مواجهة خاصة.. سمر تواجه الكوارث الطبيعية بـ«لعبة الزومبي»

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كثرة الكوارث الطبيعية فى كثير من البلدان جعلتها تريد أن تكون جزءا مؤثرا فى مواجهة هذه الكوارث وخاصة لجيل الناشئين فخطر على بالها أن توعى الأطفال بالطريقة المحببة والمقربة إلى قلبهم وهو اللعب بمواجهة الأعداء وحماية نفسهم والتخلص منهم بـ «لعبة الزومبي».

هى سمر المؤذن أحد مؤسسى فريق تانيس الحاصل على المركز الأول فى مسابقة كلايماثون الدولية على مستوى الإسكندرية، حاصلة على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية وماجستير مهنى فى علم اجتماع الجريمة، سمر وردت إليها الفكرة أثناء مراقبة الأطفال قبل بدء ورشة «Green Step» لنشر مبادئ التنمية المستدامة وأهميتها للحفاظ على الكوكب بين الأطفال وخاصة أن كثيرا من الأطفال يتحدثون عن لعبة إلكترونية عن هجوم الزومبى وكيفية التخلص منهم، فقررت أن تدخلهم تجربة الواقع ومواجهة خطر هجوم الزومبى والحصول على مكان آمن والقدرة على التعايش فى بيئة محيطة لخطر الكوارث الطبيعية، ولصغر سن الأطفال من الصعب أن تتحدث معهم عن حدوث كارثة طبيعية وكيفية التعامل معها وخاصة شعورهم بالخوف عندما يشاهدونها فى البلدان الأخرى وذلك يزرع بداخلهم الهيبة والخوف واعتقادهم أنهم أطفال لا يعرفون التعامل مع هذه الكوارث، ولكن من السهل أن تعرض عليهم اللعب والمرح فى هجوم زومبى لأنهم دائما تعودوا أن هجوم الزومبى مجرد لعبة.

اقرأ أيضاً | فيبي فرج الروائية بائعة القهوة: «اللي واثق في نفسه صعب حد ينافسه»

وكانت التجربة عبارة عن ﺒﺪاية يوم ﻋﺎدى ثم تم بالتدريج تقليل الإﺿﺎءة مع تشغيل فيديو عن كيفية بدء هجوم الزومبى واستخدام ﻣﺆﺛﺮات ﺻﻮتية وﺣﺮكية ﺗﺨﺺ اﻟﺰومبى مستخدمين فيديو من أحد الأفلام الأجنبية الذى تدور قصته عن مواجهة الزومبى وحماية النفس بأكبر قدر مستطاع.

وتم اختيار هذا الفيديو لأنه يبدأ بأسرة تستمتع بوقتها ثم يحدث هجوم الزومبى وهم فى السيارة وتبدأ الفوضى والذعر ينتشر بين الناس ولكن هذه الأسرة حافظت على هدوئها لذلك استطاعوا أن ينجوا ويصلوا إلى مكان آمن  ويظهر الفيديو أيضا كيف كان الأب والأم يقومان بتهدئة اطفالهما واتباع الأسرة لخطة النجاة، وكانت المؤثرات الصوتية المستخدمة عبارة عن صوت للزومبى وموسيقى أحد الأفلام الأجنبية.



وبعد انتهاء الأطفال من مشاهدة الفيديو أبلغنا النشء بوجود ﻫﺠﻮم زوﻣبى وﻣﻄﻠﻮب منهم  خطة لحماية أنفسهم والنجاة ﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺰومبى، وكان رد فعل الأطفال إيجابيا، حيث قام أحد أفراد التيم بتقمص شخصية الزومبى وعمل هجوم على الأولاد، والهجوم عبارة عن لاصق استيكر على كتف الأولاد.

فى البداية كان الأطفال متحمسين للغاية وقبل تشغيل الفيديو طلب منهم حماية الأشياء التى لها قيمة عندهم وأن ينتبهوا جيدا لأى شىء يحدث وعدم الهجوم على الزومبى فقط لحماية أنفسهم فى المقام الأول، ثم بدأ البعض يظهر عليه التوتر والقلق وزاد التوتر بعد انتهاء الفيديو وبدأ تشغيل المؤثرات الصوتية وتم تبليغهم  بهجوم الزومبى ومطلوب منهم خطة يحموا بيها انفسهم وتذكرهم بأنه ممنوع الهجوم على الزومبى، فأغلبهم تملك منه التوتر و الخوف  ولكن قال أحدهم بالتريث وجعلهم يحتمون تحت الطاولة وبدأ الجميع الاختباء والاحتماء ولكن مع دخول الزومبى وعثوره عليهم بدأ الخوف يتملكهم، وعندما هجم الزومبى على أحدهم قام البعض بالتعاون والدفاع عن زميلتهم والبعض الآخر قرر الاختباء فى مكان آخر وبذلك تنتهى التجربة دون حدوث أى ضرر بل حمايتهم فقط وكان متوقعا  وضع خطط عديدة لمواجهة الزومبى وقد ينقسمون إلى مجموعتين أو أكثر.

وعلى عكس المتوقع تعامل النشء بجدية مع التجربة خصوصا بعد مشاهدة الفيديو ومن الأشياء الإيجابية أنهم أصروا على البقاء مع بعضهم وألا يفترقوا وأن يتبعوا جميعا خطة الاختباء ما دام هذا المكان آمنا لهم، بالرغم من التنبيه على عدم مواجهة الزومبى أو الهجوم عليه إلا عندما حدث هجوم على أحدهم قرروا الدفاع عنه وحمايته.

بعد انتهاء التجربة عبر كل المشاركين عن توترهم وخوفهم الذى منعهم من وضع الخطة المطلوبة بالرغم من معرفتهم بأشياء كثيرة عن التصدى لهجوم الزومبى.

كما قام الفريق بتوضيح مفهوم الأزمة وكيفية التعامل معها وأهمية عدم الذعر وعدم نشره فى مثل هذا المواقف، وأيضا عن تنبيهات المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية «سى دى سى» (CDC) حول تعلقهم على خوف الناس من الزومبى.

وفى النهاية اختتمت المؤذن بشكر الدكتورة ندى عبد العزيز لمراجعتها على التجربة ومكتبة الإسكندرية على إتاحة الفرصة لنا لتنفيذ التجربة الاجتماعية «تهيأ لهجوم الزومبى» وتوضح للجميع أنها تسعى كفريق تانيس لنشر الوعى البيئى وتعديل السلوك تجاه البيئة وعلى استعداد للتعاون مع أى جهة.