أمين عام الأمم المتحدة أمام مؤتمر ميونيخ للأمن يحذر:

حجم الموت في غزة مفزع ووقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لإنهاء الكارثة

 قوات الاحتلال تواصل تدمير قطاع غزة
قوات الاحتلال تواصل تدمير قطاع غزة

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، من عواقب أى هجوم للاحتلال الإسرائيلى على مدينة رفح الفلسطينية، قائلا إنه سيسحق 1.5 مليون فلسطينى فى المنطقة.. وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة خلال مشاركته فى الدورة الـ 60 لمؤتمر ميونخ للأمن أمس أن رفح بصدد الانهيار على الصعيد الإنسانى بسبب الضربات الجوية الإسرائيلية المتتالية ضد المدينة مع وجود أعداد كبيرة من الأهالى النازحين هناك.

وأكد جوتيريش أن حجم الموت فى غزة مفزع جدا، لافتا إلى أن آلية المساعدة الإنسانية فى القطاع لم تعد تعمل والمتطوعون يعملون تحت القصف. وشدد على أن الوقف الإنسانى لإطلاق النار فى غزة هو السبيل الوحيد لإيصال المساعدات وإنهاء الكارثة، لافتا إلى أنه يجب اتخاذ خطوات للوصول إلى حل الدولتين على أساس القانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة.

وقال أمين عام الأمم المتحدة: «دعوت مرارا إلى الإفراج الفوري عن جميع الرهائن بغزة ووقف إطلاق النار لأسباب إنسانية». 

وعلى هامش المؤتمر، قال وزير الخارجية الإسرائيلى يسرائيل كاتس إن إسرائيل ليست لديها أى خطط لترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة. وأضاف «ليست لدينا أى نية لترحيل أى فلسطينى من قطاع غزة»، وأن إسرائيل لا تريد أن تحكم غزة بعد أن تنهى حربها على حركة حماس التى تدير القطاع.

وفى كلمتها أمام مؤتمر ميونيخ شددت كمالا هاريس نائب الرئيس الأمريكى على خطورة الأوضاع فى الشرق الأوسط.

وقالت هاريس إن الولايات المتحدة تعمل على إنهاء الصراع فى غزة بأقرب وقت ممكن بطريقة يتم فيها إطلاق سراح الرهائن وحل الأزمة الإنسانية؛ مشيرة إلى أن حماس لا تسيطر على غزة؛ ويمكن للفلسطينيين التمتع بحقوقهم فى الأمن والكرامة وتقرير المصير. وأكدت من جانبها حل الدولتين لإسرائيل وفلسطين ممكن. 

وأكدت "لا ينبغى لإسرائيل أن تعيد احتلال غزة بعد إطلاق سراح الرهائن، وأن السلطة الفلسطينية يجب أن تكون الرائدة فى إصلاح الحكم فى غزة.
يأتى ذلك فيما تفاقم الخلاف بين إدارة الرئيس الامريكى جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو حول الخطة العربية التى تتبناها أمريكا بإقامة دولة فلسطينية. وأعلن البيت الأبيض فى بيان أن الرئيس بايدن أجرى اتصالاهاتفيًا، استمر لــــ40 دقيقة، بنتنياهو للتخفيف من موقفه تجاه ملف التفاوض ووقف النار فى قطاع غزة، فضلا عن الاعتراف بدولة فلسطينية، إلا أن نتنياهو ما زال يعاند. 

وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية، إن المحادثة جاءت فى أعقاب محادثات جرت فى وقت سابق فى إسرائيل بين نتنياهو ومدير المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز. 

ولكن موقف نتنياهو ظل متصلباًحيث أكد قائلا إنه لن يقبل بأى ضغوط خارجية تمارس على بلاده من أجل قبول بدولة فلسطينية، فى إشارة واضحة إلى إدارة بايدن. كما أكد فى تغريدة على حسابه فى منصة «إكس» أن «مواقفه يمكن تلخيصها فى جملتين، أولاً أن إسرائيل ترفض رفضاً قاطعاً المطالب الدولية بالتوصل إلى تسوية دائمة مع الفلسطينيين، وثانيا أنه لن يتم التوصل إلى مثل هذا الترتيب إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، دون شروط مسبقة». 
وجدير بالذكر أن البعض فى إدارة بايدن يعتقدون الآن أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ربما يكون الخطوة الأولى فى المفاوضات لحل الصراع الإسرائيلى الفلسطينى بدلا من الخطوة الأخيرة، حسبما صرح مسئول أمريكى كبير. 

وأكدت الخارجية الأمريكية أن هناك عدة خيارات للتحرك الأمريكى بشأن هذه القضية، بما فى ذلك: الاعتراف الثنائى بدولة فلسطين. وعدم استخدام حق النقض «الفيتو» لمنع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من الاعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضوية فى الأمم المتحدة. إلى جانب تشجيع الدول الأخرى على الاعتراف بفلسطين.

فى الوقت نفسه يسعى الوزراء القوميون المتطرفون فى حكومة نتنياهو إلى استباق أى خطوة أمريكية من هذا القبيل من خلال تمرير قرار لمجلس الوزراء يحدد رسميا أن سياسة إسرائيل تعارض إقامة دولة فلسطينية وهى خطوة امتنع رئيس الوزراء الإسرائيلى عن اتخاذها حتى الآن. 

ميدانياً واصلت الطائرات الإسرائيلية غاراتها على عدة مناطق فى قطاع غزة لليوم 133 من الحرب مخلفة العشرات من الشهداء ومئات الجرحى.. وارتكب الاحتلال الإسرائيلى 9 مجازر فى قطاع غزة راح ضحيتها 87 شهيدا و104 إصابات خلال 24 ساعة، ما رفع حصيلة العدوان الإسرائيلى إلى 28663 شهيدا وإصابة 68395 منذ السابع من أكتوبر الماضى. 

وفى مدينة رفح، واصلت الطائرات والمدفعية الإسرائيلية قصفها على المربعات السكنية ومراكز الإيواء، ما أسفر عن استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة آخرين خلال الساعات الماضية.. وراح ضحية الهجمات المتواصلة 7 شهداء من جراء غارة على منزل لعائلة رعرب بحى النصر شمالى رفح. واستشهد 3 آخرين فى قصف استهدف منزل عائلة جودة فى مخيم الشابورة وسط مدينة رفح. 

وفى الضفة الغربية شن الاحتلال، الجمعة، حملة مداهمات واعتقالات واسعة فى بلدة سيلة الظهر جنوب جنين طالت اقتحام أكثر من 20 منزلا فى البلدة ما أسفر عن اعتقال 3 شبان عقب إجراء تحقيقات ميدانية. 

وفى بلدة عقابا شمال طوباس داهم جيش الاحتلال منزلا وسط البلدة وأعتقل أسيراً محرراً وسط تبادل لإطلاق النار. كما اعتقل جيش الاحتلال شابا من بلدة عنبتا شرق طولكرم وسط حملة مداهمات. كما أحرق مستوطنون، الجمعة، منزلًا ومركبة وبركسين لتربية الماشية فى برية كيسان شرق بيت لحم. 

من جانبه قال القائم بأعمال محافظ نابلس إن دولة الاحتلال حولت جنوب مدينة نابلس إلى «سجن كبير» من خلال تركيب 10 بوابات حديدية على مداخل القرى والبلدات فى المنطقة ويعد حصارا من مختلف الزوايا على الشعب الفلسطينى.