مشروع تجفيف الطماطم سوق جديد يتم فتحه فى دول الاتحاد الأوربى بدأ فى إيطاليا ومنها يسيرإلى فرنسا وأمتد إلى البرازيل وأمريكا فى الانتظار وفيه فائدة كبيرة للمزارع وفكرته بسيطة جدا عبارة عن إعداد مناشر عبارة عن "تندات" حديد بارتفاع متر من الأرض يتم تغطيتها بمادة معالجة للصدا ومقاومة للفطريات ولها مواصفات خاصة يتم من فوقها نشر الطماطم حيث يتم شق الطماطم الى نصفين وتزويدها بالملح وبعض المواد والمعالجات الأخرى منها كبريت طبى يتم رشه فوق الطماطم بمعدلات وحسابات معينه مقاومه الفطريات ويتم جمعها بعد ذلك فيما بين 5 إلى 11 يومًا حسب الطقس وسطوع الشمس.
تتكرر العملية بعد ذلك مرات ومرات وبالتالى يتم تشغيل عدد كبير من المواطنين في أعمال مفيده خاصه لها سوق في الخارج وسعرها مرتفع جدا وعليه طلب يشهد تزايد مستمر من عام الى آخر فهي بعيدة عن المواد الحافظة وعن أي ملوثات ولا تتدخل فيها الأيدي العاملة فى التصنيع حيث يمكن استخدامها صلصة أو سلطة أو في مجالات الطبخ الأخرى.
فى هذا التحقيق ننشر "الأخبار" بالكلمة والصورة تفاصيل هذا المشروع آملين ان يتم التوسع فيه على مستوى أكبر بحيث يكون أحد أهم روافد توفير العملة الصعبة خاصة وأن التعاملات فى هذا القطاع كلها تتم بالعملة الصعبة فإذا علمنا أن إسنا تزرع أكثر من 400 ألفدان من الطماطم المستغل منها للمشروع مابين 50 إلى 60 فدان فقط تنتج حوالى 200 طن جاف رغم أن يدر أرباحا هائلة والسؤال الذى يطرح نفسه هل يمكن أن تكون الطماطم أحد مووارد النقد الأجنبى فى مصر.
فى البداية يقول المهندس عبد الكريم دياب أحد مؤسسى مشروع تجفيف الطماطم بالأقصر مدير الجمعية الزراعية الأسبق بطفنيس بالأقصر أن المشروع ليس وليد الساعة وانما يرجع الى ما يزيد عن 10 سنوات وبالتحديد في عام 2009 حيث بدأنا مع مجموعة من الاتراك جاءوا الى قنا لتنفيذ مشروع خاص بتجفيف الطماطم بقياده الدكتورة يمنى الشريدي مؤسسة جمعية سيدات أعمال مصر والتي استضافتهم لهذا الغرض فكنا نقوم بجمع المحصول والذهاب به اليهم في قنا.
نقلنا التجربة في العام التالي وبالتحديد في عام 2010 إلى مدينة إسنا بعد أن وجدناها خطوات بسيطه في نفس الوقت الذي كانت فيه شركة يونيدو تقوم بتدريبنا على المشروع في اسنا ثم طورناها بنصيحة خبير إيطالى بأن جعل مناشر الطمماطم على مناضد "ترابيزات" يعلوها المشمع بعد أن كان المشمع يفرش على الأرض فى تجربة قنا.
كان السعر وقتها متدني تقريبا بمعنى ان سعر الطن يتكلف 10000 جنيه بعدها قامت الثورة في 2011 فبدانا نعتمد على انفسنا ناخد نحن كميات الطماطم ونعمل على تجفيفها وقمنا بتصميم محطة فرز وتعبئة بمساعدة هيئة المعونة الأمريكية تنهى بثلاجة لحفظ المنتج وتعبئته إلى ان يتم تصديره و بدأنا في الإنتاج بصورة جيدة ومتميزة وفتحنا أسواق في ايطاليا وبعدين اشتغلنا مع البرازيل ونحن الآن أمامن فرنسا وأمريكا بدانا نتوسع كمحافظه في المشروع بعد أن بدانا بخمسه طن وجاءت شركه مصر ايطاليا لتنتج معنا ووقعنا بروتوكول تعاون نحن نقوم بعمليه التجفيف وهم يقومون بالتصدير باسمهم الى اوروبا ومختلف دول العالم.
وتعتمد عملية التجفيف كما يقول المهندس عبد الكريم دياب على تعريض الطماطم لأشعة الشمس ورشها بالملح وماده صالحه للغذاء عبارة عن بنزوات صوديوم وهى مادة كبريت طبي بمعدل 10 جزء في المليون ويتم تجميع الطماطم بعد التجفيف وعرضها للشمس بمعدل من 9 إلى 12 يوم في الشتاء من بدايه التجفيف ومن خمسه إلى ست أيام في الصيف.
طماطم لحمية!
ويضيف لعل أحد أهم أسباب نجاح عملية التجفيف فى إختيار نوعية الطماطم وهى أن تكون طماطم تصنيعية لحمية وليست عصيرية ممتلئة بالماء والتي توفر جوده عاليه مثل زيرو14 البريفيو والبسيمو والبسمة هناك صنف جديد نجربه لأول مرة هذه الأيام اسمه البيون وكلها اصناف عاليه من الطماطم تتميز بوجود كميات من اللحم وقليله الماء.
بدأنا في توقيع بروتوكول زراعة تعاقدى مع المزارعين بحبث نوفر لهم البذور والمشاتل لعمل حضانات للبذرة فى المشتل وبعد الغمر نستمر في المتابعة لمدة 45 يوم في المشتل بعد ذلك يقوم المزارع بنقل الشتلات التي تم تحضينها إلى حقله ونحن معه حيث نقوم بعمل برنامج لمدة 15 يوم والتأكد من عدم رش اي مبيدات او اسمده ونبدا بالمنشطات الجذرية وغسيل الملوحة بالاضافة الى صرف المخصبات الزراعية التي تحوي الحديد والزنك والمنجنيز والمولوبيديا وغيرها من المخصبات الزراعية الطبيعية بحيث نتعامل مع الزرع كانه طفل رضيع حتى يشب وينتج على أكمل صوره كما نعطي للزرع مواد لغسيل الملوحة باعتبار ان بعض الأراضي يرتفع بها قيمة الملوحة كما نعطي له بعض المخصبات في صورة مخصبات جذرية وهي عبارة عن فيتامينات تنشط الجذر ويراعي في ذلك تطبيق البرنامج الاسترشادي من ري ورش وجمع المحصول ونقوم بمتابعته بصفة شبه اسبوعية بعد ذلك يتم جني المحصول ويصل المنتج الى المحطة يتم عمليه الوزن في البداية واخذ العينه لبيان مدى جودة الطماطم للتاكد من سلامتها.
حاويات مبردة
بعدذلك يتم نقل المحصول إلى المحطة فيتم فى البداية فرزه ثم غسله بعدها يتم تقطيع الطماطم وفرشها على المنشر تحت أشعة الشمس مع مراعاة رش الملح والكبريت وتركه مدة من 10 إلى 11 يوما فى الشتاء ومن 5 إلى 6 أيام صيفا وبعد ذلك يتم تجميعه وفرشه بقاعة الفرز مرة ثانية ثم تعبئته وشحنه فى حاويات مبردة لضمان سلامته إلى التصدير عبر موانىء بورسعيد والإسكندرية ودمياط ونستطيع أن نقول أن فدان الطماطم ينتج 20 طن طماطم فريش في المتوسط كل طن فريش يعطي 100 كيلو مجفف الطن الواحد ويرسو فى النهاية ما بين 80 الى 90 كيلو.
وعن طريقة إستخدام الطماطم المجففة يقول المهندس عبد الكريم أنها ترجع إلى ذوق المستخدم فالايطاليين عادة ياخذونها ويتم معالجتها في مصانعهم بعد إضافة زيت زيتون وبعد البهارات والنباتات العطرية الطبية ويتم تعبئته وتصديره الى مختلف دول العالم ومنها مصر فى صورة زيت طماطم معبا مجفف والجزء الاخر يقوم بعمله في معلبات مثل الكاتشب لاستخدامه على البيتزا والأجبان أما البرازيليون فيضيفون طريقة ثالثة وهى التخليل لتكون من فواتح الشهية.
استيراد منتجاتنا !!
كما أن الطماطم المجففه تزيد كثيرا عند غمرها في الماء والأمريكان يعشقون الطماطم المجففه ويستخدمونها لانها افضل بكثير من الصلصة المعلبة وتحتفظ بكل القيمة الغذائية والالياف الخاصة بالطماطم الاصلية الطازجة وللاسف السوق المصري لم تروج فيه الطماطم المجففة رغم ان بعض المحل التجارية الكبرى تستوردها من الخارج مثل كارفور والمولات الكبرى.
قلت ولماذا لايتم تصنيعها فى مصر وتصديرها مصنعة لإدخال العملات الصعبة قال المهندس عبد الكريم سهل جدا التصنيع فحدث ان إلتقيت بإحدى الشركات المصرية المستوردة في معرض"فود افريقيا "وعرضت عليهم ان اقوم بتصنيع هذه الطماطم التي يستوردونها واعدت عينه معتبره سلمتها لهم واعجبوا بها وعرضوا ان ننفذها سويا بوقوفي معهم مع مجموعه التشغيل الخاصه بهم ونجحت احسن من المستورده ويضيف أن إسنا تزرع اكثر من 400 الف فدان في اسنا نستخدم منها 50 الى 60 فدان للتجفيف وعندما تنتهي موسم الطماطم عندنا نحضر الطماطم من الفيوم وبني سويف.
إسنا وبس
قلت إذا كان عائد الطماطم المجففة كبير فلماذا لم يتم تجربة المشروع فى محافظات آخرى؟! فقال أن العائد كبير وكله بالعملة الصعبة ولقد قمنا بتجربة المشروع فى منطقه العشرة آلاف فدان في الاسكندرية وفي بني سويف والفيوم وكلها فشلت الاولى بسبب الرياح الدورانيه وبني سويف لا تصلح لوجود تيارات هوائية محملة بالاتربة والفيوم فشلت في العام الماضي بسبب ارتفاع نسبه الرطوبة التى تحول الثمار إلى اللون الأسود.
3 مناشر بالأقصر
قلت وهل يمكن ان نتوسع في هذا المشروع بحيث يوفر حاجه مصر من النقد الأجنبي قال بالتاكيد في كل منتجاتنا تدخل بالنقد الاجنبي فالأقصر نجحت فى فى هذا المشروع ولدينا أكثر من منشر فمدينة إسنا تنتج 200 طن جاف وحدها بخلاف منشر في مدينة القرنه ومنشر بنجع ابو دغار في ارمنت وأضاف كل ما نحتاجه هو راس المال فقط فلو توسعنا في إعداد مناشر جديده في جو الاقصر فائق الروعة ممكن ان ننتج اكثر من ألف أو ألفى طن اذا وجد راس المال الأمل كبير في القطاع الخاص ان يتوسع في هذه المشروعات وهي فرصه طيبه للشباب الباحث عن الوظيفه بحيث يستفيد هو وتستفيد الدوله من عائد النقد الاجنبي.
وكم يتكلف مثل هذا المشروع ما هي ادواته هي تحتاج ما بين ما بين 200 الى 300 الف جنيه لعمل المنشر وهذا بالتاكيد مرتفع بالنسبه للشباب ويمكن لمجموعه من الشباب ان تشترك معا لتدبير النفقات وحينها سيكون الدخل مرتفع جدا.
فرص عمل للشباب
أما العمدة إبراهيم عامر أحد كبار المزارعين بإسنا فيقول أن صناعة الطماطم المجففة واحدة من أهم الصناعات التى لها أثر كبير فى إيجاد فرص عمل للشباب من الجنسين إلى أن إعداد حاوية واحدة زنة 15 طنا من الطماطم المجففة يعادل حوالى 400 يوم عمل هذا بالتأكيد يساهم فى حل مشكلة البطالة وزيادة الدخل للمواطن كما أن لهذه الصناعة أثر كبير فى حل مشكلة الفاقد فى محصول الطماطم، وكذلك زيادة الدخل من النقد الأجنبى ومضاعفة دخول المزارعين ويسعى مشروع مبادرة التجارة الخضراء بالتعاون مع كل الشركاء إلى تشجيع الزراعات التعاقدية المتعلقة بهذا المجال
مناشر داخل البيوت
قلت وهل هناك منازل تقوم بعمل تجفيف للطماطم داخلها قال قال هذه الفكره كنت انوى تعميمها فى العام الماضى من خلال الجمعيات الاهليه حيث يساعدها فى توفير فرص عماله و ايجاد مصدر للدخل من خلال التعاقد معها ومدها بالمناشر بحيث نورد لها كل اسبوع 10 او 20 كيلو طماطم حسب مساحه مساحه المنزل او السطح الذي يتم فيه التجفيف اقوم الطماطم والملح وبعد اسبوع نقوم بجمع الطماطم المجففه ووزنها بالكيلو واعدادها في علب مخصصه لذلك ثم نقوم بتوريدها الى الخارج وبالتالي يتحقق ربح وفير الى السيده المعيله دون بذل اي مجهود وتحقيق ربح عالى الثمن.
