هجمة مرتدة

ليلة النصف من شعبان

إلهام عبدالفتاح
إلهام عبدالفتاح

مع دخول مغرب اليوم تبدأ ليلة النصف من شعبان.. ليلة عظيمة من مواسم الطاعات وهدايا المولى عز جل لعباده ينهلون من رحمته ويتزودون من الخير والاعمال الصالحة.

انتصف شهر شعبان وهو شهر عظيم يقع بين رجب المحرم ورمضان المعظم وفى حديث اسامة بن زيد رضى الله عنهما قال «قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يُرفع عملى وأنا صائم».

لقد كان السلف الصالح يهتمون بشهر شعبان اهتماما خاصا لما عرفوا فيه من نفحات وهدايا ربانية ويتنافسون فى الطاعات وفعل الخيرات فى شهر ترفع الاعمال للمولى عز وجل كما أنهم يهيئون انفسهم لاستقبال شهر رمضان بهمم عالية.

ولقد مَّن علينا الله سبحانه وتعالى فى هذا الشهر بهدية عظيمة وهى ليلة النصف من شعبان وهى الليلة التى تم فيها تحويل القبلة من المسجد الاقصى إلى المسجد الحرام وجاء تحويل القبلة جبرا لخاطر النبى صلى الله عليه وسلم فقلبه معلق بمكة فهى احب بلاد الله اليه ولعظم قدر النبى محمد ولعظم الدعوة الاسلامية كانت القبلة الى المسجد الحرام كما كان هذا الحدث الجلل اختبارا وتربية للمسلمين على التسليم لأوامر الله ونواهية.. كما قال الله سبحانه وتعالى: (وما جعلنا القبلة التى كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه).

وضرب الصحابة أروع الامثال فى سرعة الطاعة لأوامر الله سبحانه وتعالى فلما أمروا بالتوجه فى القبلة إلى المسجد الحرام سارعوا وامتثلوا بل إن بعضهم عندما علم بتحويل القبلة وهو فى صلاته تحول للقبلة الجديدة فى نفس الصلاة.

نسأل الله العظيم أن يوفقنا لحسن طاعته والعمل الصالح وأن يحفظ بلادنا من كل سوء.