الآلاف يشهدون الليلة الختامية لمولد سيدي أبوالحجاج الأقصري

جانب من الحدث
جانب من الحدث

■ كتب: أحمد زنط

شهدت مدينة الأقصر ختام الليلة الختامية لمولد العارف بالله سيدى أبوالحجاج الأقصري بحضور قيادات وزارة الأوقاف والأزهر الشريف ورجال الطرق الصوفية والآلاف من الأهالى من مختلف صعيد ومحافظات مصر لما لهذه الليلة المباركة داخل ساحة "سيدى أبو الحجاج الأقصري"، من النفحات الروحانية والجمال الصوفى والليالى العامرة بالخيرات والبركات وسط احتفالية محافظة الأقصر بمولد أشهر أعلام المحافظة "سيدي أبو الحجاج الأقصري كان لبوابة اخبار اليوم جولة داخل ساحة ومسجد ومقام  أبو الحجاج للتعرف على زواره و على حياته ورحلته من بغداد الى الأقصر.

وأبو الحجاج هو السيد يوسف بن عبدالرحيم بن يوسف بن عيسى الزاهد، ويرجع نسبه إلي الإمام حسين بن علي،يكني بأبي الحجاج، ثم يضاف إلي الكنية الأقصري، ولد في أوائل القرن السادس الهجري، في مدينة "بغداد" في عهد الخليفة العباسي المقتفي بأمر الله ، نشأ في أسرة علي قدر كبير من الورع والتقوي تحت رعاية والده السيد عبد الرحيم بن يوسف الذي كان يشغل منصبا رئاسيا في الدولة العباسية ،حفظ القران الكريم في سن مبكر، ولكن لم يلبث هذا الوالد أن توفاه الله وأبو الحجاج صغير فوجد نفسه مسئولا عن تكاليف الحياه فاشتغل في صناعة غزل الصوف وحياكته ، الى ان تزوج وأنجب في سن مبكر وكان بجانب عمله في هذه الصناعة يتردد علي حلقات الوعظ و الدروس التي كان يعقدها شيوخ التصوف والعلماء في "بغداد ” وظل كذلك ينهل في مناهل الثقافة الاسلامية حتي أخذ نصيب وافر في مختلف العلوم.

وسيدي أبا الحجاج ترك بغداد هو وزوجته وأولاده، سنة 619 هـ - 1222م،ثم اتجه إلي مكة المكرمة وقد توفيت زوجته، فى مستهل دخوله مكه، ثم لحق ابن من ابناء الشيخ، ودفن بالمعلاه، وهي قرية تابعه لمكه، التى استقر بها قرابة عامين، وقبل انتقاله ورحيله إلي مصر، توجه نحو المدينة المنورة، وزار قبر جده الحبيب المصطفي ﷺ ، ثم أخذ طريقه، هو وجمع غفير من أبناء القبائل العربية، الذين التقي بهم في مكه، وكان قد قص عليهم رؤيته لجده، فى الرؤيا التى راها ومضمونها ان امره فيها رسول الله ﷺ، بالنزوح الى مصر، والاستقرار بمدينة تسمى الاقصرين، ففرحوا وتهللوا بالبشرا، فاتجهوا جميعاً إلي مصرالمحروسة، فدخلوها عن طريق شرق الدلتا. وتعود رحلة  سيدي أبو الحجاج الى الاقصر يتنقل في ديارها من مدينة إلي أخري، حتي وصل إلي مدينة تسمي "الأقصرين"، التي هي "الأقصر" الحالية فدخلها سنة 621هـ - 1224م واستقر بها، هو ونفر من أصحابه، ممن رافقوه مع ابناءه وزواجاتهم، بنات التاجر الاشهر فى زمنه "عبد المنعم الاشقر" الذى ينتمى الى اسرة عريقه هى "الشقيرات"، واتوا جميعا الى مصر ومعهم قبائل كثيرة من قبائل شبه الجزيرة العربيه من عسير وجهينه وبنى ظفار وغيرهم من القبائل الذين نزحوا واستقروا بمصر عامة وصعيدها خاصة برفقة شيخهم ابو الحجاج الاقصرى رضى الله عنه وارضاه.

◄ اقرأ أيضًا | مهرجان الإسماعيلية يعلن أسماء أعضاء لجان تحكيم مسابقات الدورة 25

وممن خرجوا مع الشيخ "أبو الحجاج" الاقطاب سيدى "المرسى ابو العباس" وسيدى "عبد الرحيم القنائى" وسيدى "احمد البدوى" واستقر كلا منهم فى بلد، مامورا بنزولها والمسقر بها حيث اتخذ سيدى "ابو الحجاج" مقرة، اعلى تله عاليه، فوق اطلال الأقصر، مجاورو للنيل، وهى ما كان يطلق عليها منذ زمن الأقصر القديم ويوم انتقاله رضوان الله عليه، انتقلت البيعة والقطبانيه، الى سيدى "ابو الحسن الشاذلى" رضى الله عنه، حيث راى سيدى ابو الحسن فى رؤيا سيدنا رسول الله ﷺ وقال له «انتقل الشيخ ابو الحجاج وبانتقاله انتقلت اليك البيعة بالقطبانيه» فخلف سيدى "ابو الحسن" سيدى ابو الحجاج القطبانية ان ذاك.

وبعد وفاته، تم دفنه باطلال المكان الذى استقر به بالاقصر، (فوق اطل المعبد) وتم بناء المسجد الحجاجى، الذى يحتفل ابناء الاسرة الحجاجيه من احفاد الشيخ، ومعهم اهالى الأقصر وضواحيها، بمولده رضى الله عنه وارضاه، فى شهر شعبان تحديدا من كل عام فى ليلة النصف، وتقام احتفالات كبرى، يفد اليها جموع الناس، من داخل القطر المصرى، ومن الاقطار العربيه المجاورة، احتفاءا واحتفالا بمولدة رضى الله عنه وارضاه، منذ مئات السنين بكبار العلماء فى العالم الاسلامى، والقراء والمبتهلين والمنشدين، وتنقلها قنوات تلفزيونيه كبيرة، وفى الرابع عشر تخرج الاقصر عن بكرة ابيها فى موكب مهيب، يتقدمه القادة والمسؤلين والسادة الحجاجية الاشراف، فى مقدمتهم نقيب الاشراف الحجاجيه، يمتطى فرسه متقدما المشهد، ولا تزال تلك الاحتفالات تقام حتى يومنا هذا بنفس الطقوس التى كان يقوم بها اسلافهم. 

وكان مرقد الدفن فى برزخه، بغرفه مجاورة منعزله عن المسجد، ودفن الى جوارة ابنائه، وبعضا من تلاميذه، ووكذلك بن عمه، الشيخ "جبريل" ووزيرة الشيخ "المغربى" وجميعهم ببرازخهم بالمسجد المسمى باسم "سيدى ابو الحجاج" رضى الله عنه وارضاه بمدينة الاقصر. حيث يهل  شهر شعبان على الاقصر من كل عام حاملا ذكرى خاصة لكل الأقصريين وخصوصا ليلة النصف من شعبان والتي توافق ذكرى الاحتفال بمولد القطب الصوفي الجليل صاحب الساحة والمسجد الأكبر في الأقصر، سيدى أبا الحجاج الأقصري، والذي يقدر عدد زائريه سنويًا بأكثر من 6 ملايين شخص خصوصًا خلال النصف الأول من شهر شعبان الذي يواكب ذكرى مولده.حيث ولد القطب السُّني الصوفيّ العارف بالله يوسف بن عبد الرحيم بن عيسى الزاهد الشهير بأبو الحجاج الأقصري في بغداد بعهد الدولة العباسيّة والخليفة المقتفي لأمر الله، وكان والده صاحب منصب كبير في الدولة العباسية وينتهى نسبه إلى سيدنا الحسين سبط رسول الله ﷺ.

تعلم الأقصري على أيدي كبار علماء التصوف مثل الشيخ عبد القادر الجيلاني والشيخ أبو النجيب السرهودي، وزامل الإمام شهاب الدين السرهودي، حيث ترك مهنة صناعة الغزل والحياكة وتفرغ للوعظ، ووصل إلى الأقصر أواخر حكم صلاح الدين الأيوبي، وذاع صيته لما عرف عنه من الزهد والورع، وتوفي عن عمر ناهز التسعين في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب.وذشن مسجد أبو الحجاج منذ أكثر من 700 عام ويعد مسجد العارف بالله أبي الحجاج الأقصري بمحاريبه وأعمدته الفرعونية سحرا خاصا، ما يجعله مقصدا مهمّا للمريدين والسائحين جنبا إلى جنب وتأسس المسجد في عهد الدولة الأيوبية عام 658 هـ - 1286 م.
مئذنة على الطراز الفاطمي حيث تعلو المسجد مئذنة مبنية بالطوب اللبن طولها 14 مترا، على الطراز الفاطمي وهي من أجمل المآذن الموجودة بصعيد مصر في الوقت الحالي، وأقيمت المئذنة في عهد أبي الحجاج الأقصري نفسه، وتتكوّن من 3 طوابق، وفي أعلاها مجموعة من النوافذ والفتحات، والجزء السفلي المربع مقوّى بأعمدة خشبية، كما أضيفت إلى المسجد مئذنة أخرى في فترة لاحقة ويجسد  مسجد أبو الحجاج الأقصري ملتقى لثلاث حضارات  إسلاميّة وفرعونيّة وقبطيّة، حيث من أسفله أقيمت كنيسة قبطية من الناحية الغربية، علاوة على كونه مقامًا بين أعمدة وجدران الجزء العلوي لمدخل معبد الأقصر الأثري، الذي شيّده الملك الفرعوني رمسيس الثاني.

وتملأ النقوش الفرعونية كل مكان بالمسجد حتى إنّ المحراب تنتشر حوله الجداريات الفرعونية، والسبب يعود إلى أن المسجد أقيم أعلى أطلال معبد الأقصر من الناحية الشمالية بداخل الجزء العلوي والمعبد ظلّ فترة طويلة مُغطى بجبالٍ من الرمال ولا تظهر منه سوى الأعمدة العلويّة فقط، فاختار أبو الحجاج الأقصري الجزء البارز من أعمدة المعبد لإقامة مسجده حيث توجد نقوش فرعونية داخل المسجد وقد شهد المسجد شهد المسجد عمليات ترميم واسعة  كان آخرها في عام 2018، لكنْ تبقى عمليات الترميم والتطوير الأوسع في تاريخ الجامع خلال عام 2009 بعد أن تعرّض المسجد لحريق هائل واستمرّ الترميم عامين مُتصلَين وشمل التطوير توسعة ساحة الصلاة وتدعيم القبة وتغيير الأسقف وتم تسجيل المسجد ضمن الاثار الاسلاميه