أفكار متقاطعة

شهر رمضان يرعب الصهاينة

سليمان قناوى
سليمان قناوى

جنون الصهاينة بتكثيف مجازر الإبادة الجماعية للفلسطينيين فى خان يونس وعموم غزة، يقف وراءه الخوف من فتح جبهة جديدة فى القدس والضفة الغربية خلال شهر رمضان. حيث تعد صلاتا التراويح والجمعة فى المسجد الأقصى شعيرة لا يمكن أن تثنى الفلسطينيين عنها. وسوف تؤدى محاولة منعهم إلى اشتعال انتفاضة ثالثة بما يعنى اتساع رقعة الصراع بجانب جبهتى غزة ولبنان. ويسعى العدو الصهيونى لاجتياح رفح وهدمها على رءوس أهلها قبل شهر رمضان لإجبار حركة المقاومة على الجلوس إلى التفاوض طبقا للشروط الصهيو-أمريكية وبالتالى التوصل لهدنة تستمر طوال شهر رمضان لنزع فتيل اشتعال الأوضاع فى القدس، وهو ما لا أعتقد أن المقاومة ستقبل به حيث لم يتحقق لإسرائيل أى «أمارات» انتصار، فالمقاومة لاتزال قادرة على تكبيد العدو خسائر جسيمة فى أغلى ما يملك (أرواح ضباطه وجنوده). فى الرمضانات الماضية لم تكن جبهة غزة مشتعلة ومع ذلك كان المسجد الأقصى مسرحا لصدامات يومية بين جموع المصلين والشرطة الإسرائيلية لمنعهم من الوصول للمسجد الأقصى. الصلاة وقتها كانت على بطاقة الهوية فلا يسمح لكل من هم دون الخامسة والخمسين من الصلاة فى الأقصى. وتزداد التوقعات بالمزيد من إرهاب المصلين خلال رمضان القادم خاصة أن ايتمار بن غفير وزير الأمن القومى الإسرائيلى هو الذى تأتمر الشرطة بأمره، ولأنه من غلاة اليمينيين فسوف تؤدى تعليماته المتشددة لاندلاع الاشتباكات بين المصلين والشرطة الإسرائيلية خلال رمضان. وكاد بن غفير أن يشعل انتفاضة فى الأقصى العام الماضى حين دعا للسماح لليهود بالوصول للحرم القدسى فى العشر الأواخر من رمضان، والغريب أن تدخل الإرهابى نتنياهو هو من منعه. وتنتهك اقتحامات المتطرفين الصهاينة للمسجد الأقصى اتفاقا مع الأردن تم منذ عدة عقود بالسماح لليهود وغيرهم من غير المسلمين بالتجول فى الأقصى خلال ساعات معينة، شريطة أن يكون العدد محدداً ودون أى طقوس دينية، وهو وضع يحاول اليمين الإسرائيلى تغييره، وقد نجح المتطرفون الصهاينة فى السنوات الأخيرة فى تنظيم اقتحامات يومية وأحياناً بأعداد كبيرة جداً مع أداء صلوات داخل الحرم، تجاهلتها الشرطة الإسرائيلية تماما. نداء أخير للصهاينة قبل سكب المزيد من البنزين على النار: اتقوا حرمة شهر رمضان الذى تجيش فيه المشاعر الإيمانية للمسلمين بشكل لن يسمحوا معه بأى انتهاك لشعائرهم.