أكثر من 800 عام مرت على إنشاء مدينة المنصورة عقب انتصارها على حملة لويس التاسع وأسره بدار قاضيها بن لقمان فاكتسبت اسمها تيمنا بالنصر .
أما اسم المنصورة الشعبي المعروف فكان " جزيرة الورد " وهو الاسم الذي أطلق فيما بعد على أشهر أنديتها الاجتماعية الذي تم تأسيسه منذ قرابة ال40 عاما .
وكما أن للنيل سحرا خاصا لدى كل أبناء مصر فإن هذا السحر يتضاعف بالمنصورة بشاطئها الفريد المطل عليه والذي يستمتع به أبناؤها من مستويين أحدهما :على طول المشاية السفلية والثاني من شارع الجمهورية بذات الوقت فسكن بذلك قلوب أبناء المدينة وجوانحهم .
المدينة التي كانت أشبه بالجزيرة طغت عليها خلال نصف القرن الأخير العمارات الأسمنتية الشاهقة واكتظت بسكانها الذين ازداد عشقهم وارتباطهم بالنيل حيث ظلوا يبحثون عن متنفس لهم يخفف عنهم هذا الضجيج والازدحام الخانق .
من هنا تأتي أهمية هذا الممشى الحضاري الذي تم إنجازه مؤخرا وجاء بمثابة شريان جديد يتنفس منه أبناء المدينة الهواء النقي على نيلها الخالد .
فمنذ ساعات حرصت على تلبية دعوة محافظها الهمام الدكتور أيمن مختار لافتتاح الممشى الذي ظل حلما يراود أبناء المدينة و لم يتخيل أحد أن يتم تنفيذه بتلك السرعة رغم كل المعوقات والذي حول منطقة ظلت مهملة مئات السنين لتتحول لرئة نقية على نيل المنصورة .
توجهت بصحبة المحافظ وقيادات المحافظة وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ وعدد كبير من أبناء المحافظة لنشهد افتتاح الممشي .
لم يصدق أحد عينيه وهو يرى هذا المكان الذي كان يعج بكم كبير من المخلفات والبوص وقد تحول إلى مكان بديع سيسارع كل أبناء المدينة وزوارها إلى الاستمتاع به .
ضاعف من سعادتي تأكيد المحافظ الدكتور أيمن مختار على أن الدخول للممشى سيكون مجانا حتى يتاح للمواطنين البسطاء وأسرهم زيارته في كل وقت وأنه لن يسمح بدخول السيارات أو أيا من وسائل النقل الأخرى للمكان حتي لا يفسد على زائريه استمتاعهم بالمشهد الغير مسبوق .
المحافظ أكد خلال الافتتاح على أن المشروع هو هدية الرئيس عبد الفتاح السيسي لأبناء المحافظة في عيدهم القومي .
وتحدث عن الجهد المضني الذي بذله وزير النقل ابن الدقهلية الفريق كامل الوزير لإنجاز هذا المشروع والذي لم تصرفه مهامه ومسئولياته الجسام عن متابعة تنفيذ المشروع وإنجازه في زمن قياسي من خلال إحدى شركات وزارة النقل ..فكعادته يظل كامل الوزير أحد البنائين العظام الذين يفخر بهم الوطن في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي .
كما لم ينسى المحافظ توجيه الشكر لكل من أسهم في إنجاز المشروع الذي أدخل البهجة على قلوب أبناء المنصورة الذين يعشون مدينتهم وهم يرونها تسترد جانبا من رونقها القديم لتعود عروسا للنيل خاصة وأنه يتم حاليا تجديد وتطوير كورنيش النيل بالمشاية السفلية بالمنصورة وسيمثل المشروع نقلة حضارية جديدة فور افتتاحه .
وقد أحسن المحافظ صنعا عندما قرر أن يكون الممشي الجديد مخصص للسير علي الاقدام وللدرجات وألعاب الأطفال وليس لمرور السيارات أو الدرجات النارية وأن يكون مراقب بمنظومة كاميرات وخدمات أمنية متواصلة وخدمات نظافة متكاملة وأن تكون هناك متابعة مستمرة للممشى ليأمن رواده على أسرهم وأطفالهم.
خالص الشكر والتقدير لمحافظ الدقهلية ولمعاونيه و لكل من ساهم في هذا الانجاز الحضاري ..ونثق أنهم سيحرصون علي الاستمرار في تطوير المنصورة عاصمة الفن والثقافة والطب والأدب بالتوازي مع تطوير كافة مدن المحافظة لتعود جزيرة للورد .
