وصية ضحية سويسرا الأخيرة: «أعيدوا فاطمة وخديجة لمصر»

مريم مع بناتها
مريم مع بناتها

حبيبة‭ ‬جمال

  لم يسدل الستار بعد على قضية مقتل الزوجة المصرية مريم في سويسرا، على بعد آلاف الكيلومترات من أرض الوطن، فمازال هناك فصل جديد في القصة متمثلا في وجود ابنتيها فاطمة وخديجة في أحد مراكز الطفولة والأمومة هناك في سويسرا، ينتظران مصيرًا مجهولا بعد مقتل الأم وحبس الأب الذي يعتبر المشتبه به الأول.. أسرة مريم تسابق الزمن من أجل إنهاء إجراءات السفر والعودة بالطفلتين ويناشدان وزارة الخارجية تسهيل إجراءات السفر والعودة بالطفلتين لحضن جدتهما.

الحكاية بدأت منذ ٩ سنوات، داخل بيت بسيط بإحدى قرى شربين بمحافظة الدقهلية، حيث عاشت مريم مجدي، تلك الفتاة ذات الملامح الجميلة، تبلغ من العمر ٢٧ عاما، الكل يشهد لها بالطيبة والاحترام، حاصلة على ليسانس الآداب قسم التاريخ، عملت بعد التخرج داخل أحد السناتر بالمدينة كمعلمة لمادة الدراسات الاجتماعية للمرحلة الإعدادية، الصدفة لعبت دورها عندما تعرفت على شاب يدعى وليد أمير، أعجب بها منذ الوهلة الأولى وقرر الارتباط بها، وليد حاصل على الجنسية السويسرية وهو من أصول مصرية، أقنع مريم وأسرتها بأنه مهندس وسيحقق لها كل ما تتمنى، أحبته مريم وأعجبت بشخصيته، اعتقدت أنه هو الفارس الذي تنتظره من سنوات وتحلم بالزواج منه، لم تكن تلك المسكينة تدري ما تخبئه لها الأيام، فجأة تحول كل شيء وانقلب للعكس تماما، تحول العطف للقسوة والحب للكره، خلع قناع البراءة الذي اخفى به حقيقته، بعدها رزقت مريم بطفلة جميلة تشبهها أسمتها فاطمة، تبلغ من العمر الآن ٨ سنوات، لكن ظل حال الزوج كما هو، إلى أن رزقت مريم بطفلة أخرى أسمتها خديجة، عمرها ٦ سنوات، وعندما يئست مريم قررت أن تعيش فقط من أجل طفلتيها تحاول تلك المسكينة أن تتغلب على مشكلاتها مع زوجها، إلى أن وصلت الخلافات بينهما لطريق مسدود، ولم تجد مفرًا من الطلاق، رفعت قضية طلاق لكن بحكم القانون هناك تظل على ذمته مع إعطائها كافة حقوقها لمدة سنتين حتى يتم الانفصال، ظل هناك عائق وهو الطفلتان، الزوج لا يريد تركهما وهي لا تقوى على البعد عنهما، لجأت مريم للقضاء في مصر بعد عودتهم كي ينصفها في حضانة ابنتيها، وحكم لها بضم الطفلتين؛ ما أثار غضب زوجها، الذي خطط لخطفهما، ملحًا عليها بالسماح له برؤية ابنتيه، وبعد أن وافقت مريم على طلبه، اكتشفت بعد انتهاء يوم رؤية الأب لهما سفره ومعه خديجة وفاطمة، إلى سويسرا، وانهارت من الصدمة بعد علمها بهروب زوجها بابنتيها، تواصلت مريم مع جمعيات ومؤسسات خيرية في سويسرا، لكي تتمكن من السفر مرة أخرى لسويسرا لإعادة طفلتيها، وتواصلت مع حقوق الإنسان هناك وتمكنت من السفر، والمحكمة حكمت لها بأن ترى ابنتيها مرتين في الأسبوع ثم ثلاثة بإقامة كاملة، واستمروا على ذلك الوضع منذ نصف أكتوبر الماضي ٢٠٢٣ حتى نهاية ديسمبر، وفي يوم 16 يناير ٢٠٢٤م، كانت منتظرة جلسة نهائية من المحكمة بعد اختيار سكن مناسب للطفلتين، والدولة السويسرية دعمتها، وحكمت لها بنفقة شهرية قدرها 1950 فرنكا، لم يسدد منها شيئا، كما أعطت الدولة لها دعمًا.

اختفت مريم عن الأنظار منذ يوم ٣١ يناير، وظلت أسرتها تبحث عنها بعد سفرها وانقطاع أخبارها، وقال شقيقها إنها اختفت منذ الأربعاء 31 يناير، وبعد مناشدات أجرتها أسرة «مريم»، عثرت الشرطة السويسرية على جثمانها في نهر الراين بسويسرا بعد 10 أيام من البحث المتواصل، واتهم أهلها طليقها وليد أمير بقتلها لأنه لا يوجد شخص مستفيد من اختفائها سواه؛ وذلك لاقتراب موعد الحكم بالجلسة النهائية بقضية حضانة الطفلتين التي أقامتها مريم ضده، وبالفعل تم القبض على الزوج وتحقق معه السلطات السويسرية حاليًا حول ملابسات الحادث.

تواصلنا مع أحمد مجدي، شقيق مريم ليحكي لنا آخر التطورات في تلك القصة الحزينة، فقال: «مريم حتى آخر لحظة كانت متواصلة معي، وكانت فرحانة لأن طفلتيها معها ولم يبد عليها أي شيء غريب أو مثير للشك، لكن كان كل كلامها إذا حدث لي مكروه أعيدوا فاطمة وخديجة لمصر، وانتهت المكالمة وبعدها انقطعت كل وسائل التواصل معها، ١٠ أيام كاملة ونحن في حيرة وحزن، أما عن مصير الطفلتين، فقال: «حسب القانون هناك وبما إن الأب قاتل فهو وأسرته انقطعت علاقتهم تماما بالطفلتين لأنهم يشكلون خطرًا عليهما، وهما موجودان الآن داخل مركز الأمومة والطفولة، ونحن نسعى للسفر في أسرع وقت لكي نتمكن من عودتهما لحضننا، ونناشد الخارجية لتسهيل إجراءات السفر حتى تتمكن والدتي من السفر لهما».

اقرأ  أيضا : ننشر .. نص اعترافات قاتلة الطفلة «ريتاج»


 

 

 

;