لم تكن المرة الأولى التى سجلت فيها صفحة « هنا الجامعة » هذا الرسوب المدوى لطلاب كليات الطب بجامعات جنوب الصعيد خاصة طب قنا وسوهاج وأسيوط بعد أن رسب 75% من طلاب السنة الأولى بالفصل الدراسى الأول بطب سوهاج ولم ينجح منهم سوى 25% فقط ـ وكانت متوسطات النجاح العادية فى كل كليات الطب بالجامعات الثلاث من قبل تتراوح ما بين 90 و95% ـ فقد نشرنا فى العام الماضى ولأول مرة رسوب 70% من طلاب الطب بجامعة جنوب الوادى ولم ينجح سوى 28.5% منهم حيث تقدم للإمتحان وقتها 512 طالبا ولم ينجح منهم سوى 146 فقط ، وكانت النتيجة الأسوأ فى طب أسنان نفس الجامعة حيث تقدم للامتحان فيها 238 طالبا لم ينجح منهم سوى 52 فقط أى أن نسبة النجاح لم تزد على 20.8% ورسب حوالى 80% من الطلاب. وكانت طب أسيوط أحسن حظا فى العام الماضى حيث لم تزد نسبة النجاح على 60% ورسب 40% من الطلاب .
وقد رفضت الجامعات الثلاث فى العام الماضى أى تعديل فى هذه النتائج مهما كانت الأسباب ، وأكد لى وقتها د.يوسف الغرباوى رئيس جامعة جنوب الوادى السابق أنه عندما بحث عن الراسبين فى الفرقة الأولى وجد أن أكثر من 90% منهم قادمون من مراكز معينة ومدارس معينة بأسمائها، كما أن حوالى 77 طالبا منهم لم يدخلوا امتحانات الفصل الدراسى الثانى بعد رسوبهم فى التيرم الأول، وأن معظم الراسبين رسبوا فى جميع المواد، وأكد وقتها أننا لن نخضع لأى ضغوط، ولن نجامل أحدا، فطلاب الطب هم من سيقودون المنظومة الصحية التى لا يجب أن نجامل فيها» وأرجع د.الغرباوى وقتها نتيجة هذا الرسوب المدوى إلى ما يعرف بلجان الغش الجماعى بلجان الثانوية العامة وقتها التى أوصلت الطالب إلى هذا المستوى المتدنى من التعليم، مؤكدًا أن أبسط الأشياء التى يجب أن يكون طالب كليات القطاع الطبى ملماً بها هو امتلاك اللغة الأجنبية تحدثًا وكتابة، إلا أن الامتحانات الجامعية أوضحت أن الطالب لا يعرف عنها شيئًا ويكتب بلغة غير مفهومة.
وأكد وقتها أيضا د.بدوى شحات نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب أن هذه الأرقام المعلنة ليست صادمة كون كلية الطب البشرى حاصلة على الجودة من هيئة ضمان الجودة والاعتماد، كما أن كليات القطاع الطبى بالجامعة تطبق معايير الجودة ومعايير القياس والتقويم فى الامتحانات بدرجة صعوبتها، ويتم عمل تقارير نصف سنوية حسب الفصول الدراسية، وأغلب هذه الامتحانات التى تمت للطلاب كانت إلكترونية والتصحيح بها إلكترونى وهو ما أكد لى عليه أيضا د.حسان النعمانى رئيس جامعة سوهاج.
ونظرا لاستمرار هذه النتائج الصادمة بالجامعات الثلاث فإننى أطالب د.رضا حجازى وزير التربية والتعليم بضرورة بحث هذه الظاهرة بشكل جدى والتى أصبحت تهدد مستوى التعليم الطبى بشكل خاص فى مصر وتهدد بقية التعليم الجامعى بشكل عام وهى ظاهرة الغش الجماعى فى محافظات جنوب الصعيد والتى سمعنا فيها العجب العجاب عن لجان الثانوية وما يحدث فيها ، وما يقوم به أولياء الأمور من ترغيب وتهديد ووعيد للقائمين على لجان الثانوية العامة فى هذه المحافظات حتى يغضوا النظر عن أى محاولات للغش الجماعى لأبنائهم والتى نتج عنها هذه الظاهرة المؤسفة ـ ولابد أن نضع من الإجراءات الحازمة بمعاونة وزارة الداخلية لوزارة التربية والتعليم فى هذه الشأن حتى لا تصل الأمور إلى ما لا يحمد عقباه.
