«الألواح الشمسية».. شمس تضيء ظلام الحرب بقطاع غزة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مع غياب أشعة شمس غزة المحاصرة، يعم الظلام كل ركن من أركان القطاع ليعيش السكان في ظلام دامس طوال ساعات الليل نتيجة للحرب الإسرائيلية المستمرة التي دمرت البنية التحتية وقطعت كل الإمدادات الأساسية بما في ذلك التيار الكهربائي.

ولكن رغم هذه الظروف، لا تزال إرادة الغزيين حاضرة، يبحثون عن حلول وبدائل لتجاوز الصعوبات التي تعترض طريقهم ليل نهار، ويحاولون تخطي هذه التحديات التي تواجههم لتلبية احتياجاتهم الأساسية.


ألواح الطاقة الشمسية.. بصيص الأمل

وفي محاولة لكسر جزء من ظلام الحرب، لجأ العديد من أهالي القطاع إلى استخدام ألواح الطاقة الشمسية لسد احتياجاتهم الضرورية من الكهرباء، واستعان الكثير من النازحين والسكان الآخرين بالطاقة الشمسية كبديل للتيار الكهربائي المقطوع منذ أكثر من 4 أشهر من العدوان الإسرائيلي.

وذلك لكي توفر لهم تلك الوحدات الشمسية الكهرباء اللازمة لشحن هواتفهم وأجهزتهم الإلكترونية، التي تعد وسيلة لربطهم بالعالم الخارجي وسط الحصار الإسرائيلي المفروض.

واضطر بعض أهالي غزة إلى دفع مبالغ ضخمة لاقتناء وحدات الطاقة الشمسية، بعدما ارتفعت أسعارها بشكل كبير عن ما قبل الحرب الإسرائيلية عقب طوفان الأقصى، في وقت يصعب الحصول عليها بسبب شحها فضلًا عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة للسكان نتيجة للحرب التي دمرت منازلهم ومقتنياتهم.

وفي ذات السياق، قال أحد سكان غزة الذي يمتلك وحدة طاقة شمسية: "إن تكلفة ألواح الطاقة الشمسية كانت قبل حرب غزة 300 شيكل، ولكن اليوم.. ارتفعت إلى أكثر من 1500 شيكل، وهو مبلغ باهظ لا يتناسب مع الظروف الصعبة التي نعيشها".


 كيف يدعم مقتنو الوحدات الشمسية النازحين؟

وفي مدينة دير البلح جنوب قطاع غزة، اضطر بعض أصحاب الألواح الشمسية إلى تحويلها إلى نقاط شحن للسكان الآخرين والنازحين في المنطقة لدعمهم سعيا لتوفير ولو جزء بسيط من احتياجاتهم من الكهرباء، حيث يقومون بشحن هواتفهم مقابل مبالغ بسيطة.

وقال أحد مالكي وحدات الألواح الشمسية في دير البلح، الذي حول هذه الوحدة الشمسية إلى نقطة شحن للآخرين لدعمهم 
وتوفير الكهرباء لديهم مقابل أموال بسيطة: "إن الشحن يكون متاحًا في أيام مشمسة، ولكن عندما يكون هناك طقس ممطر أو غائم بسبب الأجواء الشتوية، لا تتوفر الكهرباء من خلال الألواح الشمسية".

وأضاف أحد النازحين من شمال القطاع إلى جنوبه في دير البلح بعد نزوحه عقب الحرب الإسرائيلية، بأنهم يتوجهون إلى هذه النقاط للبحث عن طاقة شمسية لشحن هواتفهم قدر الإمكان، ليتمكنوا من التواصل مع عائلاتهم في الشمال والاطمئنان على أقاربهم، بحسب "العربية" الإخبارية.

وقال أحد النازحين الآخرين الذين نزحوا بعد تصاعد التوترات في شمال القطاع عقب عملية طوفان الأقصى، "إن الكهرباء مقطوعة تمامًا في القطاع، أي يعني توقف شبه كامل للحياة، ونتيجة لانقطاع التيار الكهربائي، يتوقف إمداد المياه وجميع الخدمات الأخرى، وعندما نحتاج لشحن الهواتف، نضطر للبحث كثيرا عن أماكن تتوفر فيها الألواح الشمسية، وذلك بمقابل مالي بسيط، في البداية كانت التكلفة 1 شيكل، لكنها زادت الآن إلى 2 شيكل".