«الأسيوطية» مقامة للكاتب حامد أبو المجد

الكاتب حامد أبو المجد
الكاتب حامد أبو المجد

 

أخبرنا المرشد أنه نزل عند أهله بديروط ، وكان خدوما لكن بشروط ، قد أخذت الشمس من بشرته فاستتر منها بعمامته ، وامتد شاربه بطول فمه ، واستطالت لحيته لتصل ما بين صدره وفمه  يرتدي جلبابا واسعـا ، يريحه ساجـدا وراكعا ، لا يعـوق خطوته ولا يُعـثر مشيته ، ولا يكتم حرارته ، يحفظ له انتسابه للجنوب  ، ويشهد بأنه على عاداتهم مغلوب ، يسعى خلال الطريق بالسلام ، فهذا بالأحضان وذاك بالابتسام ، حتى سمع من يناديه بالسوق ، وحال بينهما سيارة نقل بها  خراف ونوق ، فإذا به صابر بن مقهـور ، يتبعه شيخ مغـمور ، يتمتم بأيات وتسابيح ، ولكن نظراته لا تريح ، فبعينيه جحوظ ملحوظ ، وسلوكه ينم عن فظوظ ، اكتفى بالسلام دون اليد ، ونظر للمرشد كأنه ذو ميد ، فأثَّر في نفسه سلوكه ، واستدار لصابر والريبة من الشيخ تلوكه.

فقال له: حللت بديروط أهلا، ونزلت بها سهلا، لابد من قراك، وعليك ألا ترد من دعاك. فرد صابر قائلا – وهو على المرشد مائلا - : الحمد لله أننا وجدناك ، وساقنا القدر للقاك ، فقد أتينا لخير مدفون ، لا يناله إلا الخيّرون ، ولك فيه نصيب مقسوم ، وحق في الرزق معلوم ، إذا صدقتنا القول فيمن استدعونا ، وهل هم ذوو نوايا ميمونة ، فرد عليه : من دعاكم يتولاكم ، ومن تولاكم يرعاكم ، وإن كنتم في ريبة حميناكم ، حتى تعودوا لأهليكم ودنياكم ، فقال صابر : لذا حالفنا التوفيق في رؤياكم ، فهذا عهدنا بكم منذ عرفناكم . فانطلق بنا حيث الغزايلة وقبل ذلك تخبرنا عن أهل المروءة فيهم والعيلة ، ومن منهم ذو نفوذ حتي نحتمي به ونلوذ ، إذا استحكمت الأهواء ، وطغت الطبائع والأدواء ، فرد قائلا : علينا بالحج حسين الغزايلي كبيرهم ونائب الدائرة وأبرهم ، لا تبرح الضيوف داره ، ولا تألف الجرائر إلا دواره ، يتحمل الديات من يساره ، ولا تعرف يمينه ما تفعل يساره ، ولكن هل يعلم بقدومكم ، ومَنْ من الغزايلة  دعاكم ؟ فرد صابر : طلب مني السيد الحسيني شيخ خبير ، لأرض عندهم بها خير كثير ، فأخبرت شيخنا بالأمر ، فاستجاب على أن يكشف ما بهم من ضر، لأن الخير لا يخرج لأهل الشرور، وعليهم الدوائر تدور ، فالجان تعلم أحوال النفوس ، فتألف نفوسا وتطردهم نفوس . فقال المرشد – ملتفتا للشيخ - :

يا مدع الغـيب للغـيب إلـــه أأنت شريك له فيما ادّعاه؟

كم مدع الغيب أضل أقواما فهلا أظهرت لنا ما أخفاه؟

 فنظر إليه الشيخ ساخرا ، ورد عليه قائلا : إن كنت لا تؤمن بوجود الأولياء ؛ فقد كفرت بما أنزل على سيد الأنبياء ، وأنكرت كرامات الأصفياء ، فما حاجة الكليم إلي الخضر العليم !؟ ولِمَ طلب الحكيم من الجن عرش بلقيس العظيم ؟ فهو عَالَمٌ موجود ، وله دلائل وشهود ، وأمراض ليس لنا بها عهود ؛ فما حيلة الطب في صحيح البدن ؟ وكيف رأى الفاروق من كان في الشام أو عدن ؟

فرد المرشد - مستغربا من ثقته ، وعنّفه معــبرا عن مقـته - أتجعل نفسك في مصاف الأنبياء و الأولياء ، فتلك كرامات جعلها لعباده الأتقياء ، فما حقيقة تقواك ؟ وكيف زينت نفسك وهواك أن تكون كسليمان – عليه السلام- ، وهو البشري الوحيد الذي أُمِر بطاعته الجان ، ولا طاعة من الجان لإنسان إلا بإذن الرحمن ، أم عندك دليل وبرهان يخالف ما قلت لك يا جهبذ الجان ؟

فقال الشيخ : ألمح منك استهـــزاء ، وأنت مؤهل على المراء ، فإن شئت اخبــــرتك بسيرتك وأطلعـتك على سريرتك ، فأنت بين أخـواتك غير شقيق ، وهم ذوو يسار وأنت وريث الضيق ، فقد حرموك إرث إبيك  ، لغرابة دمك وضعـف ذويك ، ولك من البنين : فتاة وصغير شقيق ، أصاب من العمر تسع سنوات وحُرم السعي والخطوات ، لما أصابه من مس وعمل بنهير قرب بيتك قد اندس ، قام به عرق من رحِمك ، كانت في حاجة لوصالك وقربك . فإن وفـقنا المولى فيما قدمنا إليه ، سأتولى فك ما تم تدبيره فيه .

فتعجب صابر من قدرة الشيخ وتاه ، أمام انفراج فم المرشد وانزواء حاجباه ، وأدرك قوة الشيخ وتأثيره فيه ، وقطع الصمت بقوله : لنذهب إلى ما جئنا إليه ، فدعاهم المرشد لسيارته وانطلق وفي خياله الشيخ وقدرته ، يمني النفس بشفاء ولده ، ويريد معرفة مَنْ دبر لكيده ؟، وسرح بخاطره في خاله وبناته ، وما كان بينه وبينهن في جلساته ، أم بنات عماته وخالاته أم قد تكون بنت عمه " شفعات " ؛ فقد شاركته من الصبا فترات ، وكانت تأوي إليه في غرفته وتسأله كثيرا عن حبيبته ، فكان يتهرب منها بالمجاملة ، وربما كرهت منه هذه المعاملة ، فلما مال عن أرحامه ، فاستعانت بالجن على ولده إرزامه  ، فمرارة الانتقام في الولد أشفى للمنتقم من المال والجسد .

 وقطع أفكاره الشيخ يقول ، لا تسيئ الظن بشفعات ، فقد وَطئِتَ مؤخرتها فترات ، فقاطعه ما هذه الخرافات ؟ فرد : يوم عدت من حصد القصب ، وقد أصابك النصب ، وكانت تنظم غرفتك قبل الاستذكار ، وبعدما خلت من الأصوات الدار، حاك في صدرك فيها وطر ، وقرأت في عينيك ما خطر ، فخشيت افتضاح أمرها ، فطلبت ألا تفض ختامها ، فأنت ابن عمها وحصنها ، وإن كنت لا محالة فاعل فأتيها من دبرها ، ففعلت فقضيت حاجتك وحفظت فرجها .

فصمت وهو يحدق في وجه الشيخ ، وصابر لما يسرد مصيخ ، فتأذى من إذاعة تلك الأمور أمامه ، والمرء لا يحب إعلان مذامه ، فقال الشيخ : لا عليك مما قلت ، ولكني أقنعـتك وأثبت ، فسكت وساد الصمت ، فتأكد الشيخ من ولائه ، وأتاه السحاب بروائه ، فلم يشأ أن يزيد ، ونظر نظرة ذات مغــزى إلى صابر السعيد ، الذي سأل المرشد عما بقى من وقت للوصول ، وهل السيد الحسيني  عنده ما يقول ؟ فقال المرشد: هـم أهل ثراء غير مبرر، وجاه في عائلة واحدة لا يتكرر، ولا أحد يرغب عن الزيادة، بل يرغب في الاستفادة .

وصلت السيارة بعد الاتصال بالسيد الحسيني، وكان منظره يضنيني، فقد بلغ من العمر أرذله، وغادره سِنه وأذله، فبدت بظواهر الجلد تجاعيد، والدهر يفني ويبيد، عليه جلباب فضفاض فبادر بالترحـيب وأفاض وأجلسنا حيث اراد، على حـصيرة من الخــوص، يتوسطها طبلية قــوص، اصطف عليها فطائر صعـيدية شهية، وأقراص عيش شمسية، وأطباق جبـن وعسل، وفجل وبصل، ودعانا لتناول الغـداء، بعد غسل الوجوه والأيادي بالماء، فهـوت الأيادي وارتفعـت، وضاقت الأفواه واتسعت، ثم وضعت أكواب الشاي وارتفعت.   

ثم حضر رجل عليه تقشيطة بيضاء، وبيده مسبحة من الكهرمان صفراء، يخفي ما بين شاربه وحاجبيه نظارة سوداء، فقام الحضور لتحيته، وتفقدهم بنظرته، ووجه حديثه للشيخ قائلا: مَنْ أجاد وأنجز يثاب، ومن أساء وأسهب يعاب، فما عندك من الأمر، وما في الخفاء استقــر؟ فـردَّ الشيخ: أفعـى ذات فحـيح، وأصوات تصيح، ومياه تفـور، وأرض تغـور، وعجوز عقيم، تحرِّك السديم، تعشقها الأفعى، وفي أحضانها تهوى، تعلم ما يخفى، لكنها الآن تشقى، تعلم بحضوري، وتنتظر بخوري، في ليلة قمراء، ينكشف العماء.

ساد الصمت وتلاقت العيون، وأشعل القات المدخنون، واستأنف عشرة جرامات من البخور، وأربعة رجال صُوُر، لهم يوميات وأرزاق، ورُقْيات وترياق، ولي ثلث الموجود، وبمثله على الخلق تجود، و يقسم الباقي على أولاد وأحفاد الجدود، وكل ما أطلب يجاب، فلست بخائن ولا كذاب، فصفوا نواياكم تُرزقون، وإلا حدث ما لا تتمنون، وأرسل معي من يحضر بخور الجان، حتى تحس ناحيتي بالأمان، وامنحني ما يكفي ما أعول، فترة ما أنا عندك مشغول،  

 فقال : على كم متر تجد المراد ، وبعـد كم ليلة تجد الدروب الوهاد ، فرد : خمس عمودية بحظيرة المواشي الخلفية ، وقـنطرة مترية نصل إليها بعد أربع ليال قمرية ، مالم تعترضنا أمور خفية أو عوارض بشرية ، فبادره : العوارض الخفية لا حيلة لنا بها ، وعليك تدبير أمرها ، فماذا تقصد بالعوارض البشرية ؟ قال : خلافات عائلية ، أو إحن نفسية ، فبنو عماتك في نفوسهم أحقاد ، توارثوها من أخت الجدة سعاد ، لما حرمتها من حسان الإدفاوي، والقلب له هاو، ولا كلمة في صعيدكم لفتاة ، فضلّ القلب وتاه ، فعشقها من عشق ، واطلعها على ما في جــوف داركم اتسق ، فلا تهــدأ إلا وقت السَّحـر ، حيث يحملها إلى ركــن أصخـر ، يتشكل بشكل حسان، وتنبهر بما تراه من ذهب ومرجان، ويغـمرها بقُـبلٍ وأحضان، فيتغـشاها كما يتغشى الفحل الأتان، أتأمن جانبه وبوائقه، وأنت تمنعه معشوقة شبائقه ؟ وله  في كل خَلِقٍ حيله ودقائقه !.

سرح حسين الغزايلي في الكلام، وكأنه يراجع الأيام، هل ما فعلت حـرام؟ أأزوج ابنة أختي   برجل زام، لا كلمة له ولا لجام، ولا أصل لعائلته لا حام ولا سام، لم أخالف ما توارثت، ولا أسلم عرضي لمن بسوء خلقه علمت، وأخرجه صابر المقهور مما برأسه يدور: علام عزمت يا حاج؟ ألك فيما سمعت احتجاج، ام يتخذ الشيخ في أمره الفجاج؟

فأخرج هاتفه محـدثا ولـده، بأن يحضـر سيارة من عـنده، ومعه ثلاثون ألف من الجنيهات، لوازم بيوت العمال والحاجات، لتذهب بالشيخ لابتياع أغراضه، ويختار من يريد استنهاضه للعـمل في الحفـر والتنقـيب، والتفت للشيخ وهو يجيب، على إلا يكون منهم بأسيوط قـريب، ولا يسمع لهم بالبيت صوت ولا دبيب، فللبيوت حرمات وعورات، وللقتل في الصعيد هفوات

هز الشيخ رأسه علامة الإدراك، وحضرت سيارة ما نتيراك ، وهبط منها شاب ثلاثيني ومن  بابها الأيمن هبط رجل خمسيني، أدرك الشيخ أنه السائق، فسلم عليهما بابتسامة الواثق، واتجه و صابر والسائق  ناحية السيارة، ليتحرك الركب لتنفيذ ما تمت إليه الإشارة .

تحركت السيارة اتجاه طريق أسيوط الساحلي، الذي يربط القاهرة بالإسكندرية بالطريق الدائري، ليوزع المال على أهله وأهل رجاله، ويدبر بما بقى له منه حاله، على أن يعود بعد يومين، وتلاقت أضواء السيارات فى الاتجاهين، فقطع صابر الصمت وقال: كيف عرفت يا شيخنا ما جال، بين المرشد وقريبته، والجني ومعشوقته ؟ فأنشد :

يا أشماديا ذنب أنتَ تعــرفُه وأنت تعلمُ بكل ما تم إسراره

وأنتَ أدرى بم بُيّت ليلا بهم فخبِّرني بذنب يحـوي أوزاره

أنت سنــدي ومولاي سيدي لا تتركني ببابك دون إقهــاره

 

فيأتيني بم أسررت له من فصه، وما دار بين الطرفين بنصه، فلا تسمع لأحد اعتراض والكل للطرف غاض، فليس يجدع أنف البشر أجمعين إلا التعرف على ما يشين،

وقال السائق: أين تريد الذهاب يا مولانا، فقال: إلى عطار الحسين لنشتري البخور واللبانا ، ثم  نستريح للإفطار، ونرتب كيف سيكون الرحيل والانتظار. واستأنف سائلا السائق: ممن أنت يا مِقدس ؟ وهل ذهبت إلى المِقدس ؟ رد قائلا : من عائلة مكرم القبطية ، مقيم في الجيزة الحوامدية ، و تعرفت على الحاج حسين منذ عامين ، فاستعملني لقيادة سيارته، من الجيزة لمحل إقامته ، فأمكث في أسيوط معه ليدير مصالحه ، وأعـلم مضايقه في مصر وبطائحه ، وأمرني بالبقاء معك كظلك ، ومهما طلبت لا أملَّك .

فقال الشيخ : ستذهب لتطمئن على اولادك ، وتترك لهم رفادك ، ولا تخلف معنا ميعادك ، بعد غد بجوار قسم الأزبكية على مطعم على بركة الله بعد العشية ، واترك هاتفك مع صابر واذهب بعد الأفطار ولا تناقشنا في القرار ، وأنا مقيم بشارع عزيز أباظة قرب مطار ألماظة .

وبعد تناول أقراص الطعمية، وأصابع البطاطس وشرائح الباذنجان المقلية، قال السائق: ألم تحتاجني في توصيلك لأي مكان، أو أقضي لك ما في الإمكان، فرد الشيخ: ألك حاجة نؤديها إليك، أم ما في حنانيك ؟ قال : أخشى قطع رزقي إن تركتك ، وقد يخونك وقتك ، وتفتر قوتك

فرد عليه لم أخدعك في عنواني ، وصابر ضامن لي إن شيطاني أغواني ، فهو الوسيط بيني وبينكم ، حتى يأذن الله بخروج ما عندكم . ولكن اخبرني سبب خروج الحج من المجلس إلى المحبس ، قال : دخل مع نسر بارز في تنافس ، على مومياء للفرعون كاموس ، فأورده الموارد ، فأنفق ليخرج منها الطارف والتالد . فسأله : من النسر البارز ؟ وهل سدت بينهما المخارز ؟ أم مازالت دائرة بينهما المناجز ؟ فرد : من بني بدارة ، تبدو بينهما عند اللقاء مداراة ، والله أعلم بما نفس كليهما وما انتواه . فوضع الشيخ في يده مالا وحيّاه .

التفت إلى صابر وقال ، ما لديك من سؤال ، تزاحمت الأسئلة في رأسك والأمنيات ، فأفض بما لديك وآت ، قال : منحك الرجل المال دون ضمانات ، وليس لديك رجال لحفر أو سقالات ، وبينهما إحن وجولات ، وهو يريد تعويض خسارته ، ويرد للبداري ضربته ، ويعود لمنزلته ووجاهته ، ولم وضعتني ضامنا لك ، ولا طاقة لي به ولا بك ؟ فقال : ثقة زائدة في ذاته وأفراده ، وصيد سهل كثر رصاده ، والنفوس على الشر مجلوبة ، ومن الخير مسلوبة ، قليل دفين الأرض عميم ، والطمع خلق ذميم ، لا ينفع صاحبه ولا ذريته ، يشك في رَحِمه ويقيد حريته ، فاقض ما انت قاض ، أتعود وتخرج خالي الوفاض ، أم تأخذ خمسة مما علينا المولى أفاض ، وتعود لبلدتك ، وترمي شريحتك ، وتتصل بي لأعرف أخبارك وأخبار أسرتك ، أنا الشاطر الموصلي أيها المنحرف ، وأنشد وهو ينصرف :

مالي ومال اختلاف الخلائق  لم يعتبروا لما سبق السوابق

أمنهم مخلـــد في ملكه وماله  أم أرداه  في ملكه الناعـق

سلوا من قال انا ربكم الأعلى هل نجاه من الغرق طوارق

كان له ملك ونُهرٌ تجري من تحته فأضحى فــوقها غارق

هكذا أنت في كل مرة، تمنيني بآمال مُرَّة، وتقطف العمل ثماره ، وتتركني لنيرانه وأضراره ، فما عساي أن أفعل ، إن المرشد أو المِقدِس اتصل ، فأخذ المال ودفع منه الحساب ، وأسرع بين الخلق ينساب وهو يقول دون أسباب :

أمن العدل يشقى الشريف بأرضك وفي القرآن ذكراك

ويعــلو اللئيم ذراكِ ويهــوِى الضمير دياجيــر حشاك

إلى متى سأظل مهانا فيك بك وحق من ذرأك وسواك

ألجأتني فاقـتي وحوائج لصحبة لئام الخلق أيـرضاك

لا يصلح الفقر فيك عالما ، ولا المال جاهلا هيهاتـك

ما أضيع الضمير فـيك يا بلدي دينك فيك بعـد دنياك

وسالت دموعه على وجنتيه ، حزنا على دينه وعليه ، واتجه للمحطة ليركب القطار إلى طنطا، محاولا نسيان هذه السقطة.