بقلم واعظة

شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَال

أمل محمود أبوعيطة  منطقة وعظ جنوب سيناء
أمل محمود أبوعيطة منطقة وعظ جنوب سيناء

باتت الأفئدة تترقب شهر رمضان وتتهيأ لاستقباله فشهر شعبان هو مقدمة لشهر رمضان ويُعد السنة القبلية له لذلك يُستحب فيه من الأعمال ما يُستحب فى رمضان فكل قربة، وعبادة عزمت النية عليها فى رمضان بادر بها فى شعبان، فبجانب الأجر العظيم من الله عز وجل، أنه تعويد للنفس على التزام الطاعات والمبادرة إليها، ومن مزايا شهر شعبان التى انفرد بها عن غيره من الشهور أنه: شهر الغفلة وشهر رفع الأعمال وبه ليلة النصف من شعبان ليلة الغفران العظيم؛ فلكل هذا وجب تنظيم أيامنا وتحديد أهداف ووضع أولويات، وطرق للوصول لها فلقد بدأ سباق الفوز والعتق من النيران. ولنا فى رسول الله أسوة حسنة فهذا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم كان يجتهد بالطاعات والعبادات، وميز شهر شعبان عن غيره من الشهور بأنواع من القربات منها الصيام؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها-قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْته فِى شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِى شَعْبَانَ» متفق عليه.

وحرص الصحابة الكرام على التأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم فى جميع أحواله وسؤاله عن كل صغيرة وكبيرة فهذا الصحابى الجليل أسامة بن زيد يتولى عنا ويسأل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عن سر اختصاص شهر شعبان بالصيام، فعن أسامة بن زيد -رضى الله عنهما-، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِى وَأَنَا صَائِمٌ» رواه أبو داود والنسائى وصححه ابن خزيمة.

بين لنا رسولنا الكريم أن العبادة فى وقت الغفلة لها السبق والفضل العظيم؛ لذلك كان قيام الليل فى وقت غفلة للناس بالنوم شرف المؤمن وأحب الأعمال الى الله كذلك فى شهر شعبان يهتم جميع الناس بالاستعداد لرمضان ويغفلون عن شهر شعبان مع ما فيه من الثواب العظيم لذلك بين النبى صلى الله عليه وسلم فضل اغتنامه.