بسبب كرسى .. «مسعد» دفع حياته ثمنًا دفاعًا عن طفل يتيم

الضحية
الضحية

  نعلم جميعا أن الشهامة هي رمز للجدعنة والنخوة مع الآخرين، يشتهر بها هؤلاء الذين يتدخلون لإنهاء المشكلات بين الناس وفض النزاعات بدافع فعل الخير دون مقابل، ولكن تبدلت الأحوال في هذه الواقعة؛ جريمة قتل بشعة الضحية فيها شاب في عمر الزهور 21 سنة كل ذنبه ان دفعته نخوته وشهامته لأن يتدخل ويتصدى لمنع المتهم من التعدي بالضرب المبرح على طفل يتيم 13سنة لم يقصد عندما كسر رجل كرسي يجلس عليه في الكافيه المملوك للمتهم، فتدخل المجني عليه طالبًا منه أن يراعي ظروفه وهو على استعداد لدفع ثمنه، ولكن عناد المتهم وصل الى الحد أن أمسك بسكين وطعن المجني عليه طعنتين في قلبه، تفاصيل أكثر اثارة يكشف لنا عنها والد وعم المجني عليه في السطور التالية.

القصة بدأت داخل بيت عائلة «عزب» بقرية أبشيش التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية؛ هنا نشأ أحمد مسعد عزب شاب في بداية العشرينيات من عمره، هو وحيد والديه على ثلاث بنات ورغم ذلك إلا انه كان شابا مكافحًا منذ صغره، حصل على الدبلوم، رافضًا أن يجلس في البيت فخرج لسوق العمل ساعيًا وراء لقمة العيش الحلال، وتلبية احتياجات أسرته خاصة بعدما خرج والده معاش مبكر نتيجة لحالته الصحية، أخذ مسعد هكذا ينادونه أهالي القرية ينتقل من عمل إلى آخر حتى استقر موظفا في شركة غاز مصر بمنطقة قويسنا بالمنوفية، معروف بين أفراد عائلته وأهل قريته بالاخلاق الحميدة والشهامة والسمعة الطيبة، لم يكن لديه خلافات أو مشكلات مع أحد، يعيش مع أسرته حياة مليئة بالسعادة والرضا، إلى أن انقلبت حياة تلك الاسرة رأسًا على عقب، آخر ما كانوا يتوقعونه أن يصبح ابنهم الوحيد هدفا لشخص بلا ضمير وبلا إنسانية، لم يكفه الاعتداء على طفل يتيم لأنه دون قصد كسر «رجل» الكرسي الذي يجلس عليه وإنما زاد إجرامه إلى حد قتل شخص بريء.

شجار

نعود قليلا إلى الوراء تحديدا خمسة عشر يوما؛مسعد يجلس مع أصدقائه على الكافيه المملوك للمتهم، وأثناء جلوسه شاهد صاحب الكافيه يتعدى بالشتم والضرب على طفل الكل يعرف أنه يتيم من أسرة بسيطة بالقرية، بسبب كسره رجل كرسي كان يجلس عليه داخل الكافيه، ومن باب الشفقة والرحمة والشهامة والجدعنة لم يتحمل المجني عليه أن يقف صامتًا أمام هذا المشهد هب من على كرسيه وتكلم مع المتهم ومنعه من التعدي على الطفل اليتيم فما كان من صاحب الكافيه إلا أن قال للمجني عليه؛ «لو زعلان قوي عليه علشان ضربته ادفع انت 200 جنيه ثمن الكرسي اللي اتكسر»!لم يتردد مسعد الشاب الطيب الجدع وتعهد لصاحب الكافيه قاسي القلب بدفع المبلغ عقب اخذ راتبه أول الشهر، وفور ذلك تدخل أصدقاؤه وبعض الناس وفضوا الشجار بينهما وانصرف الجميع ولكن لم يتوقف الامر عند هذا الحد ظل المتهم يضمر الشر نحو المجني عليه حتى تمكن من ذلك في هذه الليلة المشؤومة.

ليلة الجريمة

بينما الظلام يسدل ستائره على القرية، وانصرف البعض للخلود للراحة بعد ساعات عمل طويلة، واختار البعض للجلوس مع أقرانه على الكافيه بالقرية؛ خرج المجني عليه لأداء صلاة العشاء وعقب انتهاء الصلاة وخروجه من المسجد، فتقابل مع أصدقائه واقترحوا أن يجلسوا قليلا على الكافيه، في البداية اعتذر لهم مسعد وأخبرهم انه يشعر بالتعب ويرغب في العودة للمنزل كي يستريح، وامام إصرار الاصدقاء وافق وذهب معهم وجلسوا على الكافيه المملوك للمتهم وأثناء جلوسه مع رفاقه ظهر المتهم وتطاول خلال الحديث على المجني عليه بالألفاط طالبًا منه ان يدفع 200 جنيه التي تعهد بدفعها نظير كسر الطفل اليتيم الكرسي قبل أسبوعين، فرد عليه المجني عليه قائلا: «أنا مش قولتلك وتعهدت أمام الجميع اني ادفعلك المبلغ لما اقبض الراتب»، لم يخطر ببال المجني عليه الغدر من المتهم، ظل يستفز المجني عليه بالكلام، حتى تطور الامر وتحول إلى شجار وتدخل أصدقاء المجني عليه وفضوا الشجار وأخذوا المجني عليه وخرجوا من الكافيه، وأثناء خروجهم انطلق المتهم بعدما استل سكينا من امامه وهجم على المجني عليه كالفك المفترس وطعنه طعنتين نافذتين بالصدر والبطن، حتى سقط غارقا في دمائه أمام الجميع، أسرع أصدقاؤه ونقلوه داخل سيارة وتوجهوا به للمستشفى.

بلاغ

توالت الاحداث عقب ذلك تلقت الأجهزة الأمنية بمركزشرطة الباجور بالمنوفية بلاغا من مستشفي بنها بوصول شاب في حالة يرثى له به إصابات وجروح طعنية بأماكن متفرقة بالجسم برفقة أصدقائه وتوفى فور وصوله المستشفى متأثرًا بالإصابات التي لحقت بجسده، على الفور انتقل فريق البحث الجنائى إلى المستشفى محل البلاغ وتبين عقب المعاينة أن الجثة لشاب في بداية العقد الثاني من عمره يرتدي ملابسه الملطخة بالدماء مطعون طعنتين نافذتين واحدة بمنتصف الصدر واخرى أعلى البطن مما تسبب في توقف عضلة القلب ووفاته، وعقب استجواب ومناقشة أصدقائه الذين نقلوه الى المستشفى قالوا؛ إن المجني عليه كان يجلس معهم داخل أحد الكافيهات بالقرب من منزله وأثناء ذلك شاهد صاحب الكافيه يتعدى بالضرب المبرح على طفل يتيم بسبب كرسي، فهب دفاعًا عنه فما كان من المتهم إلا أن طعنه بالسكين وأرداه قتيلا امام الجميع، قام فريق المباحث بتفريغ الكاميرات المحيطة بموقع الحادث، بعدها ألقت المباحث القبض علي المتهم وتحرر محضر رقم 1298 جنح الباجور  بالواقعة وأحيل المتهم الى النيابة. وجهت النيابة للمتهم تهمة القتل العمد، يدعى طارق. م 27 سنة صاحب كافيه بالقرية، في بداية الامر انكر صلته بالواقعة وادعى أن المجني عليه هو الذي تعدى عليه بالالفاظ  رافضًا دفع 200 جنيه التى تعهد بدفعها امام الناس، وعقب مواجهته باقوال الشهود وكاميرات المراقبة اقر بارتكابه الواقعة بكل تفاصيلها، وفور ذلك امرت النيابة بسرعة استخراج التقرير الطبي لمعرفة سبب الوفاة والتصريح بالدفن واستكمال التحريات حول الواقعة، وحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.

الأسرة

تواصلنا مع أسرة المجني عليه، بأسى قال الأب مسعد عزب 58 سنة؛كان نفسي اشوفه عريس راح مني، امه في حالة صعبة ربنا يتولاها برحمته، وسرعان ما اغرورقت عين الاب بالدموع وتوقف عن الكلام، بعدها استكمل الحديث معنا عم المجني عليه قال: احنا عائلة كبيرة بالقرية وعمرنا ما دخلنا في خلافات مع احد، وابن اخي احمد مسعد شاب على خلق، كان يستعد لحفل خطوبته وشقته كانت جاهزة، احمد في هذا اليوم كان عائدا من شغله، وبعد ان استراح قليلا نزل يصلي العشاء جماعة، نزل ومرجعش تاني، المتهم غدر به، اصدقاؤه ظنوا ان الإصابة بسيطة فأسرعوا به الى صيدلية قريبة من مكان الحادث لكن الصيدلي قال لهم «اطلعوا بيه على المستشفى لان الطعنات غائرة»، لن نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل وكلنا ثقة في القضاء يعيد حق ابننا بحكم يشفي غليلنا.

 

                                                                                                                                                                                                                               الأب

اقرأ  أيضا : ضبط المتهم بمقتل صاحب مقهى بالمحلة                                                                                                                                                                                                                  


 

;