تحت ظل خطر الاجتياح..نازحو رفح يتجهون إلى الشمال بحثًا عن مأوى آمن

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بعدما انتقل أهالي غزة النازحين إلى مدينة رفح أقصى جنوب القطاع لاجئين إليها باعتبارها ملاذًا آمنًا، ورغم أن الجيش الإسرائيلي أشار إلى أمان المنطقة، إلا أن هذا الأمان تبدد عندما لوحت سلطات الاحتلال بإمكانية اجتياح المدينة، فبدأ الكثير من العائلات يعيشون مرة أخرى تحت وطأة صراع البحث عن مأوى في رحلة نزوح جديدة مؤلمة، نحو طريق مجهول يتخبطون فيه بحثا عن مكان آمن فقط.

تزايدت مخاوف النازحين في جنوب القطاع برفح، خاصةً في ظل خطر احتمالية اجتياح إسرائيلي، حتى بات العديد من النازحين برفح يفككون خيامهم ويحزمون امتعتهم مجددًا، استعدادًا لرحيلهم نحو وجهة غير معروفة سواء إلى مناطق الشمال أو وسط القطاع أو حتى مناطق الجنوب الأخرى. 

وانطلقت العديد من العائلات في سيارات مكتظة بالنازحين أو يتجهون مشيا على الأقدام شمالًا، بحثًا عن مأوى آمن يحميهم من نيران القصف الإسرائيلي والدبابات، ويتساءل النازحون الذين يبلغ عددهم نحو مليون و300 ألف نازح في رفح، عن المكان الذي سيأويهم بعد تهديد إسرائيلي باجتياح رفح.

اقرأ أيضا: ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 29195 منذ بدء الحرب 


«مأساة النزوح المستمرة للغزيين للنجاة بأرواحهم»

وأعربت إحدى النازحات في مدينة رفح جنوب غزة، تدعى شادية الفزا، عن قلقها إزاء تهديد سلطات الاحتلال باجتياح، قائلة: "وين بدنا نروح؟ الخيم التي ناوي فيها هنا مصنوعة من النايلون، يعني إذا جاتنا أي رصاصة أو قنبلة إضاءة من الاحتلال، سوف تحترق كل الخيم، ونحن لا نعلم إلى أين نتوجه الآن".

ومن ناحية أخرى، قال النازح جابر قشطه، الذي نزح من خان يونس إلى رفح خلال حرب غزة: "الاحتلال بيقول إن رفح بدهم يدخلوا عليها، مش عارفين إيش بدنا نسوي، من الممكن أن نعود إلى خان يونس أو نبحث عن منطقة أخرى، لا ندري ماذا نفعل في هذا الوضع المأساوي"، وذلك حسبما أفادت به "العريبة" الإخبارية.

وفي ذات السياق، ألقت إحدى النازحات في رفح تعليقًا على الوضع الراهن، قائلة: "جئنا إلى هنا على أمل أن تكون رفح منطقة آمنة وخالية من الخطر، ولكن الواقع أننا نتعرض للقصف كل يوم، ويسقط العديد من الشهداء، والآن، إلى أين نتوجه؟ لا يوجد مكان آمن في هذا القطاع".

وعقب عملية طوفان الأقصى، ومنذ بداية العدوان على غزة، أثار القصف الإسرائيلي العنيف مخاوف السكان وأجبر العديد منهم على التوجه إلى مناطق أخرى في محاولة للنجاة من الخطر المحدق بحياتهم.

والآن وبعد أكثر من أربعة أشهر على حرب غزة، يضطر الكثير من الغزيين الاستمرار في خوض رحلات النزوح، حيث يتنقلون بين منطقة وأخرى بحثًا عن مكان آمن في أرض غزة المحاصرة.

وبعدما امتدت رحلة النزوح من الشمال إلى الجنوب خلال الأشهر الماضية من الحرب على غزة، أصبح يعاود الكثير من أهالي القطاع رحلتهم مرة أخرى، دون أن يجدوا مأوى ثابتًا في وسط قطاع غزة، بين ترحالهم في مدن وأحياء القطاع، للنجاة بأرواحهم.

ومع كل رحلة نزوح جديدة، يتساءل الكثيرون من النازحين الغزيين بحيرة وألم حاملين على أكتافهم آلام الفقد والدمار، بعدما فقدوا أحبائهم، وشهدوا تدمير منازلهم واحيائهم، وانقلبت حياتهم رأسًا على عقب،.. سؤال مازالت إجابته ضائعة في أفق الظلام وسط الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع بأكمله "وين بدنا نروح؟؟".