«إطلالة نور»

هل سيذهبون إلى القمر؟!

محمد هنداوى
محمد هنداوى

الأوضاع فى قطاع غزة بعد 130 يوماً من العدوان الإسرائيلى خرجت عن السيطرة، جميع أبناء القطاع يعيشون كارثة إنسانية غير مسبوقة بشهادة ممثلى المنظمات والهيئات الأممية والدولية الموجودة هناك، عدد الشهداء من المدنيين قارب على 29 ألف شهيد نصفهم من الأطفال والسيدات، بالإضافة إلى 70 ألف مصاب وذلك منذ السابع من أكتوبر الماضى طبقاً لإحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية.

إلى متى ستستمر إسرائيل فى حصد أرواح أبناء غزة ؟، إلى متى سيستمر جيش الاحتلال الإسرائيلى عدوانه الوحشى على الأخضر واليابس فى القطاع بدون رادع ولا حساب وسط صمت دولى مخزٍ رغم ارتكاب مئات المجازر والإبادة الجماعية لأبناء قطاع غزة.

ومع استمرار تلك الأوضاع المأساوية اليومية التى يعيشها أبناء قطاع غزة خرجت تصريحات إسرائيلية على لسان رئيس الوزراء بنامين نتنياهو بإعداد وتجهيز خطة عسكرية لاجتياح عسكرى لمدينة رفح الفلسطينية والتى تعد آخر نقطة فى قطاع غزة بالقرب من الحدود المصرية حيث يدعى رئيس الوزراء الإسرائيلى بوجود عدد من كتائب حركة حماس فى رفح بالإضافة إلى وجود بعض الرهائن الإسرائيليين الذين يريد تحريرهم، وذلك وسط تحذيرات دولية لإسرائيل من القيام بتلك الخطوة بعد أن ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلى منذ عدة أسابيع أن مدينة رفح منطقة آمنة وطالب أبناء القطاع بالتوجه إليها خلال عملياته العسكرية المستمرة ضد عناصر حركة حماس، حيث يتواجد فى مدينة رفح الآن وفقاً للتقديرات الفلسطينية والدولية ما لا يقل عن مليون و400 ألف فلسطينى بينهم قرابة مليون و300 ألف نازح هرباً من الحرب فى مدن ومناطق أخرى بقطاع غزة ويعيشون فى ملاجئ ومخيمات تحت إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وإذا أقدمت إسرائيل على تلك الخطوة سترتكب جرائم قتل جماعى وحرب إبادة جماعية جديدة بالإضافة إلى التأثير المباشر على الأمن القومى المصرى فى ظل إمكانية حدوث تهجير قسرى إلى الأراضى المصرية وهو السيناريو الذى حذرت منه القيادة المصرية فى بداية هذا العدوان الإسرائيلى برفضها التام تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية وتصفية القضية الفلسطينية، كما طالب نتنياهو المجتمع الدولى بعدم القلق، ورفض تلك المخاوف بوقوع كارثة مدعياً أن إسرائيل ستوفر ممراً آمناً للسكان المدنيين فى رفح قبل الهجوم ليعودوا إلى مدن شمال غزة التى دمرها الجيش الإسرائيلى وأنهى كل مظاهر الحياة فيها تماماً.

كما جاءت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى وسط انتقادات حادة من جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى لما أعلنه نتنياهو، حيث تساءل السياسى الأوروبى عن كيفية تنفيذ خطة الإجلاء للفلسطينيين من رفح والتى أشار إليها نتنياهو عند بدء العملية العسكرية المرتقبة فى رفح قائلاً: سيقومون بالإجلاء من رفح إلى أين ؟ إلى أين سيجلون هؤلاء الناس ؟ هل إلى القمر ؟!، كما طالب المسئول الأوروبى إسرائيل بعدم فعل ذلك، مطالباً من المجتمع الدولى التواصل مع إسرائيل لمنع تلك الكارثة التى ستحدث قائلاً: من فضلكم احموا المدنيين ولا تقتلوا هذا العدد الكبير.