أصل الحكاية

تحقيق رغبة اﻵخر

شكرى رشدى
شكرى رشدى

طلبت زوجة من زوجها أن يكتب لها عددًا.. من صفاتها السلبية التى يتمنى أن تغيرها وذلك بناء على طلب إحدى الجمعيات النسائية التى تشترك فيها زوجته. فما كان من الرجل إلا أن كتب:

أُحب زوجتى كما هى ولا أرى فيها ما يعيبها.

وأعطاها الورقة مغلفة كما طلبت الجمعية من أعضائها.

وفى اليوم التالى عاد ليجد زوجته تقف عند باب المنزل وفى يدها باقة ورد وهى تستقبله بالدموع من شدة الفرح، لقد كانت مفاجأة عظيمة بالنسبة لها، خاصة أنها اكتشفت ذلك المديح على الملأ وأخذت جائزة أحسن رد زوج.

يقول الزوج: كان لدى أكثر من عشرة أخطاء تقع فيها زوجتى إلا أنى علمت أن العلاج لن يكون بذكرها أبدًا.

والعجيب أن زوجته تحسنت بنسبة أكثر مِن سبعين بالمائة.

ذكر العيوب عادة يولد النفور والاكتئاب والعناد.. وخاصة إذا كان أمام الآخرين، أما المديح فيبعث الحب والسرور ويعطى طاقة إيجابية، ويكون محفزا على التحسن.

وكتب أرنست هيمنجوى الكاتب والمفكر الأمريكى عن الحب فقال:

عاش رجل فقير جدًا مع زوجته، وذات مساء طلبت منه زوجته شراء مشط لشعرها الطويل حتى يبقى أنيقًا.. نظر إليها الرجل وفى عينيه نظرة حزن، وقال لها ﻻ أستطيع ذلك.. حتى أنى أحتاج إلى تغيير جلد ساعتى، وﻻ أستطيع شراءه..

لم تجادله زوجته وابتسمت فى وجهه!

فى اليوم التالى وبعد أن انتهى من عمله، ذهب إلى السوق وباع ساعته بثمن قليل، واشترى المشط الذى طلبته زوجته..

وعندما عاد فى المساء إلى بيته وبيده المشط وجد زوجته بشعر قصير جداً، وبيدها جلد للساعة،، فنظرا إلى بعضهما وعيناهما مملوءتان بالدموع..

ليس ﻷن ما فعلاه ذهب سدى بل ﻷنهما أحبا بعضهما بنفس القدر.. وكلاهما أراد تحقيق رغبة اﻵخر.