24 غرزة فى الرأس واستئصال الطحال .. عاطل يطعن طالب ثانوى أمام المارة

الضحية
الضحية

الإسكندرية:‭ ‬محمد‭ ‬مجلى

أحلام كثيرة كان يمُن النفس بها لأن تتحقق فسعى من أجلها لكنها تحطمت بعد أن تفاجأ بسهام الغدر تنال منه وتهدم أحلامه وتحطمه قبل أن يبدأ فى تحقيقها الحلم تلو الأخر، ليبدأ مواجهة مصيره، مجبراً على التخلي عن تلك الأحلام والتعايش مع الأمر الواقع، تلك كانت كلمات تتعلق بحياة طالب مازال فى المرحلة الثانوية ويأمل فى الحصول على شهادة الثانوية العامة بعد بضعة أشهر معدودة نحو تحقيق أحلامه إلا أنه فوجئ بشخص يكبره بنحو 15 سنة تقريباً يتعدى عليه ويطعنه ويتسبب فى إلحاق إصابة تسببت له في استئصال الطحال بعد التعدي عليه بسلاح أبيض مزق أمعائه وحرمه من تحقيق حلمه.

اقرأ  أيضا : استكمال محاكمة المتهمين بقتل شاب بفاقوس.. اليوم

في أحد شوارع عروس البحر الأبيض المتوسط وتحديداً بمنطقة العصافرة شرق محافظة الإسكندرية، تعرض الطالب مصطفى؛ الذي يدرس بالشهادة الثانوية، الى الاعتداء على يد شخص عاطل بسلاح أبيض بعدما تم التضييق على المجني عليه أثناء قيادته دراجة نارية لشراء مستلزمات دراسية وكتب مدرسية لكنه لم يتمكن من شرائها؛ اذ غرق في دمائه وجرى نقله إلى المستشفى ليتلقى الرعاية الطبية بسبب تدهور حالته الصحية.

وباتت قصة مصطفى طالب الثانوية العامة، صاحب الـ 18 عامًا من عمره، واحدة من القصص الهامة التي احتلت محركات البحث بسبب شهرته بين أقرانه و أصدقائه وأساتذته حزنًا على ما تعرض له من اعتداء كاد أن ينهي حياته؛ اذ كان يسير على دراجة بخارية رفقة أحد أقاربه والثاني كان أحد أصدقائه، فكسر عليه شاب بسيارته وحينما اعترضه ترك سيارته واخرج سلاح أبيض مطواة من بين طيات ملابسه وسدد لمصطفى طعنات كادت تنهي حياته لكنها تسببت فى الحاق اصابات خطيرة به ربما تعيقه عن تحقيق الكثير من أحلامه التي كان يأمل فى تحقيقها.

لعبة كرة القدم وحارس مرمى، والإلتحاق باحدى كليات القمة واحدة من بين أحلام كثيرة تبخرت بعد حادث الإعتداء التي تعرض له مصطفى، اذ ظل يردد لوالدته أثناء مكوسه على فراش المرض وبين جنبات المستشفى مردداً عبارات بدموع عينيه: “مستقبلي ضاع يا ماما.. حياتي راحت انتهت خلاص” وسط حالة من البكاء استدعت تدخل كثير من الأطباء بتخصصات مختلفة بسبب عدم قدرته على تمالك أعصابه وانهياره عصبياً.

في منزل الطالب

ذهبت «أخبار الحوادث» إلى منزل الطالب مصطفى والتقينا بوالدته وشقيقه عبدالله، وسط حالة من الحزن الشديد غلبت عليهم ليرويان لنا تفاصيل الواقعة التي تعرض لها، تقول الام والحزن يملأ وجهها: يوم الواقعة تلقيت اتصالا هاتفيا من نجلي الأكبر عبد الله، طالب بكلية الحقوق، قال لي وهو يبكي: «مصطفى مش هيروح البيت النهاردة يا ماما، قبل أن يجهش بالبكاء ويخبرها بتعرض نجلها الأصغر مصطفى للطعن على يد عاطل في الشارع بسبب أولوية المرور».

وتدخل الأم في حالة من البكاء الشديد قبل أن تواصل حديثها قائلة: «مصطفى وعبدالله ولادي هما اللى طلعت بيهم من الدنيا وما عنديش غيرهم بعد أن تركهم والدهم ورحل عن دنيانا منذ عام تقريباً»، مضيفة: « تحملت المسؤولية وحدي كنت لهم الاب والام، علمت ولادي وكبرتهم وبعد وفاة والدهم كانا خير سند وعون لي، موضحة ان ولديها دائما كتف بكتف يحبان ويخافان على بعض، قمت بشراء دراجة بخارية يعمل عليها عبدالله إلى جانب دراسته لمساعدة أنفسهم ومساعدتي على أعباء الحياة واستغلها فى العمل لتوصيل الطلبات».

وتواصل الأم كلامها، قائلة: مصطفى كان محتاج يشتري بعض المستلزمات الدراسية والكتب، طلب من شقيقه الحصول على الدراجة البخارية للعمل والحصول على يومية تمكنه من شراء هذه الكتب والملازم، على الفور لبى شقيقه طلبه وسلمه المفتاح، فخرج مصطفى للعمل وأثناء العودة التقى نجل خاله وأحد أصدقائه وركبا معه الدراجة  وأثناء مرورهم بأحد الشوارع فوجئ بسيارة تصدمه من الخلف، فوجه ابني له اللوم، إلا أنه سائق السيارة تلفظ بألفاظ صعبة نالت منه فكان رد مصطفى عليه: «يعنى انت غلطان ومش عاجبك» وعقب ذلك نزل المتهم من سيارته وتوجه إلى مصطفى وفاجأه بسلاح أبيض اخرجه من طيات ملابسه وسدد له طعنات متفرقة ليسقط مصطفى غارقاً في دمائه وسط اندهاش المارة في الشارع. 

 وأضافت الام: انها تلقت اتصالا هاتفيا من نجلها الأكبر علمت خلاله بما تعرض له مصطفى، مشيرة إلى أنه كان غارقا في دمائه؛ اذ أنها توجهت إلى المستشفى بعد حادث الطعن الذي تعرض له وسط محاولات مضنية من الأطباء لإنقاذه، موضحة أن التقرير الطبي كشف؛ تلقيه طعنة في الرأس من الخلف استلزمت معها خياطة الرأس بـ 24 غرزة، بالإضافة إلى تعرضه إلى طعن في البطن ما تسبب في استئصال الطحال وقطع الشريان الرئوي والحجاب الحاجز، كما تسبب في انكماش الرئة بسبب دخول هواء بها.

وأوضحت؛ أن نجلها يرقد بين الحياة والموت داخل العناية المركزة بالمستشفى، مطالبة بالقصاص لنجلها من المتهم الذي تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض عليه، قائلة: ما الذي فعله ابني ليكون مصيره هو تدمير حياته، مشيرة أنها في حالة حزن لانه لن يتمكن من ممارسة لعب كرة القدم أو الإلتحاق بالكلية التي يرغب فيها كما أنه سيحرم من ممارسة حياته بصورة طبيعية، لافتة أن مصطفى يتمتع بأخلاق عالية وحب كبير من جانب الناس سواء فى الحي الذي يسكنه أو بين أصدقائه أو بين أساتذته.

وقال عبدالله شقيق مصطفى المجني عليه: أخويا مصطفى مش بتاع مشاكل ولا أعرف سر الواقعة المؤلمة التي تعرض لها في ظل تمتعه بالأخلاق العالية كونه معروف بين الأهالي بعدم افتعال أي مشكلات، مشيراً إلى أن المتهم الذي تعدى عليه ليس علاقة بمصطفى ولا يعرفه حيث طعنه بسلاح أبيض وكاد أن ينهي حياته.

وأضاف مصطفى؛ كان يحلم بأن يكون لاعب كرة قدم في مركز حراسة المرمى، كما أن حلم أن يلتحق باحدى الكليات العسكرية، لكن هذا المتهم حضر للتعدي بكل وحشية على مصطفى وقضى على أحلامه لكننا واثقين فى أنه سيحصل على حقه بحكم القضاء.

بلاغ

بدأت الواقعة بتلقى اللواء خالد البروي، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الإسكندرية، اخطاراً من قسم شرطة المنتزه ثاني، يفيد بورود بلاغ من احدى المستشفيات يفيد بوصول الطالب مصطفى مصاب بطعنات متفرقة فى الرأس والبطن وبمناطق متفرقة من جسده واستدعت حالته التدخل الجراحي.

على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية ورجال مباحث قسم شرطة المنتزه إلى موقع الحادث التي كثفت من جهودها مستخدمة التقنيات الحديثة وتتبع كاميرات المراقبة من أجل التوصل للمتهم وتحديد هويته؛ حيث تم القاء القبض عليها وعرضه على النيابة العامة للتحقيق معه فيما هو منسوب إليه وسماع أقوال شهود عيان الواقعة وسماع أقوال المجني عليه واستجواب المتهم التي قررت النيابة حبسه، وطلب تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة، بالإضافة إلى طلب التقرير الطبي عن حالة الطالب المجنى عليه واتخاذ اللازم قانونًا. 

 


 

;