كتبت نهلة عابدين فى الصفحة الأخيرة من جريدة أهرام الأربعاء الماضى فى باب: من غير عنوان، خبراً عن البحيرة. ولأن البحيرة بلدى أهتم بكل أخبارها. وأقرأها بعناية. وما نُشِر أن الدكتورة نهال بلبع نائب محافظ البحيرة وبالتعاون مع مكتبة مصر العامة بدمنهور، وبدعم من مؤسسة جوتة تُنَظم مؤسسة الصاوى للحفاظ على تُراث الكاريكاتير المصرى مؤتمر دمنهور الدولى الأول لكاريكاتير المرأة.
ولدمنهور مكانة ثقافية بالتُراث المصرى. فمنها خرج نجيب محفوظ الذى ينتمى لعائلة الباشا. فاسمه بالكامل نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم الباشا، وعائلة الباشا من أهم عوائل رشيد. وقد حضر له بالقاهرة أبناء العائلة واتفقوا أن يقوم بزيارة بلدهم لولا أن وفاته جعلت الزيارة مستحيلاً. ومن البحيرة عبد الحليم عبد الله روائى الدلتا المهم وغيرهما من الأدباء الفنانين اللذين خرجوا من المحافظة الثرية.
وعندما أسافر لدمنهور لحضور اجتماعات أوبرا دمنهور برئاسة الموسيقار خالد داغر أشعر بفرحٍ لأننى مسافرٌ للمكان الذى عشت فيه سنواتى الأولى. وفى دمنهور عرفت أول أديب رأيته بعينىَّ إبن كفر بولين فى البحيرة محمد عبد الحليم عبد الله فى ندوة أقامها المرحوم مصطفى البسيونى فى قصر ثقافة دمنهور. وهو والد محمد البسيونى مدير ثقافة البحيرة. وقريب عمرو البسيونى رئيس الثقافة الجماهيرية بالقاهرة والذى أتحفنى بمناسبة معرض القاهرة الدولى للكتاب بقائمة من إصدارتها تؤكد أن الثقافة الجماهيرية كانت وستبقى علامة مهمة فى النتاج الثقافى المصرى.
أعود للمؤتمر الذى يقيمه عبد الصاوى عن الكاريكاتير، وشعاره: عبَّرى حتقدرى. عن جهود المرأة المصرية فى هذا الميدان المهم. وقع اختيار اللجنة العُليا للمهرجان الذى يقام فى الفترة من 3 - 7 بالشهر المُقبل على الكاتبة الصحفية منيرة ثابت "1906 -1967" عميدة الصحفيات المصريات لتكون شخصية المهرجان. وفرنسا لتكون ضيف شرف المهرجان فى دورته الأولى.
كما تم اختيار بنت البلد إحدى أهم شخصيات الكاريكاتير لرسام الكاريكاتير المصرى الراحل: عبد المنعم رخا لتكون تيمة المهرجان. وهو نشاط مهم وحضارى ويهتم بالمرأة المصرية ودورها ثابت ومؤكد فى بناء الحضارة المصرية المعاصرة. ومن يزر معابدنا القديمة سيكتشف أنها كان لها وجود مهم ومؤثر فى تاريخ مصر القديم.
لم يسعدنى زمان بالتعرف على عبد الله الصاوى. هل هو ينتمى إلى عائلة عبد المنعم الصاوى إبن البحيرة والكاتب والروائى والأديب والذى أصبح وزيراً لثقافة مصر؟ أم أنه مجرد تشابه أسماء؟.
إن النشاط الثقافى فى البحيرة علامة مهمة تهتم به كثيراً الدكتورة نهال بلبع نائب المحافظ وتوليه قدراً كبيراً من الاهتمام. ولست أدرى لماذا لم تُعيَّن محافظاً للبحيرة حتى الآن؟ مع أن مصر فى زمن الرئيس عبد الفتاح السيسى أعطت المرأة المصرية من الفُرص ما لم تكن تحلم به ولو حتى فى الخيال.
ومنذُ أن أصبح اللواء هشام آمنة محافظ البحيرة السابق وزيراً للحكم المحلى، وأدار عمله بكفاءة نادرة. فمازال مقعد محافظ البحيرة خالياً لوقتنا هذا. ونحن على أبواب عصرٍ جديد بعد الولاية الجديدة للرئيس السيسى الذى أعتقد أنها لم تترك شبراً فى أرض مصر فى حاجة إلى عملٍ وعطاء.
