أزهري: النصف من شعبان ليلة البراءة من الذنوب

صورة موضوعية
صورة موضوعية

قال الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن ليلة النصف من شعبان، أفضل ليلة عند الله سبحانه وتعالى بعد ليلة القدر، ولها أسماء عدة منها براءة لأن الله يكتب فيها براءة لعباده من النار، وليلة التكفير عن ذنوب العباد، وليلة عيد الملائكة.  

اقرأ أيضًا|دعاء ليلة النصف من شعبان

وأوضح أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، خلال حواره ببرنامج "البيت"، المذاع على فضائية "الناس"، اليوم الأربعاء: "5 ليال لا يرد فيهم الدعاء، أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة وليلة عيد الأضحى وليلة عيد الفطر".

وتابع: "ليلة النصف من شعبان تسمى ليلة المغفرة، ربنا بيغفر لكل عباده إلا اثنين هما المشرك والمشاحن الذى يخاصم الناس، وعلشان كده لازم نصفى قلوبنا ونسامح كل الناس ولا نشغل نفسنا إلا بالله حتى يتجلى علينا الله بالمغفرة".

تعد ليلة النصف من شعبان ليلة مباركة، ورد في ذكر فضلها عدد كبير من الأحاديث يعضد بعضها بعضًا ويرفعها إلى درجة الحسن والقوة، ومن الأحاديث الواردة في فضلها: حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ!»، فقُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ -وهو اسم قبيلة-» رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد واللفظ لابن ماجة.

يحرص المسلمون على صيام ليلة النصف من شعبان واستغلالها بالصلاة والدعاء لما لها من فضل وبركة،  تلاوة الدعاء وتخصيص ليلة النصف من شعبان به أمرٌ حسنٌ لا حرج فيه ولا منع؛ فذكر الله تعالى والثناء عليه والتوجه إليه بالدعاء كل ذلك مشروع؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ»، ثم قرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾. رواه الترمذي.

مع أنه لم يُحفَظ حديثٌ مرفوعٌ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدعاءٍ مخصوص في ليلة النصف من شعبان، إلا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ضرب للدعاء فيها أمثلة؛ فقال: «فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا، أَلا كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» رواه ابن ماجه من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه

هذه الأمثلة من الدعاء نجدها في الدعاء المشتهر بين الناس؛ فإنه قد اشتمل على المعاني الواردة فيها، وهو دعاءٌ مجربٌ بين العلماء والأولياء، ووردت بعض ألفاظه عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم؛ منهم عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما، وصيغته: "اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾، إِلَهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ".