اليونيسف تحذر من تفاقم أزمة سوء التغذية بين الأطفال والنساء في غزة

اليونيسف
اليونيسف

 حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن الارتفاع الحاد في سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات، يشكل تهديدا خطيرا على صحتهم مع استمرار الحرب المدمرة في قطاع غزة.

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، ذكرت اليونيسف أنه بعد عشرين أسبوعا من الصراع والدمار المتواصل، أصبح الغذاء والمياه الصالحة للشرب عملة نادرة للغاية في قطاع غزة، فيما تنتشر الأمراض؛ ما يعرض تغذية النساء والأطفال ومناعتهم للخطر ويؤدي إلى ارتفاع شديد في سوء التغذية الحاد.

اقرأ أيضا: «اليونيسف»: لا مكان آمن بغزة.. والمساعدات الإنسانية يصعب وصولها

وأشارت اليونيسف إلى أن طفلاً من بين كل ستة أطفال دون سن الثانية يعاني من سوء التغذية الحاد في شمال غزة، حيث انقطعت المساعدات بشكل شبه كامل منذ أسابيع، وأنه حتى في رفح، حيث كانت المساعدات متاحة بشكل أكبر، فإن خمسة في المئة من الأطفال في نفس الفئة العمرية يواجهون نفس المعاناة. 

وقال نائب المدير التنفيذي لليونيسف "تيد شيبان"، "إن غزة على وشك أن تشهد انفجاراً في وفيات الأطفال التي يمكن تفاديها؛ الأمر الذي من شأنه أن يضاعف مستوى وفيات الأطفال الذي لا يطاق بالفعل". 
وذكّر بأن اليونيسف حذرت من أن القطاع "على شفا أزمة تغذية"، وحذر من أنه إذا لم ينته الصراع الآن؛ فسيستمر تدهور تغذية الأطفال، مما يؤدي إلى وفيات يمكن الوقاية منها أو مشاكل صحية ستؤثر على أطفال غزة مدى الحياة ولها عواقب محتملة عبر الأجيال".

وأكدت اليونيسف أن التدهور في الوضع الغذائي لسكان غزة "غير مسبوق على مستوى العالم"، حيث إن 95 في المئة من الأسر تحد من وجباتها وأحجامها، و64 في المئة يتناولون وجبة واحدة فقط في اليوم، بالإضافة إلى ذلك، أفادت أكثر من 95 في المئة من الأسر بأنها تحد من كمية الطعام التي يتلقاها البالغون من أجل ضمان حصول الأطفال الصغار على طعام يأكلونه.

وقالت مساعدة المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي "فاليري جوارنييري"، إن الارتفاع الحاد في معدلات سوء التغذية في غزة "خطير ويمكن الوقاية منه بالكامل"، مشددة على الحاجة إلى تحسينات حاسمة في الأمن ووصول المساعدات الإنسانية، وزيادة عدد المعابر لدخول المساعدات إلى غزة وضمان حصول النساء والأطفال على الأطعمة الصحية والمياه النظيفة والخدمات الصحية والتغذوية.

وذكر تقرير أن ما لا يقل عن 90 في المئة من الأطفال دون سن الخامسة في غزة مصابون بأمراض معدية، وأن 70 في المئة أصيبوا بالإسهال في الأسبوعين الماضيين، أي بزيادة قدرها 23 ضعفاً مقارنة بعام 2022.
بدوره، قال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية الدكتور "مايك رايان": " إن الجوع والمرض مزيج قاتل، الأطفال الجائعون والضعفاء والمصابون بصدمات نفسية أكثر عرضة للإصابة بالمرض، ولا يستطيع الأطفال المرضى، خاصة المصابين بالإسهال، امتصاص العناصر الغذائية بشكل جيد.. إنه أمر خطير ومأساوي ويحدث أمام أعيننا".

ودعت اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية إلى توفير وصول آمن ودون عوائق ومستدام لتقديم المساعدة الإنسانية متعددة القطاعات بشكل عاجل في جميع أنحاء قطاع غزة، وشددوا على ضرورة حماية المستشفيات والعاملين الصحيين من الهجمات حتى يتمكنوا من تقديم العلاج والرعاية الحرجة بأمان، كما أشارت إلى أن وقف إطلاق نار إنساني وفوري لا يزال يوفر أفضل فرصة لإنقاذ الأرواح وإنهاء المعاناة.