المنتدى العالمي الثالث لثقافة السلام يناقش إشكاليات الفكر العربي الحديث والمعاصر

فاعليات المنتدى العالمي الثالث لثقافة السلام العادل
فاعليات المنتدى العالمي الثالث لثقافة السلام العادل

تناولت الجلسة الرابعة في المنتدى العالمي الثالث لثقافة السلام العادل "السلام والتنمية الثقافية"، وكان أول المتحدثين د. كارستين شويرب من مالطا، إذ ركز حديثه عن "جدلية التراث والتحديث من خلال تقديم تحليل للتوترات الرئيسية المتأصلة في العلاقة بين هذين التعبيرين عن الإنسانية؛ وسلط الضوء على السياق التاريخي للطرق المتنوعة التي قام بها الكتّاب والمؤرخون والنقاد بفهم هذه الديناميات.


وأكد د. زهير توفيق من الأردن أن إشكالية التراث والحداثة أو التحديث بصيغ مختلفة؛ كالأصالة والمعاصرة والأنا والآخر، أو الإسلام والغرب، تمثل أهم موضوعات الفكر العربي الحديث والمعاصر واشكالياته، أو فكر النهضة العربية والمشروع الحضاري العربي، ومصدر الإشكال ازدواجية الغرب - مصدر الحداثة - الذي واجه العرب بوجهين متناقضين: الحداثة والتحديث من جهة، والاستعمار والإمبريالية من جهة أخرى.

اقرأ أيضا :- الجلسة الأولى بالمنتدى العالمي الثالث للسلام تطالب بوقف الصراعات وتحقيق التنمية
إلى ذلك، تساءل د. عبدالرحمن طنكول، لماذا تعتبر الأندلس نموذجاً تاريخياً للتكامل الثقافي؟ مشددا على أن ما يهمنا هو معرفة ما إذا كان ما تمثله الأندلس حقًا نموذجًا للاندماج الفكري والثقافي بشكل عام، أكثر من أن تكون نموذجًا للتكامل الاجتماعي، حيث كانت اللغة العربية هي الأداة الأقوى التي جعلت التواصل وتبادل الأفكار وتحقيق حالة التفاهم بين المثقفين ممكنًا، مما أسهم بدوره في بناء ثقافة ذات مكانة لا مثيل لها خلال العصور الوسطى. علاوة على ذلك، كان من الممكن لجميع العلوم والمعارف التي جُمعت وتولدت في الأندلس أن تنتشر عبر أوروبا من خلال الترجمة، وهو ما أدى إلى تحقيق نهضة في الثقافة الأوروبية ومعها وصول مظاهر العصر الحديث إلى القارة العجوز.
وبين أن اعتبار مثقفي الأندلس مثالًا يمكن أن يساعدنا جميعًا على احترام بعضنا البعض، وفهم بعضنا البعض، ومكافحة الظلم الذي يحيط بالكثير من الناس الذين يعيشون في معاناة يومًا بعد يوم، كما أن اعتبار الأندلس مثالًا سيساعد الثقافة على أن تأخذ المكان الذي تحتله الآن، بكل أسف، القوة الغاشمة واللاعقلانية، وربما هذا هو الدرس الذي لم نتعلمه بعد.
في حين قال د. عبدالاله بلقزيز من المغرب، سأركز في حديثي على مسألة الدولة الوطنية في النطاقات النظرية (الفلسفة السياسية)، والتاريخية (التطور التراكمي)، والسياسية (الإمكان الواقعي والعوائق)، مضيفا تبلورت نظرية الدولة الحديثة في الفلسفة السياسية للقرنين الـ 17 والـ 18، في الفكر الأوروبي، ابتداء من فكرة العقد الاجتماعي التي قال بها فلاسفة التعاقد، هوبس، لوك، سبينوزا، روسو.