معه حتى النهاية, لكن هناك دائما أسماء لمؤلفين تساهم في عملية الاختيار والانتقاء، وهذا العام نحن على موعد لتجربة فريدة من نوعها للمؤلف عبد الرحيم كمال والمخراج بيتر ميمي والبطولة لكريم عبد العزيز، من خلال مسلسل (الحشاشين) الذي يقدم معالجة درامية لطائفة عرفت بدمويتها والاغتيالات السياسية التي تخصصت بها, ومعروفة تاريخيا ولم تذكر دراميا من قبل، فهو من الأعمال التي تأتي في مقدمة قائمة المشاهدة، وعمل انتظره منذ بداية الإعلان عنه حتى أتعرف أكثر على تلك الجماعة التي تثير بداخلي تساؤلات كثيرة”.

وتضيف ماجدة: “هناك أيضا مسلسل (عتبات البهجة) ليحيى الفخرانى، الذي يعد واحدا من أذكى الفنانين في اختياراته، سواء لقصة وتيمة العمل، وكذلك لفريق العمل نفسه، فهو يتعاون مع المخرج مجدي أبو عميرة والمؤلف مدحت العدل، وأتوقع أننا على موعد مع تجربة فريدة من نوعها, هناك أيضا ممثل متميز الموهبة وهو عصام عمر، لذلك انتظر مشاهدة مسلسل (مسار إجباري)، خاصة أن العمل تأليف باهر دويدار، وكلها عناصر محرضة لي للمشاهدة, أيضا انتظر التعاون بين المخرج هاني خليفة وآسر ياسين من خلال مسلسل (بدون سابق إنذار)”.

وتتابع قائلة: “لدي تساؤل وفضول لمعرفة ماذا سيقدم خالد النبوي بعد فاتن حمامة من خلال مسلسل (إمبراطورية ميم)؟، فبالتأكيد سيقدم عمل جدير بالمشاهدة طالما أنه قبل التحدي، بالإضافة إلى تجربة ياسر جلال الجديدة من خلال (ألف ليلة وليلة) والذي يحمل عنوان (جودر)، فهو اختيار ذكي منه.. أما الأعمال المستبعدة بالنسبة لي, مسلسل (الكبير قوي 8) الذي لا أعتقد أنه سيضيف جديد”.

أما الناقد طارق الشناوي فيفضل المشاهدة أولا ثم الانتقاء, ويقول: “من الصعب انتقاء الأعمال قبل العرض، خاصة لمن يعمل بمهنة النقد، واميل أكثر إلى انتظار عرض كل الأعمال حتى التي أتوقع لها نجاح كبير، وأتعامل معها مثل الأعمال الأخرى بنفس درجة الترقب، لذلك من الصعب تحديد ماذا انتظر, وهنا لدي إستراتيجة اتبعها في المشاهدة، حيث احرص على مشاهدة كافة الأعمال المعروضة قدر المستطاع خلال الأسبوع الأول، وتحدث عملية الانتقاء خلال الأسبوع الثاني، لكن بعد المشاهدة وليس قبلها”.

“قائمة متنوعة”

ينتظر الناقد سيد محمود, عرض عدد من الأعمال لتكون ضمن قائمة المشاهدة, ويقول: “يتميز هذا الموسم بوجود أكثر من 24 عمل درامي بأنماط متنوعة، بالإضافة لوجود أعمال مأخوذة عن روايات أدبية، مما يجعل هناك ثقل درامي مهم, فنجد عودة الكبير يحيى الفخراني من خلال رواية (عتبات البهجة) للكاتبة ريهام عبد المجيد، وأتوقع لهذا العمل أن يحظى بأعلى نسبة مشاهدة، فهو يقدم فكرة معاصرة عن صناع المحتوى, ويلي هذا العمل تجربة ياسر جلال وعودة (ألف ليلة وليلة) بعد غياب طويل عن الأعمال الأسطورية، وهو ذكاء من ياسر ومحاولة للخروج من الشخصيات التي قدمها مؤخرا وظلت عالقة في أذهان الناس”.

ويضيف سيد: “كريم عبد العزيز أيضا يقدم تجربة جريئة ومثيرة وإختراق منطقة لم يجرؤ أحد من قبله على اختراقها, فجماعة (الحشاشين) من الفرق الموجودة في التاريخ منذ القرن الحادي عشر الميلادي، وكانت معروفة بفرقة الاغتيالات، ويطلق عليها فرقة (آل موت)، و(الحشاشين) ليسوا تجار (الحشيش) كما يعتقد البعض، إنما هم حشاشين الرؤس, والفكرة صعبة وجريئة ومختلفة، لكن تصدى لها كاتب كبير مثل عبد الرحيم كمال، وهي عناصر تجعل العمل في صدارة قائمة المشاهدة لدى عدد كبير من الجمهور.. كما أتمنى لأحمد السقا مع وجود طارق لطفي ومي كساب وباسم سمرة، التوفيق في مسلسل (العتاولة)، فرصيد السقا للآسف مهدد بالإنخفاض بسبب اخفاقه في اختيارته بالفترة الأخيرة، ومن المحتمل أن يساهم (العتاولة) في ارتفاع أسهمه، لذلك أنا مهتم بمشاهدة العمل”.

ويستكمل سيد حديثه بالقول: “توقعاتي بالنسبة لخالد النبوي قد تختلف عن الآخرين, فأنا اشفق عليه من تجربة (إمبراطورية ميم)، التي قد تضعه في مقارنة مع ما تم تقديمه في الفيلم السينمائي الأيقوني الذي قدمته فاتن حمامة بالسبعينيات, كما أن فكرة تحويل الأعمال السينمائية لعمل تلفزيوني يحتاج إلى مساحة أكبر، قد يكون بمثابة فخ.. وهناك أيضا تجربة مختلفة تقدمها روجينا من خلال مسلسل (سر إلهي) أتمنى لها الخروج من مطب العام الماضي, ومن ضمن القائمة أيضا مسلسل (كامل العدد 2) لدينا الشربيني، فهو عمل لطيف من الممكن أن يحقق نسبة مشاهدة جيدة، كما اتوقع النجاح لمسلسل (صيد العقارب) وهو ما  سيرفع أسهم غادة عبد الرازق”.

“توقعات النجاح”

يضع الناقد رامي المتولي مسلسل “الحشاشين” في صدراة القائمة المنتظرة, ويقول: “يتوفر في هذا العمل عناصر الجذب المطلوبة، من إنتاج، خاصة أنه تم تأجيله من العام الماضي ليأخذ حقة إنتاجيا، ويظهر بالمستوى اللائق، بالإضافة لوجود طاقم محترف، فالإخراج لبيتر ميمي، والتأليف لعبد الرحيم كمال، والبطولة لكريم عبد العزيز بمشاركة عدد كبير من الممثلين, يليه (ألف ليلة وليلة)، لنفس الأسباب السابقة، فهو مؤجل من العام الماضي للوصول إلى المستوى المطلوب، مع وجود اسم ياسر جلال.. انتظر أيضا مسلسل (الكبير قوي 8)، لأن العام الماضي وجهت انتقادات لهذا العمل، وفريق العمل يستجيب بشكل كبير جدا للإنتقادات ويتعامل معها بجدية, لذلك فهو من الأعمال المنتظرة.. وأتوقع أيضا أن يحظى مسلسل (عتبات البهجة) بنسبة مشاهدة عالية، خاصة أنه يشكل عودة للمخرج مجدي أبو عميرة ويحيى الفخراني، والتأليف لمدحت العدل، فهي عناصر تحقق النجاح.. أما الأعمال التي أعتقد خروجها من دائرة الحسابات, فمسلسل (بيت الرفاعي) لأمير كرارة، لكن قد يخالف العمل التوقعات.. وأيضا مسلسل (المعلم) لمصطفى شعبان ليس ضمن أولوية المشاهدة, كذلك (صيد العقارب) لغادة عبد الرازق, و(صدفة) لريهام حجاج, و(رحيل) لياسمين صبري, كلها أعمال اشاهدها فقط من باب الفضول دون الإستمرارية في المتابعة حتى النهاية، إعتمادا على الأعمال السابقة. وبالنسبة لمسلسل (جري الوحوش) فأنني اتخوف من فكرة المقارنة إستنادا للتجارب السابقة بتحويل الأعمال السينمائية لتلفزيون، والتي لا تحظى بالنجاح المطلوب، لكن هذا التوقع يأتي خلافا لما أتوقعه لمسلسل (إمبراطورية ميم)، لأنه أعتمد في الأصل على الرواية وليس النقل من الفيلم، بالإضافة إلى تمكن الكاتب سليمان عبد المالك في هذه المنطقة”.

“الحصان الرابح”

ويبدو أن مسلسل “الحشاشين” سيكون هو الحصان الرابح خلال سباق هذا العام, حيث ينتظره أيضا الناقد محمد سيد عبد الرحيم, الذي يقول: “اتوقع لمسلسل (الحشاشين) النجاح، فهو عمل مكتمل العناصر، لذلك يأتي في مقدمة المشاهدة, أما بالنسبة لمسلسل (عتبات البهجة) فرأي مختلف فيه عن الآخرين، ولا أتوقع أن يكون من الأعمال الناجحة، والمشكلة في المخرجين الكبار الذين أنقطعوا عن العمل لفترات طويلة، ولم يتمكنوا من الوصول لروح العصر, ولا أنكر مدى نجاحهم بتقديم دراما مميزة في السابق، لكن يجب أن نضع في الاعتبار مفرادات العصر الجديد، والتغيرات التي أصبحت واقع لابد من مجابهتها فنيا, كما أن وعي المشاهد نفسه وثقافته اختلفت عن الماضي, ومع ذلك أتمنى أن يخالف العمل التوقعات، خاصة أنه من تأليف مدحت العدل وبطولة يحيى الفخراني صاحب الأداء الساحر”.

ويضيف: “احاول قدر المستطاع مشاهدة جميع الأعمال المعروضة، بعد ذلك تتم عملية الفلترة والانتقاء للعمل القادر على الإستمرار للنهاية, وأنا كناقد انظر إلى مدى التطوير واجتهاد الصناع لمواكب العصر, ومن المهم جدا أن لا يقتصر الهدف من العمل على التسلية فقط، لكن لابد أن يحمل قيمة ومضمون, وما يميز الدراما هذا العام هو التنوع بأنماط فنية متعددة لمخاطبة شرائح مجتمعية مختلفة”.

“تفاؤل وترقب”

ويقول الناقد أحمد سعد الدين: “انتظر دائما من صناع الدراما التجدد والتنوع والتطور والابتعاد عن التكرار, وحتى الآن، ومن خلال متابعة البروموهات والقراءات السابقة, فأنا متفاءل بعمل مثل (الحشاشين)، وهذا التفاؤل يأتي بناءً على القصة التي يقدمها كاتب بحجم وثقل عبد الرحيم كمال, بالإضافة إلى ذكاء كريم عبد العزيز في اختياراته، أضف إلى ذلك الميزانية الضخمة المخصصة للعمل لتقديمه بالمستوى المطلوب, هناك أيضا ياسر جلال وتجربة العودة للأساطير الشعبية من خلال (ألف ليلة وليلة)، وهو ذكاء منه للابتعاد عن تركيبات الشخصيات ونوعية الأعمال التي قدمها سابقا، فنحن ننتظر لنشاهد كيف سيتم توظيف التقنيات الحديثة لتقديم هذا النمط الفني”.

ويضيف سعد الدين: “أما مفاجأة الموسم التي انتظرها بالفعل، هو يحيى الفخراني بمسلسل (عتبات البهجة)، الذى يمثل عودة بعد غياب عن الدراما التلفزيونية، كذلك التقاءه مجددا بالمخرج مجدي أبوعميرة بعد آخر عمل جمع بينهما منذ 14 عاما من خلال مسلسل (يتربى في عزه)، ويعتبر الفخراني نجم الدراما الأول بلا منازع، لاجتهاده واهتمامه بالتفاصيل وقراءة الورق بدقة.. أما (إمبراطورية ميم)، فالأعمال الأدبية قابلة للتقديم فنيا سواء للسينما أو التلفزيون من خلال عدة أنماط، لكن هناك قواعد محددة لهذا النجاح، بمعنى أن (إمبراطورية ميم) مأخوذ من عمل أدبي للكاتب إحسان عبد القدوس، لكن في نفس الوقت تم تقديمه من خلال عمل سينمائي من قبل, ولكي اضمن النجاح لابد من الابتعاد تماما عن الفيلم, فقط أخذ روح الرواية والعمل عليها مع تغيير الاسم الذي يعود بالمشاهد تلقائيا للفيلم والمقارنة بينهما، والتي لا تأتي في صالح العمل الجديد”.

ويتابع قائلا: “انتظر من الأعمال الكوميدية المسلسل القادر على جذب الانتباه للنهاية، وأقربهم للنجاح هو أكرم حسني، أما شيكو وهشام ماجد فالجمهور أحب التعاون المشترك بينهما دون انفصالهما, أما (الكبير قوي) ومع كامل إحترامي لبعض نجاحاته، أعتقد أن على أحمد مكي إعادة النظر فيما يقدمه، والابتعاد عن إصراره على تقديم نفس الشخصية، لأن الفن يحتاج للتجديد، وأتمنى له الخروج من عباءة (الكبير)”.

ويختتم سعد الدين حديثه بالقول: “انتظر أيضا مسلسل (مسار إجباري)، فاختيار الأبطال وجوه شابه هو اختيار موفق، والمهم هنا السيناريو الجيد، فهو العمود الفقري لنجاح أي عمل، كما أنني متفاءل بمسلسل (بدون سابق إنذار)، لأن هاني خليفة مخرج ممتاز له رؤية إخراجية مميزة، ويعتمد على السيناريو الجيد، أضف إلى ذلك أن آسر يتحرك بخطوات ثابتة، وانتظر أيضا مشاهدة أحمد السقا وأمير كرارة وأحمد العوضي، لكن ليس بنفس شغف الأعمال السابق ذكرها.. أما رأي في نيللي فهي ممثلة ممتازة ونجمة من نجوم رمضان، لكن على مدار السنوت الماضية امتازت أعمالها بالثقل الدرامي، والأقرب إلى الميلودراما، وعندما غيرت المسار من خلال مسلسل (بـ100 وش)، حققت نجاح كبير، واتوقع لها نسبة مشاهدة جيدة”.

اقرأ  أيضا : رمضان 2024 | محمد إمام  يكشف عن شخصيته بمسلسل «كوبرا».. فيديو

;