بقلم واعظة

وصايا نبوية للنساء

نعمة الشنشورى منطقة وعظ جنوب سيناء
نعمة الشنشورى منطقة وعظ جنوب سيناء

كان النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يحثُّ كثيرًا على الصَّدقةِ ويُبيِّنُ فضْلَها، ومَن أحقُّ الناسِ بها؛ فعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال: (خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فى أضْحَى أوْ فِطْرٍ إلى المُصَلَّى، فَمَرَّ علَى النِّسَاءِ، فَقالَ: يا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فإنِّى أُرِيتُكُنَّ أكْثَرَ أهْلِ النَّارِ فَقُلْنَ: وبِمَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، ما رَأَيْتُ مِن نَاقِصَاتِ عَقْلٍ ودِينٍ أذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ مِن إحْدَاكُنَّ، قُلْنَ: وما نُقْصَانُ دِينِنَا وعَقْلِنَا يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: أليسَ شَهَادَةُ المَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ قُلْنَ: بَلَى، قالَ: فَذَلِكِ مِن نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أليسَ إذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ ولَمْ تَصُمْ قُلْنَ: بَلَى، قالَ: فَذَلِكِ مِن نُقْصَانِ دِينِهَا).

ففى هذا الحَديثِ، حيثُ يَحكى أبو سَعيدٍ الخُدْريُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ فى صَلاةِ عِيدِ الأضْحَى أو عِيدِ الفِطرِ إلى المُصلَّى ووَعَظَ الناسَ بما فيه صلاحُ دِينِهم ودُنياهم وآخِرتِهم، ومِن ضِمنِ ما وعظَهم به أنَّه أمَرَهُم بالصَّدقةِ، ثُمَّ جاء إلى النِّساءِ فى مُصلَّاهنَّ، فوَعَظَهُنَّ وذَكَّرهنَّ الجنَّةَ والنَّارَ، وأمَرَهن صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالصَّدَقةِ، وعلَّلَ هذا الأمرَ بكَونِه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَأى -فى رِحلةِ المِعراجِ أو غيرِها- أكثرَ أهلِ النَّارِ مِن النِّساءِ، فيكونُ أمْرُه لهنَّ بالصدقةِ؛ لأنَّها تَزيدُ فى الحَسناتِ وتُطفِئُ غضَبَ الربِّ، فأرْشَدَهنَّ إلى ما يُخَلِّصُهُنَّ من النارِ، وهو الصَّدقةُ مُطلقًا، لعلَّ اللهَ يَرحمُهنَّ بسَببِ الصدقاتِ، فسَألْنَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن سَببِ كونِهنَّ أكثرَ أهلِ النارِ، فبيَّنَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ ذلك بسَببِ إكثارِهنَّ اللَّعْنَ، وهو السَّبُّ والشَّتْمُ، أو الدُّعاءُ بالإبعادِ والطَّردِ مِن رَحْمةِ اللهِ، والسَّببُ الثاني: أنَّهنَّ يَكفُرْنَ العَشيرَ، والمرادُ بالعَشيرِ الزَّوجُ، وكُفْرُ العَشيرِ معناهُ: نُكرانُ إحسانِ الزَّوجِ، وعَدَمُ الاعتِرافِ بِه، وجَحْدُه.