حوار ساخر جداً بين «صوت مصر» وجليل البندارى

شادية وعبد الحليم فى «معبودة الجماهير»
شادية وعبد الحليم فى «معبودة الجماهير»

احتفلت الفضائيات والإذاعات المصرية والعربية فى الثامن من فبراير الجارى بالذكرى 93 لميلاد معبودة الجماهير «شادية» التى غابت عنا بالجسد لكنها ما زالت ساكنة فى الوجدان، نالت الألقاب التى تستحقها عن جدارة، وأولها لقب «دلوعة» السينما المصرية بما قدمته من أدوار المرح والبهجة وخفة الظل وأغانيها القصيرة الرشيقة، وأطلق عليها جليل البندارى لقب «ملكة الحب»، ونالت لقب «معبودة الجماهير» بعد عرض الفيلم الذى يحمل نفس العنوان الذى شاركها بطولته عبد الحليم حافظ، وبعد عرض فيلم «شيء من الخوف» أطلق النقاد عليها لقب «فؤادة» السينما المصرية، ونالت أعز لقبٍ تتمناه فنانة وهو «صوت مصر» التى غنت لها أجمل الأغنيات الوطنية، وفى ذكرى ميلادها الـ 93 نُعيد نشر أظرف حوارٍ لها مع الصحفى المشاغب جليل البندارى الذى كتب لها « يا دبلة الخطوبة - سوق على مهلك - يا سارق من عينى النوم - النيل - مناى أغنى »، الحوار طويل وكله مشاغبات من جليل البندارى وإجابات سريعة رشيقة كلها من شادية التى أراد البندارى أن يضعها فى حرجٍ بأسئلته الصعبة، فقالت له مثلاً إنها تفضل السباحة على الشاطئ مع الأطفال لأنها تخاف من الأمواج، وتحب البامية، وتتمنى أن تصبح فى شهرة سوزان هيوارد، وترى فى عمر الشريف النجم المثالى لأنه الممثل الوحيد الذى يدخل إلى البلاتوه حافظ دوره عن ظهر قلبٍ ولا يرهق الممثل الذى يعمل معه فى إعادة ما يتم تصويره، وقالت إنها تستحق جائزة أفضل ممثلةٍ عن دورها فى فيلم «المرأة المجهولة». 


وعندما سألها إن كانت السعادة فى حياتها قالت : إن كنت تقصد السعادة المطلقة فهى غير موجودة لأن الإنسان يسعد بشىء ولا يسعد بشيء آخر، والإنسان طموح ولا يرضى عن نفسه أبداً، وقالت إنها لم تجرب الحب مع الفقر، وترى أن هناك درجاتٍ فى التضحية لأن الزمن تغير والحياة لم تعد كما كانت زمان، أصبحنا نعيش زمن الأنانية والمادية التى تنظر للرومانسية على أنها سذاجة !، وقالت إنها تحب النادى الأهلى وتصاب بنوبة حزن شديدة إذا خسر فريق الأهلى ولو بجول واحد، وأكدت أنها متعصبة للمنتخب القومى لكرة القدم.


وعندما سألها جليل البندارى عن أفضل ثلاثة ملحنين تعاملت معهم قالت : السؤال محرج وانت بتتعمد توقعنى فى الناس، وأكثر من فهموا صوتى «محمد الموجى ومنير مراد ومحمود الشريف وأضُيف عليهم بليغ حمدى»، وقالت إنها تقضى الصيف بشاطئ ميامى لأنه مصيف العائلة، تجلس أمام الكابينة نهاراً لتستمتع برؤية الماء والأطفال، وتجلس ليلاً لمراقبة القمر، ولو كان القمر له أذنان لقالت له: «وحياة اللى جرالى وياك من غير ميعاد.. لأسهرك ليالى واحرمك البعاد»، وقالت: إن افضل مهنة من الممكن أن تمتهنها هى مهنة المحاماة لكى تترافع عن جميع نساء العالم ضد الأزواج الذين لا يقُدِّرون ما تقدمه الزوجة من حبٍ وتضحياتٍ ومعاناة فى تربية الأولاد، وسوف تطالب بالإعدام لكل رجلٍ لا يقدر المرأة ويحترمها. 


أصيُبت شادية بالدهشة عندما أراد جليل البندارى وضعها فى اختبارٍ افترض فيه أن العلم توصل إلى تحويل النساء إلى رجالٍ، وتحولت هى من شادية إلى شادى والشرع يبيح لها الزواج من 4 نساء فمن تختار من الوسط الفنى، فقالت : «مبدئيا أنا ضد تعدد الزوجات، وطالما المسألة افتراضية ستكون الزوجة الأولى مريم فخر الدین لأنها أحسن طباخة، والثانية هدی سلطان لأن دمها خفيف، والثالثة ليلى فوزى لجمالها، والرابعة سامية جمال لأناقتها»، وعندما قال لها: إنها فازت برحلة سفر للفضاء ومُتاح لها اختيار 10 شخصيات ترافقها فى الرحلة فمن تختار، قالت شادية بدون تفكير: «طبعاً يسعدنى أن تكون معى ست الكل أم كلثوم لأنى طول عمرى بتمنى أجلس معها أسمعها وتسمعنى واكتسب خبرتها واتعلم منها، وعبد الحليم حافظ لأن فيه تآلف أرواح بينا وهايسلينا طول الرحلة الفضائية، والموسيقار محمد عبد الوهاب لكى يكون للرحلة طعم، وحبيبتى فاتن حمامة، وعمر الشريف، وكاتبى المفضل محمد التابعى لكى نستمتع بغزارة معارفه وثقافته، وفكرى باشا أباظة دمه عسل وحكاء فظيع، والمخرج حلمى رفلة، والراقصة نجوى فؤاد لكى ترقص إذا لم ترقص سفينة الفضاء، وأخيراً جليل البندارى لاحتياج الرحلة لصحفى مشاكسٍ مثله».
«آخر ساعة» - 1958