كيف حول القصف الإسرائيلي مدارس الأونروا إلى ساحات دمار

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

على مدى أربعة أشهر من العدوان الإسرائيلي على غزة، كانت مدارس الأونروا في قلب الهجمات الإسرائيلية واستهدفتها الغارات محوِّلة أماكن تعليم الأطفال إلى ساحات من الدمار والركام، ما أدى لخروج معظم هذه المدارس عن الخدمة، وترك أثرًا كبيرًا على المستقبل التعليمي لأطفال القطاع.

فمدارس الأونروا بالقطاع أصبحت كآنية زجاجية مكسورة عاكسة لصورة الدمار والخراب الذي خلفه القصف الإسرائيلي، والحلم والأمل الذي كان ينتظره أطفال القطاع في مستقبل تعليمي واعد بدء يتلاشى بعدما باتت فصولهم الدراسية أطلال من الخراب وساحات مدارسهم التي لم يصيبها الغارات مشهدا للتشرد بعدما دمر الاحتلال منازلهم التي كانت مأوىًا آمنًا لهم فاضطروا للنزوح إليها.

لم يكن من المألوف بالنسبة لأهالي غزة أن يجدوا أنفسهم كنازحين، يعيشون في مدارس الأونروا مع أطفالهم، بينما كانوا يأملون في توفير واقع أفضل للطلاب.


قصص بعض الطلاب بمدارس الأونروا بين آثار النزوح والتعليم

وقالت إحدى الفتيات اللاتي كنّ يدرسن في مدرسة تابعة للأونروا، والتي اضطرت للنزوح مع عائلتها بعد تدمير الاحتلال لمنزلها: "كان كل حلمي أن أخرج من هذه المدرسة وأتخرج منها، لكن كل أحلامنا راحت، وكل شيء في غزة راح، كنا نعتقد أن الحرب ستنتهي بعد أسابيع أو حتى شهر أو شهرين، ونعود إلى المدرسة، ولكن المدرسة راحت والحرب مستمرة"، بحسب "العربية" الإخبارية.

وأضافت إحدى الطالبات الأخريات، بعد انتقالها مع عائلتها إلى مدرسة لم تتأثر بالقصف، "حتى شبابيك المدرسة التي كنا ننظر منها نحو ساحة المدرسة والفناء، أصبحت الآن تلك الشبابيك نعلق عليها الملابس، وتغيرت طبيعة المدرسة من مكان للتعليم إلى مركز إيواء للنازحين، مع استمرار الحرب الإسرائيلية." 

وأشارت سيدة نازحة في إحدى مدارس الأونروا مع أطفالها، "نحن نعيش في مكتبة المدرسة، وصارت المدارس ملاذًا لنا، ويوجد سنة كاملة فاتت الأطفال فالضرر من كل جهة، كنا قبل الحرب نعلمهم ونساعدهم على القراءة والكتابة وندرسهم، لكن الآن بعد الحرب، تغير الوضع وأصبحنا جميعًا نعيش في المدرسة مع أطفالنا".


حصيلة استشهاد الطلاب وتدمير المدارس في أعقاب طوفان الأقصى

وأفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، عن وضع صعب يواجه نصف سكان رفح في جنوب قطاع غزة، حيث لا يجدون مأوى إلا في ملاجئ الوكالة. 

وأكدت وكالة الأونروا، على أن نحو 153 منشأة تابعة لها تعرضت للتدمير خلال الحرب على القطاع عقب طوفان الأقصى، مشيرة إلى تحول مدارسها إلى ملاجئ للمحتمين من القصف.

ومن جهة أخرى، كشفت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية عن أرقام مؤلمة حول تأثير العدوان الإسرائيلي على الطلاب، حيث أشارت إلى استشهاد 5260 طالبًا وإصابة 8985 آخرين منذ بدء العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية في أكتوبر.

وفي سياق متصل، تعرضت 286 مدرسة حكومية و65 تابعة للأونروا للقصف والتدمير في غزة، مما أسفر عن إتلاف 111 منها بشكل كامل، و40 تعرضت لأضرار بالغة، ويوجد نحو 620 ألف طالب في غزة لا يزالون محرومين من الالتحاق بمدارسهم، فضلًا عن معاناة الطلاب من صدمات نفسية وظروف صحية صعبة جراء الحرب الإسرائيلية.