لا داعي للهدايا باهظة الثمن| في عيد الحب.. وردة واحدة تكفي

صورة موضوعية
صورة موضوعية

■ كتب: مروة أنور

«مين يشترى الورد مني وأنا بنادي وأغني»، وقف أحمد يستمع لأغنية ليلى مراد وهو شارد الذهن يفكر فى طريقة لإظهار حبه واهتمامه لمحبوبته، وتكون فى متناول إمكانياته، وبمجرد أن وصلت ليلى مراد إلى كوبليه «الورد دا نادى خد منه وهادي»، أوحت له بأرقى لغة للتعبير عن المشاعر وهى الورود، لم يكن أحمد وحده هو الذى يفكر فى كيفية الاحتفال بعيد الحب وشراء هدية بسيطة لحبيبته يعبّر من خلالها عن حبه وتقديره لها. «آخرساعة» قامت بجولة بين أوساط المحبين لنتعرف على طرق الاحتفال بعيد الحب بأبسط الهدايا .

◄ الأحضان تعزز هرمون «الإندورفين» المسئول عن الحب 

◄ يجب العودة للجو العائلي وكلمات التقدير والاستماع لشكاوى الأبناء 

«وردة واحدة تكفى»، هكذا بدأت حياة محمد (27 عامًا) كلامها، وأضافت: «التعبير عن الحب ليس بالهدايا باهظة الثمن ولكن بالاهتمام»، فمن الممكن أن تعطينى أغلى الهدايا وأنت لا تعرف كيف تحبنى، فالحب هو الاهتمام والاحترام والتقدير، وأن يتذكرك حبيبك فى كل وقت ولو بوردة» .

يوافقها الرأى حسام محمد (30 عامًا): «ليس هناك أفضل من الورود التى تستطيع أن تعبّر عن أسمى معانى الحب وتظهر أقوى المشاعر فى أبسط الأشكال، ولذا سأكتفى بإهداء خطيبتى وردة في عيد الحب، وسنخرج سويًا إلى المتنزهات» .

أما علاء محمد (34 عامًا) فقال: «عيد الحب هذا العام مختلف، ففى العام الماضى أخذت أسرتى فى رحلة إلى الغردقة، وهناك خصصتُ سهرة لى أنا وزوجتى، ولكن هذا العام لا أستطيع تنظيم رحلة، لذا قررت أن أسهر مع زوجتى فى أحد الأماكن ونتناول العشاء سويًا، ويكون نجم السهرة بوكيه ورد باعتباره أرقى وأجمل الهدايا التى تعبّر عن الحب والاهتمام» .

◄ اقرأ أيضًا | في عيد الحب| طرق لمعلاجة النفور بين الأزواج دون سبب

«من يهتم بى يتذكرنى ولو بكلمة»، هكذا قالت أسماء مجدى (33 عامًا)، وتابعت: «عيد الحب لا يعنى أبدًا أن تعطينى أغلى الهدايا، يكفى أن تتذكرنى وتهتم بى ولو بكلمة أعرف من خلالها أن زوجى لم ينسَ أننى محبوبته وشريكة حياته التى تقف بجانبة ولا تنتظر منه سوى كلمات تقديرية» .

فيما قالت ناريمان حسن (39 عامًا): «عيد الحب عند المصريين ينتهى بعد الزواج، أغلب الذين يحرصون على الاحتفال بعيد الحب هم المخطوبون أو المرتبطون، ولذا أقول لجميع فئات المجتمع: اجعل عقرب الساعات يقف ولو للحظات فى ذلك اليوم لتتذكر محبوبتك أو رفيق الدرب بأبسط الكلمات للتعبير عن الاهتمام والتقدير وتجديد مشاعر الحب» .

أما همس محمد (30 عامًا) فقالت: «نحتاج لمشاعر حب قوية أكثر من أى وقت مضى، فالظروف التى يمر بها الشباب الآن أصبحت صعبة، والجميع يفكر كيف له أن ينظم وقته للحصول على عمل إضافى ليوفر احتياجات أسرته أو يحقق أحلامه، مما أدى لفقدان الحب والمودة بين أفراد الأسرة الواحدة، فلا أحد يتناول وجبة الغداء مع الآخر بسبب ضيق الوقت، والكل منشغل بالعمل أو الدراسة، وفقدت الأسرة الجو العائلى الدافئ والاحتضان والسمر والالتفاف حول التليفزيون لمتابعة المسلسل، أو الاستماع لشكاوى بعضنا البعض، فنحن نحتاج الرجوع لأغانى الزمن الجميل لنعود إلى الحب الدافئ والجو العائلى بما فيه من مودة ورحمة.»

تتفق معها عالية عبدالله (28 عامًا): «المقصود بالحب ليس حب الشاب للفتاة أو العكس، ولكن الحب عمومًا بين الأصدقاء، وبين أفراد الأسرة أو العائلة، والذى اختفى بشكل ملحوظ، فلم يعد هناك الأجداد والجدات الذين يستمعون لمشاكل الأبناء، واختفى العم الحنون والخالة التى تساند وتدعم وتقدم النصائح، غابت كل هذه المشاعر بسبب انشغال الجميع وضغوط الحياة، نحن بحاجة إلى حضن دافئ أهم بكثير من الهدايا المادية».

أما ماريان رشدى (26 عامًا) فترى أهمية عودة الحب بين أفراد العائلة، قائلة: «الحب العائلى اختفى وأصبح الكثير من الناس سطحيًا، فحين غابت مشاعر الحب الحقيقية ارتفعت معدلات الطلاق حتى بين المتزوجين حديثًا».

من جانبها، تقول الدكتورة إيمان نبيل، استشارية العلاقات الأسرية: «الهدايا مهمة للتعبير عن الحب ولو بأبسط الأشياء. يمكن أن يحضر الزوج أو الحبيب وردة ويمكن أن تقوم الزوجة بعمل عشاء مميز لزوجها وتخلق جوًا رومانسيًا بينهما، دون تكاليف باهظة، وفى نفس الوقت يجعل كل طرف يعرف أن الآخر يفكر فيه ويقدره، كما أنها فرصة لتجديد مشاعر الحب والتفاهم والتسامح بين أفراد الأسرة والتجمع حول مائدة واحدة فى جو عائلى جميل». 

وتضيف: «قد يكون إلزام الزوج أو الحبيب بإحضار هدية أمرًا صعبًا خصوصًا فى ظل الحالة المادية الصعبة للكثيرين، فلا يشترط أن تكون الهدية باهظة الثمن، بل يكفى أن تعبّر عن حبك ولو بوردة واحدة مع كلمات إطراء تحتاج إليها الحبيبة أو الزوجة أو العكس، ومن خلالها يعرف كل منهما أن الآخر يفكر فيه ويقدّر وجوده فى حياته» .

فيما يقول الدكتور إبراهيم عبدالغفار، استشارى العلاقات الأسرية: «الحب هو إكسير الحياة، وهرمون (الإندورفين) المسئول عن السعادة والحب لا يقتصر على المشاعر الرومانسية بين الرجل والمرأة، بل يشمل جميع أفراد الأسرة وكل من حولنا من أصدقاء وزملاء فى العمل، ويساعد هرمون الإندورفين على رفع كفاءة المناعة فى الجسم ويساعد على الشفاء من الأمراض، لافتًا إلى أن احتضان الأطفال واللعب معهم والجلوس لفترات طويلة مع الأسرة والأصدقاء على طاولة طعام واحدة يعزز هرمون الإندورفين.