شىء من الأمل

علاقة استراتيجية

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

إحدى نتائج زيارة الرئيس التركى أردوغان لمصر ومباحثاته مع الرئيس السيسى إحياء مجلس العلاقات الاستراتيجية بين مصر وتركيا وعقد أول اجتماع له فى أنقرة. خلال شهر أبريل المقبل ضمن الزيارة التى سيقوم بها الرئيس المصرى لتركيا، وهذا يعنى رفع العلاقات المصرية التركية إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية. 

والعلاقات الاستراتيجية بين الدول تعنى أن تصبح هذه العلاقات أساسية ووثيقة وقوية ومتينة فى شتى المجالات، السياسية والاقتصادية والعسكرية أيضا .. وهى تقتضى تنسيقا مستمرا بينها حول أمور العالم وأمور المنطقة التى تنتمى إليها وتحقيق تفاهم مشترك حول هذه الأمور، خاصة تلك الأمور الملتهبة التى تتضمن صراعات ومشاكل وأزمات تؤثر على مصالح وأمن هذه الدول. 

 ومع ذلك فإن رفع مستوى علاقة دولة مع دولة أخرى إلى مستوى استراتيجى لا يعنى عدم وجود تباين أو اختلاف فى الرؤى والمواقف السياسية بينهما .. فلا تطابق كاملا فى سياسات الدول إلا فى حالات نادرة مثل الذى حدث فى بداية العدوان الإسرائيلى على غزة بين الولايات المتحدة ودول أوربا حينما اتفقت على تأييد إسرائيل فى عدوانها هذا بدعوى حقها فى الدفاع عن نفسها .. ولكن بمرور الوقت وتمادى إسرائيل فى وحشيتها وجرائم الإبادةَ الجماعية للفلسطينيين التى تقوم بها فى قطاع غزة بدا التباين فى المواقف بين أمريكا والدول الأوربية تجاه هذا العدوان يظهر ويزداد اتساعا، عندما طالبت دول أوربية بوقف الحرب مثلما فعلت إسبانيا بوضوح ومبكرا على عكس الموقف الأمريكى. 

كما أن رفع دولة علاقاتها إلى مستوى استراتيجى مع دولة ما لا يمنع قيامها باتخاذ تلك الخطوة مع دولة أخرى على خلاف مع الدولة الأولى .. مثلما هو حادث فى علاقات بعض الدول مع الولايات التحدة وروسيا التى بينهما الآن حرب تدور على أرض أوكرانيا، ومع الصين والهند اللتين بينهما صراع سياسي وسباق اقتصادي ..

 نحن مثلا تربطنا علاقات  استراتيجية مع العديد من الدول التى لا تتوافق رؤاها ومواقفها فى القضايا العالمية والإقليمية معنا، ومنذ أيام أصدرت الرئاسة بيانا للرد على تصريحات للرئيس بايدن .. ونحن أيضا تربطنا علاقات استراتيجية مع أمريكا وروسيا، كما تربطنا أيضا علاقات استراتيجية. مع كل من الصين والهند .. فنحن لا نقايض علاقاتنا مع دولة بعلاقاتنا مع دولة أخرى.