حكايات| علي الكسار.. «طباخ ماهر» وأغلق مسرحه بعد 160 عرضًا ناجحًا

علي الكسار
علي الكسار

تعج شوارع القاهرة بالكثير من الأسرار التي احتفظت بالكثير من الوقائع والأحداث وكانت شاهدة على تاريخ الوطن.

وتعد الشوارع كتابا مفتوحا يروي تاريخ المدينة والأحداث التي وقعت بها، وتعد اللافتات التي تحمل أسماء الشوارع هي صفحات الكتاب.

ولأسماء شوارع القاهرة تاريخ معروف، حيث إنه قبل عهد محمد علي باشا كانت الأحياء والمناطق تحمل اسم القبيلة التي عاشت فيها في البداية أو منطقة يتجمع فيها أرباب حرفة معينة بينما البعض الآخر يحمل اسم صاحب قصر بني بهذه المنطقة.

وقرر حينها محمد علي أول حاكم لمصر إصدار مرسوم بتحديد أسماء الشوارع وتركيب لافتات تدل عليها وأرقام لكل مبني.

وتصحبكم «بوابة أخبار اليوم» في جولة لأهم شوارع القاهرة وأشهرها وتاريخها، من بينها شارع علي الكسار بالقاهرة الخديوية.

مولده

ولد علي خليل سالم عام 1887 بحي السيدة زينب، وألحقه والده بالكتاب وسرعان ما ترك الكتاب دون أن يتعلم شيئًا.

واستهوته الحياة الشعبية في حي السيدة زينب، وأطلق عليه اسم علي الكسار، وهو اسم جده لأمه، بدلاً من "علي خليل"، نشأ رقيق الحال وعمل صبيًا في مطعم صغير، وتعلم صناعة الطبخ، وأصبح ماهرًا في صنع الطعام، وفي تلك الفترة اختلط بالنوبيين وأتقن لهجتهم وكلامهم.

مشواره الفني:

بدأ حياته الفنية 1907 بتكوين فرقة مسرحية "دار التمثيل الزينبي"، وفي 1925 كون فرقة تحمل اسمه، وابتكر علي الكسار شخصية "البربري المصري" عثمان عبد الباسط، النوبي الطيب لينافس "نجيب الريحاني" في شخصيته "كشكش بك" عمدة كفر البلاص، وشخصية عثمان عبد الباسط تعد استجابة صادقة للنموذج المصري العميق في مصريته، ولقيت هذه الشخصية رواجًا كبيرًا من رواد المسرح، إذ وجدوا فيه تمثيلاً بارعًا لرجل الشارع الصميم في الحياة اليومية، في بساطته وطيبته وروحه المرحة الصافية، وفيه استمساك بالأخلاق التقليدية الفاضلة. 

وقد صور الكسار تلك الشخصية في مسرحياته الهزلية خير تصوير، وأداها أجمل أداء، فكان هو عماد تلك المسرحيات، بل كل شيء فيها. لقد كان الكسار حاضر البديهة في النكتة والفكاهة، وكون لنفسه فرقة هزلية كان هو بطلها، وذلك وفقا للجهاز القومي للتنسيق الحضاري.

ونجحت الشخصية نجاحًا عظيمًا ولا تزال خالدة في ذاكرة التمثيل العربي، وفي عام 1924 قفز بفرقته قفزة هائلة عندما انضم إليها الموسيقار الكبير الشيخ "زكريا أحمد"، الذي قدم لها العديد من الألحان المسرحية. 

وفي عام 1934 سافر إلى الشام وقدم مسرحياته هناك ولاقت نجاحاً كبيراً، بعد ذلك مر بأزمة أدت إلى إغلاق مسرحه بالقاهرة بعد أن قدم مايزيد على 160 عرضاً مسرحياً، اتجه بعدها إلى السينما وقدم فيها عدداً من الأفلام الناجحة.

علاقة الكسار بالريحاني:

كان من الطبيعي أن يدخل الكسار في منافسة مع الفنان الكوميدي نجيب الريحاني، فيقدم الريحاني عملاً بعنوان "الدنيا جرى فيها إيه"، فيرد الكسار بعمل عنوانه “الدنيا بخير”. يقدم الكسار مسرحية "أحلاهم"، فيرد الريحاني بمسرحية "ولو"، وغير ذلك من الأعمال التنافسية، التي جعلت الاثنان يقدمان أفضل ما لديهما لإسعاد الجمهور وإثراء الحياة الفنية المصرية.

الكسار والسينما

وثق الكسار علاقته برائد الأفلام التسجيلية "محمد بيومي"، الذي تلقى علوم السينما في ألمانيا، وقدم الأفلام التسجيلية عن عودة سعد زغلول من أوربا في بداية العشرينيات عقب ثورة 1919، وسجل خطب سعد أمام الجماهير من بيت الأمة.

والجدير بالذكر أن الكسار لم يذهب إلى السينما، وإنما جاءت السينما إليه بعد أن ذاع صيته في المسرح، ونجح نجاحًا ملحوظًا، وأنتج له "توجو مزراحي" كل أفلامه، ونجح الكسار في السينما مثلما نجح في المسرح.

وقد قدم الكسار الكثير من الأفلام السينمائية، من أشهرها: علي بابا والأربعين حرامي، محطة الأنس، سلفني 3 جنيه.