الصحة العالمية: جسر جوي بين الإمارات ومصرَ يحملُ إمداداتٍ صحيةً لساكن غزةَ

الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية
الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية

قالت الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط ان اقليم شرق المتوسط الذى يشمل 22 دولة عربية واسلامية  يشهد أشدِّ الأَزْماتِ الإنسانيةِ، مِثلِ الزلازلِ في أفغانستانَ وسوريَّا، وتصاعُدِ الصراعِ في غزةَ والسودانِ،  وقد اضطلعتْ منظمةُ الصحةِ العالميةِ بدورٍ مِحوريٍّ من خلالِ التوصيلِ السريعِ للإمداداتِ الطبيةِ المنقِذةِ للأرواحِ من مركَزِنا للإمداداتِ اللوجستيةِ في دبي، لمنْعِ انهيارِ النظمِ الصحيةِ حتى يتسنَّى إنقاذُ الأرواحِ. 

وأكدت المديرة الاقليمية أبرمَ مركزُ الصحة العالمية  للإمداداتِ اللوجستيةِ في دبي والمدينةِ العالميةِ للخِدْماتِ الإنسانيةِ -هذا الأسبوعَ- اتفاقًا لإيصالِ الإمداداتِ الصحيةِ والأدويةِ، ومنها الأنسولين، إلى مليونٍ وخَمْسِمائةِ ألفِ مستفيدٍ في غزَّةَ من خلالِ جِسرٍ جويٍّ مؤقتٍ بينَ الإماراتِ العربيةِ المتحدةِ ومصرَ، مع التخطيطِ لرِّحْلاتٍ جويةٍ متعددةٍ.

 ووصلتْ أمسِ أولُّ طائرةٍ إلى مصرَ بنجاحٍ. ونظرًا إلى أنَّ النظامَ الصحيَّ في غزةَ يكافِحُ لِيستمرَّ في أداءِ وظائِفِه، يجبُ تيسيرُ عملياتِ توصيلِ هذه الإمداداتِ إلى شتى أنحاءِ قطاعِ غزةَ على وجهِ السرعةِ. 

ولفتت ان  المنظمةُ قد أرسلتِ حتى الآنَ مائةً وإحدى عشْرةَ شاحنةً تحملُ إمداداتٍ صحيةً إلى غزةَ، منها شاحناتٌ مُقدَّمةٌ من شركاءَ آخرينَ في مجالِ الصحةِ.

واكدت أنها ملتزمة بمواصلةِ تحسينِ سلاسلِ إمداداتِنا الطبيةِ لجميعِ بُلدانِ الإقليمِ، من أجلِ تيسيرِ عملياتِ التوصيلِ على نحوٍ أسرعَ وأكْفَأَ، بما يساعدُ على الحفاظِ على استمرارِ النُّظمِ الصحيةِ في أداءِ وظيفَتِها.

وأرسلتِ المنظمةُ أيضًا في الآوِنةِ الأخيرةِ إمداداتٍ طبيةً وصحيةً أساسيةً من مُستودَعِها في مدينةِ فرشانا بجمهورية تشادَ إلى ثمانيةِ شُركاءَ صحيين في غرْبِ دارفورَ من خلالِ عملياتِها العابرةِ للحدودِ بينَ تشادَ والسودانِ. وستُساعِدُ هذه الإمداداتُ على تلبيةِ الِاحتياجاتِ الصحيةِ لِمَا يَقرُبُ من ثلاثِمِائةٍ وأربعين ألفَ شخصٍ لمدةٍ تصلُ إلى ثلاثةِ أشهُرٍ.

وإضافةً إلى ذلك، لا بدَّ مِن منْحِ الأولويةِ للِاستثمارِ في القُوَى العاملةِ الصحيةِ، فهُمْ ركنٌ أساسيٌّ من أركانِ أيِّ نظامٍ صحيٍّ. وينطوي ذلك على تعزيزِ قُدُراتِهِم من خلالِ التدريبِ، وضمانِ حصولِهم على المواردِ التي يحتاجونَ إليها، والأهمُّ من ذلك، ضمانُ حمايتِهم وسلامتِهم في مناطقِ النزاعاتِ، عندما توجدُ حاجةٌ ماسَّةٌ إلى عملِهِمُ المُنقِذِ للأرواحِ.

اقرأ أيضاً|  منظمة الصحة العالمية ترسل إمداداتٍ صحيةً مُنقذةً للحياة إلى قطاع غزة

 

واكدت انه أثناءِ تلبيَتِنا للِاحتياجاتِ العاجلةِ، يجبُ علينا أيضًا أنْ ننظرَ في جهودِ إعادةِ الإعمارِ وإعادةِ التأهيلِ في البُلدانِ التي تعاني مِنَ الأَزَماتِ الإنسانيةِ. والطريقُ أمامَنا طويلٌ وشاقٌّ، لا سيَّما في أماكنَ مثلِ الأرضِ الفلسطينيةِ المحتلةِ وأفغانستانَ وسوريَّا والسودانِ والصومالِ واليمنِ، فتلك الأماكنُ تشهَدُ تدهورًا بالغًا في الهياكلِ الصحيةِ، ولا يزالُ لازمًا تقييمُ احتياجاتِ الصحةِ النفسيةِ تقييمًا كاملًا، خصوصًا لدى الأطفالِ.