بدون تردد

الموقف الأمريكى (٢/٢)

محمد بركات
محمد بركات

تقدمت دولة الجزائر الشقيقة إلى مجلس الأمن الدولى منذ عدة أيام، بمشروع قرار تطالب بإصداره من المجلس، يؤكد على الوقف الفورى والدائم لإطلاق النار، وتوقف العدوان الإسرائيلى اللا إنسانى والإرهابى على غزة، ويضع نهاية لجرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى فى القطاع.

وما إن أعلن المجلس عن اجتماعه لبحث مشروع القرار الجزائرى، حتى أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن نيتها فى استخدام حق الرفض «الفيتو» لمنع إصدار القرار،..، وذلك جريا على عادتها وموقفها الدائم فى رفض وقف دائم لإطلاق النار، والإصرار على إعطاء إسرائيل الفرصة للاستمرار فى القتل والتدمير والإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى، بحجة حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها،..، وهى حجة باطلة شكلًا وموضوعًا.

وعلى الرغم من أن ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية هو فعل مستهجن وغير إنسانى، لأنه فى حقيقته ومضمونه يرفض وقف العدوان، بل يصر على استمراره، بما يتناقض مع كل القوانين الدولية بصفة عامة والقانون الدولى الإنسانى على وجه الخصوص.

كما يتناقض مع مبادئ حقوق الإنسان،..، ويؤكد فى ذات الوقت المشاركة الفعلية لأمريكا فى كل الجرائم الإسرائيلية وعلى رأسها جريمة الإبادة الجماعية.
إلا أن إمريكا لم تتوقف عند ذلك، بل سارعت بالإعلان عن تقدمها بمشروع قرار لمجلس الأمن الدولى، تطالب فيه بسرعة التوصل إلى هدنة، أى توقف مؤقت وليس دائما لإطلاق النار، لمدة عدة أيام أو أسابيع، يتم بعدها استئناف العدوان الإسرائيلى، ومواصلة حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى.
وفى تقديرى أن ما نراه من تصرفات وأفعال ومواقف أمريكية معلنة، هو الدليل الحى والواضح للتحيز الأمريكى الفاضح والدعم الفاجر والمعلن وغير المحدود لإسرائيل،..، وهو ما يؤكد التورط الأمريكى الكامل فى الجريمة والمشاركة الكاملة فى العدوان ضد العرب فى عمومهم، وضد الفلسطينيين على وجه الخصوص.

وفى هذا الإطار، أحسب أن الوقت قد حان الآن لإعادة النظر بالكامل، فى الموقف العربى تجاه بعض المفاهيم والمسميات التى كانت سائدة خلال السنوات الماضية، بعد أن ثبت باليقين عدم صحتها،..، ومنها على سبيل المثال، ما يخص القول المأثور، عن الشريك الأمريكى فى عملية السلام، والراعى الأمريكى لعملية السلام.